في الذكرى الأولى لاستشهاد إيهاب باوزير..
عدن بوست - عدن : الجمعة 09 ديسمبر 2022 02:31 مساءً
زملاء الشهيد : اغتيال باوزير فاجعة وأثره في خدمة القرآن باقٍ لن يزول
تحل الذكرى الأولى للحادث الإرهابي الذي أدى إلى اغتيال القيادي في التجمع اليمني للإصلاح والشخصية التربوية "إيهاب باوزير"، مدير إدارة مدارس تحفيظ القرآن الكريم بمكتب التربية والتعليم بالمحافظة عقب عودته من مقر عمله في إحدى شوارع خور مكسر.
وفي الذكرى الأولى لاغتيال باوزير التقت منارة عدن بعدد من أقارب وزملاء وأصدقاء الشهيد إيهاب باوزير، واستطلعت آراءهم حول الشهيد باوزير وخرجت بهذه الحصيلة.
ثريا طاهر
زمالة من الصغر وحتى الوفاة
أبو محمد فايز، متحدثا عن الشهيد إيهاب باوزير باعتباره زميله منذ الصغر وحتى وفاته. مؤكدا أن علاقته بالشهيد إيهاب كانت علاقة زمالة قديمة من أيام الدراسة وأيام التجنيد.
وأضاف في حديث لـ"منارة عدن"، "فرقتنا الدراسة الجامعية، كل منا ذهب في مجال، ومن ثم اجتمعنا في العمل"، مشيرًا إلى أن "هناك تشابها كثيرا جمعه مع الشهيد في الهوايات والرياضة، فقد كان يحب الرياضة في ملعب الحبيشي، ومباراة التلال والوحدة".
مع القرآن والإنسان
من جهته، قال أبو رأفة، "بحكم تواجد الشهيد إيهاب باوزير في إدارة التحفيظ، فقد عمل جاهدًا على تحسين وإنعاش جانب تحفيظ القرآن الكريم ومدارس تحفيظ القرآن".
وأضاف، "كان الشهيد إيهاب زميلا لكل من في المكتب ويتحدث مع الجميع، وكان مستشارا للجميع، حيث كان الكثير من الزملاء والزميلات في المكتب يطلبوا منه التوجيه والمساعدة وحل مشاكلهم الأسرية، ويقدم لهم النصح وكان الكل يكن له التقدير والاحترام".
وأكد أن الشهيد إيهاب "كانت له بصمة كبيرة مع القرآن في محافظة عدن والمدينة كلها، شهد له بهذا، كان يقول لا يوجد لدينا غير كتاب الله، كان دائماً يرددها ويكررها حتى في حالة تعبه ومرضه، يكافح ويردد هذه الكلمة، وكان القرآن فوق كل شيء عنده".
أما عن علاقته بالناس، فقد أكد أبو محمد أن الشهيد إيهاب الوزير، "كانت علاقته مع الناس علاقة الشخص البسيط، الذي يعطف على الصغير، ويرحم الكبير، كان شخصية اجتماعية بامتياز، غير متكبر ومتواضع ومعروف عند الجميع".
اغتياله صدمة وفاجعة
واستعرض أبو رأفة يوم الفاجعة يوم اغتيال الشهيد باوزير قائلا: "في اليوم الذي اغتيل فيه أنا لم أكن متواجدًا في المكتب، وتلقيت اتصالا هاتفيًا من أحد الإخوة يريد التأكد من الموضوع، فأخبرته أني لم أداوم، وطلب مني التأكد من خبر الاغتيال".
وأضاف: "لم استوعب أبدًا أن الموضوع يخصّه، ظننت أنه قد يكون تشابه فقط، وكانت صدمتي لم أستطع فتح هاتفي للتأكد من الخبر، بعدها بساعة تمّ الاتصال بي من نفس الشخص ليخبرني بأن الخبر صحيح؛ فقد تأكد بعد أن صعب التعرف عليه من خلال الصور التي نشرت، مؤكدًا أنه لم يعرفه سوى من خلال البدلة التي كان يرتديها".
وتابع: "في تلك اللحظة دخلت في صدمة لأول مرة في حياتي، استمريت حوالي أسبوع لا أخرج إلا للمسجد، ثم أعود للمنزل، حتى أني أصبحت لا أتحدث مع الأهل في البيت، وكان الواقع كبيرا عليّ لأننا فقدنا شخصية ذات أثر مجتمعي كبير، ومحبوب لدى الجميع".
بين الصدمة والتقبل
واستطرد أبو رأفة، قائلا: "بعد الصدمة التي دخلت فيها جراء اغتيال إيهاب، بدأت بعدها أتقبل الموضوع، وأخرج لغير المسجد، وذهبت للعمل بعد أسبوعين من حادثة الاغتيال، وجدت الكل يأتي إليّ ويقدم العزاء فيه، وكأنه مات يومها".
وأضاف: "كانت الصدمة ما زالت على وجوه الكل، وكان يوم اغتياله مداوم في المكتب من التاسعة صباحًا إلى الـ12 ظهرًا، والتقى بأغلب الموظفين والزملاء في المكتب، مؤكدًا أن الجميع في المكتب كانوا يتحدثون عن ذلك اليوم، فقد كان كعادته في كل يوم، همّة ونشاط وظرافة.
وتابع أبو رأفة "مرت الأيام، وكل ما أذهب إلى العمل الكل يستمر في تذكر الأستاذ إيهاب بالخير والفقد الذي تركه في نفوس الجميع، وكل من دخل مكتبه ترحم عليه وتفقده؛ بسبب علاقته الطيبة والمحبوبة مع الجميع.
إيهاب.. يد الخير الممتدة
يقول أبو محمد، في الجانب الخيري كان الأستاذ إيهاب له علاقة ممتازة مع الجميع، كان خدوما للكل، يتم الرجوع إليه من الصغار والكبار، وبرغم مستواه المادي البسيط، ومع هذا كان كل ما استطاع مساعدة أحد لا يقصر بذلك، وكانت الناس تلجأ له في حل مشكلاتهم، وفي الخلافات الأسرية والاجتماعية والدعم المادي البسيط في حال مقدرته".
وتابع: "أثره باقِ وخالد إلى يومنا هذا، إذ كان له أثر ودور في انتشار القرآن الكريم والتحفيظ بمساجد عدن ومراكزها، ومدارس التحفيظ، وكان بعض حفاظ كريتر يحملون الفضل له بعد فضل الله لدوره وجهوده الكبيرة من خلال عنايته وتشجيعه لهم، وتكريمهم ودعم هذه المراكز، وحفل تخرج الدفعات، وساهم في دعم كثير من الحلقات منذ البداية حيث كان يبحث عن دعم من الجهات الخيرية لضمان استمراريتها.
التعليق الرياضي
يستذكر أبو محمد ذكرياته مع الشهيد قائلا: "من أبرز المواقف مع الشهيد إيهاب، كانت هي المواقف الرياضية في كرة القدم مثل الدوريات وكأس العالم، كان له تعليقات في هذا الجانب، وحتى أصحابه في الكلية كان يشاركهم في التعليق على المباريات التي تقام في الكلية حتى أنه كان معلق منتخب كلية التربية".
وأضاف، "من المواقف التي تستوقفني هي التي مرت في المناسبات مثل الأعياد، ورمضان، نفتقده ونفتقد وجوده، فقد ترك غيابه عنا في رمضان الذي مضى أثرًا كبيرًا لا يُنسى، كأول رمضان يمر علينا بدون لقياه فيه".
وعن ذكرى استشهاد إيهاب باوزير المؤلمة، قال أبو محمد: "تلقت عدن كلها، وأنا شخصيًا خبر اغتياله بعدم التصديق، وتكون بهذا الشكل جنازته، كانت هي ردة فعل محافظة عدن وصدمتها بجنازة تكتظ بالحشود التي كانت لا حصر لها".
وبعث أبو محمد عبر "منارة عدن" رسالة إلى أبناء الأستاذ إيهاب وطلابه، داعيا إياهم للسير على ذات الطريق الذي سار عليها الشهيد إيهاب، وأن يكونوا خير خلف لخير سلف، وأن يستمروا على نهجه في خدمة القرآن الكريم، وخدمة المجتمع وأذكرهم خيركم من تعلم القرآن وعلمه".
ويستعرض أبو محمد علاقته مع الشهيد إيهاب الوزير، الممتدة منذ العام 1995م، حين تعارفا، وقال: عملنا سويا في حقل التدريس، وفي حقل الجانب الدعوي والخيري وحقل تحفيظ القرآن.
وأضاف، "كان الشهيد إيهاب، رجل يحمل هم أمة، خاصة في مدينته التي كان يعشقها ويحبها ويعمل على إنشاء مدارس التحفيظ فيها، وتحويل المساجد إلى مدارس تحفيظ، وحلقات.
وأكد أن الشهيد إيهاب قد نجح مع كثير من المخلصين في تحويل كثير من مساجد عدن إلى مدارس تحفيظ بطريقة منظمة، تحت إشراف جمعيات خيرية فيها مدرسين وموجهين، وتسجيل وتقييم الطلاب، من حيث المستويات، ومنحهم الشهادات، وترتيب حفلات التخرج السنوية للطلاب.
وأضاف، "لقد بذل الشهيد الكثير من الجهد، والوقت، بذل من صحته، للسعي مابين حلقات التحفيظ، وأهل الخير، وجمع التبرعات وإيصالها إلى المحتاجين، أو لدعم مدارس تحفيظ القرآن الكريم.
وأكد أنه "وبفضل الشهيد إيهاب باوزير وكثير من المخلصين بعد الله استطاعات عدن تقريباً خلال 25 عامًا أن تخرج أكثر من عشرة آلاف حافظ وحافظة للقرآن الكريم، في الوقت الذي كانت عدن تفتقد إلى حافظ واحد، وهذا - إن شاء الله -في ميزان عمله وحسناته ".
ليلة الفاجعة
واختتم أبو محمد حديثه عن رفيق دربه الشهيد إيهاب باوزير بالحديث عن ليلة استشهاده قائلا: "ليلة استشهاده كنا سويًا، صلينا العشاء معاً في أحد مساجد عدن، ثم خرجنا وجاء برفقتي إلى أحد الأفران لشراء الرغيف".
و أضاف ، "عدنا بعد شراء الرغيف، وصاحبني فيها إلى تحت العمارة التي يقطنها، وطوال الطريق كان حديثنا كله عن هموم الأمة ومدارس التحفيظ، والجهود والقصور والآمال والطموح ثم افترقنا، وفي اليوم التالي كانت الفاجعة.
وتابع: "كان اليوم التالي الخبر المحزن جداً، أنتشر عبر "الوتس اب" خبر إستشهاد الشيخ إيهاب باوزير، وهو مغادر مقر عمله مكتب التحفيظ في مكتب التربية والتعليم، نحسبه شهيد على درب الأنبياء والصالحين، والدعاة الذين أفنوا أعمارهم بنشر كتاب الله، والدعوة إليه، وحمل هموم الأمة.
وأكد أبو محمد أن الشهيد ايهاب باوزير، رحل إلى ربه، لم يترك أرصدة ولا سيارات، ولا قصور، ولا أراضي، بل استشهد وعليه ديون، وقد تم التعاون مع أصدقائه المخلصين في تسديدها عنه، رحمه الله رحمة الأبرار وألحقنا به في الصالحين.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها