عادل سعيد رفيق الشهيد القيادي بإصلاح عدن إيهاب باوزير:
عدن بوست - عدن : الجمعة 09 ديسمبر 2022 02:30 مساءً
وكأن الشهادة هي مكافأة نهاية الخدمة التي حصل عليها إيهاب باوزير
في الذكرى الأولى لاغتيال القيادي في إصلاح عدن ومدير إدارة مدارس التحفيظ للقرآن الكريم بمكتب التربية والتعليم بمحافظة عدن "إيهاب باوزير"، والذي اغتيل غدرا في مديرية خور مكسر عقب عودته من مكتب عمله في صبيحة يوم ال 7 من ديسمبر من العام الماضي 2021م، أجرت صحيفة منارة عدن حوار خاص مع صديقه "عادل سعيد بن سعيد" وفي الحوار عدد "بن سعيد" مناقب الشهيد وآثاره وتحدث بإسهاب عن حب الشهيد للعمل الخيري وسعيه لخدمة الناس كما تضمن الحوار ذكر المواقف الجميلة الذي جمعت بين الشهيد وصديقه، ووصف "بن سعيد" الشهادة بأنها كانت مكافأة نهاية الخدمة التي حصل عليها إيهاب عند اغتياله غدرا.
حاوره هدية الرحمن أحمد
بداية حدثنا عن إيهاب وصف لنا صديقك الذي كنت تلزمه ؟
"إيهاب الرجل القرآني المبارك من المهد إلى اللحد الزاهد العابد الذي لا تزال لسانه رطبة بذكر الله
الطفل البرئ الحنون الضحوك الذي لا يريد أن يكبر وقد بلغ العقود الخمسة .. أو تزيد قليلا
البار بأمه .. البار بأمه .. البار بأمه - وهو وحيد أمه من الأولاد - العطوف المحب لزوجتة وأولاده الكائن النسمة الذي لم يؤذي أحدا طوال حياته ، لم يعرف له عدو أبدا المتواضع الذي لا يكسر أحدا ولا يرد سائلا ...
العنوان الأكبر من عناوين جبر الخواطر وطبطبة الأرواح المنكسرة في هذا الوطن الكسير المنكسر
الواصل لرحمه الذي لا يقطع مهما كانت الأسباب والظروف وصاحب الواجب مع أحبابه وأصدقائه ومعاريفه يد الخير وكف المعروف الذي يطرق الأبواب متخفيا متسترا يسعى للخير منذ عرف نفسه يعين أرملة ويكفل يتيما ويطبطب على بائس ومحتاج ويقف على إعانة طالب العلم خادم للقرآن الكريم بدرجة امتياز ومن دون أي منافس" (نحسبه والله حسيبه ).
كان يعرف عن الشهيد أنه كالنحلة في العمل الخيري خلال شهر رمضان حدثنا عن أنشطته في موسم الخير وأنت جليسه وصديقه؟
"كان رمضان كوم وإيهاب في رمضان كووووم تقدروا تقولوا .. كان رمضان إيهاب .. وكان إيهاب رمضان
إيهاب ورمضان وجهان للعطاء...
لا تجده يتوقف من ليل أو نهار يعمل بوتيرة عالية وبخط ساخن
هو موسمه الذي يعرف به ، والذي يستعد له من نهاية رمضان الذي سبقه حتى رمضان الذي يرحب به
عشرات ومئات الناس تلامسها كف ابن الباوزير إيهاب كانت طاقته في رمضان شيء يفوق الطاقة في مناخ جحيمي جهنمي يذيب الحديد
كان يعيش هم المساكين والفقراء والأيتام وطلاب العلم والحلقات القرآنية و كانت فرحته بايصال الخير للآخرين أشد من فرحة الآخرين بما يصلهم ويطرق أبوابهم كان خلية نحل لا تتوقف حتى أيام عيد الفطر المبارك ويفعل ذات الفعل في عيد الأضحى ينقل أكياس اللحم ويوزعها على عشرات ومئات البيوت لا يجلس للعيد حتى يكون العيد جالسا القرفصاء في بيوت الفقراء والمحتاجين"
ما أبرز المواقف الطريفة التي تذكر بها الشهيد باوزير؟
"عندما كنا نلتقي كان أول ما يراني وكأنه تعثر بكنز يهش في وجهي ويبش مرحبا ومسهلا عدولي عدولي .. ويسبقه القول على الطريقة المأثورة عن النبي ( عادل منا آل الباوزير )"
ماذا عن آخر لقاء بينك وبين الشهيد باوزير ؟
"آخر لقاء لي مع أخي الحبيب إيهاب قبل يومين من اغتياله في جلستنا المسائية العامة على رصيف عام ولاحظت عليه ما لفت انتباهي ولعله من حسن خاتمته فقد كان ونحن في حديثنا اليومي بشؤون حياتنا وشجونها لا يتوقف لسانه عن ذكر الله يتكلم معي جملة ثم يتمتم بدعاء ثم يضيف جملة ثم يتمتم بدعاء ثم يضيف جملة ثم يتمتم بدعاء حتى - استغفر الله العظيم - شعرت ببعض الضيق وكدت أقول له :
"مالك اليوم با تعقل وبا تخلينا نتكلم سوى"
وإيهاب الذكر لا ينقطع عن لسانه لكنه هنا قبل رحيله بساعات فقط كان ذكره مختلفا
لكأنه ذكر وداع وجلسة توديع"
كيف تلقيتم خبر استشهاده؟
كنا نعرف أن إيهاب - الأستاذ إيهاب - أو - الشيخ إيهاب - يغلب على تسميته من أصدقائه ومحبيه وزملاء العمل بهذين الوصفين ( أستاذ / شيخ ) ولكن لأن الله " يعرفه " لعله اراد أن يمنحه وصفا أكبر من هذين الوصفين الدنيويين فقد أضاف الله له ومنحه اسما آخر لا يُلَقّاه إلا الذين صبروا .. ، لقد تسلم إيهاب مكافأة نهاية خدمة بأعلى درجة وأسماها و أرفعها ( وسام الشهيد ) أغلى وأعلى وأجمل وسام... بثوانٍ ومنذ أول دفقة دم زكية تضرج بها وجهه الطهور المبارك اخذ هذا الوسام
جاءت الأرتال المتلاحقة من المحبين المهنئين المباركين كالسيل العرمرم تزفه كعريس إلى .. عروسك الجنة -بإذن الله-، في مساء استثنائي من مساءات كريتر ومقبرة القطيع
أتسائل دائما هل يعقل أن تظل عدن .. هي عدن وقد غاب عنها بلبل الدوح وحمامة السلام الجميلة "إيهاب عبدالله سالم باوزير".
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها