خطباء المنصورة يؤكدون على صوابية مقترحاتهم ويطالبون السلطة بضبط من يحمل السلاح
اوضح إمام وخطيب مسجد ساحة المنصورة إن مبادرة العلماء والخطباء لإحلال الأمن والسكينة في المديرية جاءت بوازع ديني حقناً للدماء في وقت لم تقم الأطراف السياسية بأي دور.
وأضاف الشيخ/ ياسر العزي لـــ"أخبار اليوم": إن الأحداث الأخيرة التي شهدتها المديرية حتمت على العلماء والخطباء القيام بواجبهم.. مشيراً إلى أن دور العلماء له أثر بالغ وأن المبادرة لقيت استجابة كبيرة من جميع أبناء المديرية، لأنها جاءت بذرة طيبة، وواجب ديني تم العمل عليها بصدق من قبل العلماء والخطباء في المديرية.
وأشار العزي إلى جهود فردية كبيرة بذلت في السابق، لكن الصوت لم يكن مسموعاً في السابق والناس لا تتساوى، منوهاً بأن العمل السلمي حق مكفول يقتضي رفض السلاح.. وقال: "مادام عملي سلمي لا ينبغي أن أحمل السلاح".
وأكد إمام وخطيب الجامع الواقع بساحة المنصورة أن مصفحتين وطقماً عسكرياً وعدداً من الجنود تحركوا من الساحة وفقاً للمبادرة فجر أمس، مشدداً على ضرورة الحفاظ على الأمن والأمان.. وقال: نريد الأمن وأن نشعر بالأمان.. مضيفاً: شيء مؤلم أن أرى شاباً عائداً من كلية الهندسة يقتل بدم بارد ما ذنب الشباب وما ذنب كل من يقتل أياً كان؟.
من جانبه قال الشيخ/ علي الزيدي - إمام جامع النصر القريب من ساحة المنصورة: إن دور الدعاة والخطباء انصب في عمل مبادرة ووافق عليها المحافظ مشكوراً، وانسحبت القوات إلى خارج المديرية.. مشدداً على تنفيذ بنود المبادرة من خلال المساهمة بكل ما يحفظ السلم في المديرية إلى جانب كل الخيرين.
وأشار الزيدي لــ"أخبار اليوم" إلى تشكيل لجان فرعية ولجنة رئيسية من محامون ومهندسين يشرفون على حصر الأضرار والرفع بها إلى المحافظ، ليقوم بدوره بالتعويض مثلما حصل في المعلا وبنفس الآلية، وقال: نستبشر أن هذا سيكون آخر عهد لإحلال السلم وأمان.
وحول انتشار المسلحين والسلاح قال إن معالجة الأمور وتعويض المتضررين سيكون أولوية، بعدها على السلطة المحلية أن تقوم بدورها.. مشيراً إلى أن هناك برنامجاً توعوياً لمواجهة السلاح وتوعية شباب الساحة وكف الأذى عن المواطنين في قطع الطرقات، مؤكداً "هذا واجبنا".
ولفت إلى أن المظاهر العسكرية خلال المرحلة الماضية أربكت العمل وفاقمت من التوتر وأدت إلى سقوط القتلى وأن الحل الأمني وحده لا يحل المشكلة، ليس في عدن فحسب، ولكن في عموم محافظات الجمهورية- حسب تعبيره.. مضيفاً: لو كان الحل الأمني ناجحاً لكان نجح في جمعة الكرامة التي وقعت في صنعاء.
وحول بدء الخطوات العملية لدور العلماء في مواجهة السلاح قال: نحن واجبنا كدعاة وعلماء توعية الناس بخطورة حمل السلاح في وجه أخ مسلم، لأن السلاح يؤدي في حالات كثيرة إلى القتل، مؤكداً رفضه القاطع لوجود أي مظاهر مسلحة..مردفاً: وواجبنا التوعية والدولة عليها أن تقوم بواجبها بضبط كل من يحمل السلاح داخل المديرية ونحن واجبنا الإرشاد.
وتابع الزيدي: إن المظاهر المسلحة ليست محصورة في المنصورة، ولكنها موجودة في جميع محافظات الجمهورية وينبغي أن يكون لها حل شامل على مستوى الجمهورية.. معرباً عن أسفه من وصول عدن إلى هذا الوضع، سيما بما شهدته خلال تاريخها من طبيعة سلمية لأبنائها.. وقال: هذا شيء مؤسف أن تتزايد مظاهر العنف في محافظات الجمهورية وأرجع ذلك إلى ردود الأفعال تجاه الحل الأمني.
وحذر الشيخ الزيدي من مخاطر العنف أياً كان شكله أو نوعه ومن قبل أي جهة كانت.. وقال: نحن نرفض العنف من الشباب أو من قبل السلطة المحلية.. مطالباً السلطة القيام بواجبها في تجسيد الدور المناط بها على أكمل وجه وبما يحفظ أمن وسكينة وسلامة المواطنين.
كما طالب الشباب المعتصمين في الساحة بالالتزام بالعمل السلمي المكفول قانوناً وعدم الإخلال بالأمن، مشيراً إلى كثير من التقطعات التي أدت إلى الإضرار بمصالح الناس.. وأكد أن قطع الطرقات واقتلاع أعمدة الإنارة وتخريب البنية التحتية غير مقبول ولا يجوز لأحد أن يتعدى عليها .
وباعتباره خطيباً للمسجد القريب من الساحة ومعرفته بمقدار الضرر الذي خلفه السلاح وانعكس سلباً على الساحة قال: لم أدخل الساحة إلا مرتين فقط وعلى الدولة حماية الحقوق ومنها حق التعبير السلمي مثل كل الساحات في عموم البلد، مؤكداً أن الضرر مس الجميع في حي العيادات المجاور الذي تضرر بشكل كبير.. مضيفاً: إن أي مشكلة تحصل في الساحة تؤثر على المحيط التجاري برمته.
وأشار الشيخ الزيدي إلى أن العمل السلمي حق وأي عمل مسلح يجب أن يبتعد وينبغي أن يقف الجميع ضده، لافتاً إلى طرفاً لم يسمه يريد القضاء على العمل السلمي وعلى الدولة واجب القيام بدورها بمساندة وتأييد الجميع.