في ذكرى تحرير عدن.. البكري يدعو إلى مصالحة شاملة ويُشيد بدور شباب الإصلاح
دعا وزير الشباب والرياضة، نائف البكري، إلى مصالحة شاملة بذكرى تحرير مدينة عدن من ميلشيات الحوثي، وكشف عن إصلاحات تسعى لها الحكومة لتحسين الوضع المعيشي، وحيا شهداء وجرحى المقاومة الشعبية الذين أطلقوا شرارة التحرير.
وتحدث البكري – في مقابلة مع "الصحوة نت" – عن اللحظات الأولى لترتيب صفوف المقاومة من الشباب في عدن، حيث كان حينها قائداً لها، وعن أبطالها الذين قدموا أراوحهم من المقاتلين والقيادات العسكرية والحزبية والسياسية.
وقال: "نحن نحتفل اليوم بالذكرى التاسعة للتحرير نتطلع ان تصبح عدن مدينة نموذجية للتحرير والمقاومة، ونأمل ان يكون هناك مصالحة شاملة وان يعمل الجميع على تغليب المصالح الوطنية على الاعتبارات الفئوية".
وأضاف البكري – الذي كان قائداً للمقاومة – "أن تحرير عدن من الحوثيين بدأ من شبابها والساكنين فيها، وكانت لحمه أبنائها أقوى وأشد، وكان شباب الإصلاح شريك فاعل ولاعب أساسي".
وأشار "لا أحد ينكر الدور المحوري الذي لعبه شباب الإصلاح بمختلف الجبهات من عدن الى مارب ومن الحديدة الى شبوة ومن صعدة الى ميدي، وهم أكثر من دفع فاتورة هذه الحرب".
وقال وزير الشباب والرياضة "أن هناك إصلاحات تقودها الحكومة سيلمسها المواطن، ولكن من المهم ان يعود تصدير النفط خلال الفترة المقبلة".
وأضاف: "حقيقة وضع عدن اليوم ليس على ما يرام، وما كنا نريد ان نراها هكذا بعد تسع سنوات من التحرير، ويجب ان تنال حقها وهو واجب ومسؤولية مشتركة، يقع تحقيقها على عاتق قيادة المجلس الرئاسي والحكومة".
وفيما يلي نص الحوار:
-بالتزامن مع الذكرى التاسعة لتحرير عدن من مليشيا الحوثي الانقلابية... ماذا تعني لكم هذه الذكرى؟
من حسن الحظ ان تحل علينا في هذه الأيام المباركة، ذكرى طرد الحوثي وأعوانه من الحبيبة عدن، وهي من الأيام الخالدة في تاريخ هذه المدينة الباسلة التي قاومت كل أصناف الاعتداء والاحتلال منذ فجر التاريخ.
فقد كانت مدينة عدن مطمعاً للكثير من الأعداء الداخليين والخارجين، ولكنها بفضل صمودها الأسطوري، تحطمت على جبل شمسان كل أحلام المعتدين والمحتلين.
وفي هذا اليوم كان النصر العظيم الذي أشفى الله به صدور أبناء عدن، تتويجًا لصمودهم الأسطوري في ظروف بالغة التعقيد على كل المستويات وحققنا المستحيل وأكرمنا الله بالنصر.
ولا ننسى في هذه المناسبة العظيمة، أن نترحم وندعو للشهداء بالرحمة والمغفرة والشفاء والصبر للجرحى والحرية للأسرى والمختطفين.
* حدثنا عن قصة تحرير عدن.. كيف بدأ الترتيب لها؟ وكيف انطلقت؟ وكيف نجحت؟
حين غادرت الكثير من القيادات محافظة عدن، ورأينا ان المدينة بدأت تسقط بيد العدو بدأنا بالترتيب مع شباب عدن والساكنين فيها، وبعض القيادات السياسية والعسكرية والأمنية والقيادات الحزبية.
لقد كانت لُحمة أبناء عدن في هذه الفترة اقوى واشد من أي فترة سابقة، ورأينا منهم الإرادة التي تم تعميدها بالأرواح وأسقيناها بالدم رغبة في التحرير من الرجس الحوثي.
وإن كنت قائداً للمقاومة في تلك الفترة، غير إن الجميع قدم التضحية من اجل تحقيق الهدف.
-كيف تقيم الدور الذي قام به أبناء عدن في معركة تحرير المدينة؟
الحقيقة ان الإرادة التي تحلى بها شباب عدن في تلك الفترة فاقت كل التوقعات، خاصة وأن غالبيتهم من الشباب المدنيين وخريجي الجامعات، كانوا لا يملكون أي خبرة عسكرية سابقة.
وكانت مغامراتهم مذهلة لكن الغاية كانت تستحق التضحية، وخرج الجميع بحثاً عن الحرية والعدالة والكرامة والمواطنة المتساوية، وقاوم الوطن بكل أطيافه ضد تلك الميليشيات العدائية.
حينها كانت الحرب هي الخيار الوحيد للحفاظ على اليمن بأيدي أبنائه، وعدم السماح لتنفيذ المخططات الإيرانية المتمثلة في جماعة الحوثي، فكانت عدن المدينة التي تقود مسيرة القرار الوطني بأيدي رجالها من أفراد المقاومة الشعبية الجنوبية، وبمساندة مباركة من الأشقاء في التحالف.
-ماذا عن دور شباب حزب الاصلاح في عدن؟
لا أحد ينكر الدور المحوري الذي لعبه شباب الإصلاح في مختلف الجبهات من عدن الى مارب ومن الحديدة الى شبوة ومن صعدة الى ميدي.
والجميع يتفق اليوم ان شباب الإصلاح، هم أكثر من دفع فاتورة هذه الحرب المشؤمة ؛ لشعورهم بالمسؤولية وتحليهم بالروح الوطنية العظيمة.
-بعد تحرير مدينة عدن تم استهداف كوادر أعضاء حزب الإصلاح، وهناك من ينكر دور شباب الاصلاح في تحرير المدينة، كيف ترى ذلك؟
التاريخ لا يرحم أحد، ومن الصعب أن تنكر دور أي قوى كان لها الفضل فيما صارت اليه المدينة، لقد كان شباب الإصلاح شريك فاعل ولاعب أساسي في تحرير المدينة.
وما حدث لهم بعد ذلك هو ثمن الحرية وضريبة النجاح، لا يوجد شيء بالمجان لكل شيء ثمن، ومن يتحلى بالروح الوطنية، ويطمح من أجل تحقيق حلم بحجم بلد عليه أن يدفع الثمن، والقليل من يضحي من اجل الأهداف العظيمة.
-ماذا عن دور التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية في معركة تحرير عدن؟
حين انطلقت من عدن شرارة المقاومة الشعبية الجنوبية، راغبة في التحرير ومقاومة للمشروع الحوثي اللعين، كانت هذه الرغبة بمساندة ومباركة من الأشقاء في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والاشقاء في الامارات العربية المتحدة.
حيث سخر الاشقاء كافة الإمكانيات، من اجل تحقيق الهدف وكسب المعركة، ولن ننسى لهم هذه الوقفة العروبية الى جانب بلدنا.
-كان لمعركة تحرير عدن الكثير من الأبطال، وكثير منهم قدموا ارواحهم، من تستذكر منهم؟
في هذه المناسبة سنستذكر بفخر أولئك الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن ولعدن وفي مقدمتهم الشهيد علي ناصر هادي، جعفر محمد سعد، عبد الله الصبيحي، أحمد سيف المحرمي، عبد القادر العمودي، وسامح الحسني، والشيخ راوي، وعمر الصبيحي، صالح الزنداني، ناصر بارويس" ونترحم عليهم.
وندعو لباقي رفاقهم الأحياء بالصحة والعافية وطول العمر، ونتذكر أيضا كيف أسسوا لبناء الجيش الوطني في ظروف بالغة التعقيد وكيف رسمنا معهم لوحة تحرير عدن من الحوثي وأعوانه.
* كيف ترى عدن اليوم بعد 9 سنوات من تحريرها؟ وماذا عن مستقبلها؟
حقيقة وضع عدن اليوم ليس على ما يرام، وما كنا نريد ان نرى عدن هكذا بعد تسع سنوات من التحرير، فعدن قاومت كل أصناف الظلم ما تزال تقاوم حتى اليوم.
مدينة عدن يجب ان تنال حقها وهو واجب ومسؤولية مشتركة، يقع تحقيقها على عاتق قيادة المجلس الرئاسي والحكومة، لتستعيد دورها كمدينة للسلام والمحبة والحرية وكعاصمة للتحرير ونموذج للتنمية والاستقرار.
-بعد تحرير العاصمة المؤقتة لم تستطع الحكومة الاستقرار في المدينة.. لماذا؟
اتفق معك ان الحكومة كان يجب عليها ان تباشر عملها من عدن منذ اليوم الأول بعد التحرير، لكن يجب ان نتفق ايضاً إن المعركة لم تنته بعد حتى يتم استعادة كامل أراضي الوطن من سطوة الميليشيا.
فالانتصار على العصابة الباغية الانقلابية في كل الجبهات ما يزال هدفاً نعمل على تحقيقه، ورغم كل الصعوبات والمعوقات اليوم الحكومة في عدن والمجلس الرئاسي في عدن وقريباً سنشاهد انعقاد جلسات البرلمان في عدن.
ونحن نحيي كل الجهود التي تقوم بها الرئاسة والحكومة والوزارات من اجل تفعيل مؤسسات الدولة المختلفة.
-كيف تقيم الوضع الاقتصادي في انهيار العملة وارتفاع الاسعار؟ وتأثيره على الوضع المعيشي للمواطن؟
اصلاح الوضع الاقتصادي والمعيشي واحداً من اهداف الحكومة في المرحلة المقبلة، ونحن نعيش في وضع استثنائي بالإضافة الى إيقاف صادرات النفط.
وفي الحقيقة كل هذه الظروف ساهمت في تردي العملة الوطنية وتراجعها امام العملات الأجنبية، ويجب ان نشير إلى أن هناك إصلاحات تقودها الحكومة سيلمسها المواطن، ولكن من المهم ان يعود تصدير النفط خلال الفترة المقبلة.
-باعتبارك وزيرا للشباب هذه الطاقة المتجددة في البلاد.. هل هناك تنوع سياسي وثقافي في مدينة عدن يخلق حالة من التنمية والتجديد؟
التركيبة اليمنية لا تقبل القطب الواحد في أي محافظة او مؤسسة حكومية او قبيلة، ولابد من تنوع سياسي كأمر فرضته الظروف والواقع والتجارب من اجل ان يكون الجميع شركاء في تنمية البلد.
ونحن نعمل في وزارة الشباب والرياضة مع شركائنا من السلطات المحلية والأحزاب السياسية من اجل خدمة الشباب باعتبارهم الجزء الفاعل في المجتمع وهم نصف الحاضر وكل المستقبل.
-متى تعود عدن لما كانت عليه قبل الحرب في البلاد على الأقل؟
نحن نحتفل اليوم بالذكرى التاسعة للتحرير ونتطلع ان تصبح عدن مدينة نموذجية للتحرير والمقاومة، ونأمل ان يكون هناك مصالحة شاملة وان يعمل الجميع على تغليب المصالح الوطنية على الاعتبارات الفئوية.
وذلك من أجل بدء كتابة مرحلة جديدة من تاريخ هذه المدينة دون استثناء، تاركين الصراع المهلك جانبًا، فعدن تستحق الأفضل ويستحق المواطن اليمني ان يعيش بعزة وكرامة ومواطنة متساوية ليس فيها "عبدُ او سيد".
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها