من أعلام عدن ومن بقايا زمنها الجميل .

 

إنه الشيخ الفقيه والداعية الجهبذ الشيخ منصور مكرد، خاتمة من بقي من تلامذة مشايخ وعلماء عدن الكبار، أمثال  الشيخ البيحاني، والشيخ باحميش،  والغرباني وعبدالرب جابر، وغيرهم،  هذه الكوكبة العدنية من الرعيل الأول ممن أرسى معالم الدعوة والفقه في عدن ، هذا ويعد شيخنا منصور امتداد لهذه الكوكبة النيرة التي أضاءت سماء عدن بالعلم والفقه والنور ، وامتد نورهم الى خارج عدن حيث قدم طلبة العلم من كل مكان حين أسس الشيخ العلامة البيحاني معهده الكبير في مدينة كريتر ، وأضحى منارة سامقة يقصدها الطلبة من كل النواحي .

لم يعد من ذكريات تلك الأيام وعبيرها إلا شيخنا الجليل منصور مدّ الله في عمره، ومتعه بالصحة والعافية، فقد سار على نهج شيخه البيحاني وقام بمهمة الدعوة خير قيام، فحبس نفسه في محراب مسجده يرشد ويعلم ويفتي ويوجه ويؤم المصلين مايربوا على ستين سنة ، بهمة عجيبة ومذهلة في التدريس والفتوى، وفي الرباط وانتظار الصلوات، وكثرة العبادة ، وسرد الصوم والتبكير للفرائض ، ورعاية شؤون المسجد ، ومايزال المجسد ببركة الشيخ يقدم رسالته الروحية والإيمانية خير قيام.

فقد منح الله الشيخ منصور همة عالية فكان حجة على الصغار والكبار بصبره ، ورباطه وجَلَده وعبادته، يرى حاله الواحد منا فيحتقر  حاله إلى حاله، هذا وقد عاصر الشيخ ونهل من علمه جيل الأجداد والآباء واليوم جيل الأحفاد، وربما لا يعرف الكثيرون قدره ومكانته وسابقته بالفضل وجهوده المباركة. 

أكتب هذا وقد بلغني أن الشيخ يمر بوعكة صحية، شفاه الله وعافاه، وكم تغمرني السعادة ويعتريني الارتياح حين أزور مسجده وأجد الشيخ في محرابه وفي الصف الأول. 

فواجبنا أن نعطي الشيخ حقه من التقدير والإجلال وأن نُعرّف الجيل الجديد بمكانته وجهوده وسابقته وفضله، فما أقسى الزمان وأهله حين يتنكر للمصلحين ، ولا يعطيهم قدرهم ، ولا يعرف لذي الفضل فضلهم .

 

حفظ الله الشيخ منصور ومتعنا الله بصحته وطول بقائه .