رفض يمني لتركيبة لجنة الحوار
أثار قرار الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي تشكيل "اللجنة الفنية للتحضير والإعداد لمؤتمر الحوار الوطني"، ردود فعل رافضة في أغلبها. ورأى ناشطون وقوى سياسية أن القرار استبعد شباب الثورة وأقصى الأحزاب من عضوية هذه اللجنة، بينما اعتبر قيادي في تكتل اللقاء المشترك أن أطرافا تسعى لإعادة إنتاج النظام السابق.
وأعلن حزبان من أحزاب اللقاء المشترك الموقعة على المبادرة الخليجية -وهما حزبا الحق والبعث القومي- صدمتهما واستغرابهما لإقصاء شباب الثورة والأحزاب من عملية التحضير والإعداد لمؤتمر الحوار، وطالبا الرئيس هادي باتخاذ إجراء فوري لمعالجة الآثار السلبية لقراره المتعلق بتشكيل اللجنة الفنية.
واعتبر الحزبان في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه أن "هذا الاستبعاد والإقصاء للأحزاب وللشباب يوجه رسالة خاطئة وملتبسة لشباب الثورة وللرأي العام اليمني، مفادها أن الحوار الوطني لن يكون إلا تكريسا للنظام السابق الذي انتفض الشعب اليمني وثار عليه".
ويرى القيادي في اللقاء المشترك محمد يحيى الصبري أن "هناك نوعا من الاستسهال في الترتيب والتحضير لمؤتمر الحوار الوطني، ويتم التعامل معه بطريقة لا تراعي مرحلة التحوّل الفاصلة التي تمر بها البلاد".
مغامرة
وقال الصبري في حديث للجزيرة نت إن استبعاد شباب الثورة مغامرة خطيرة، لأنه يعطي دليلا على أن الأطراف التي ترعى تنفيذ المبادرة الخليجية (الرئيس هادي والمبعوث الأممي وسفراء الدول الخمس الدائمة العضوية بمجلس الأمن والاتحاد الأوروبي)، لا تحترم إرادة الشعب اليمني ولا ثورته ولا تضحيات شبابه".
واعتبر أن الطريق إلى التحضير لمؤتمر الحوار الوطني جزء من الحوار وأهم عامل من عوامل نجاحه، ولذلك كان ينبغي التشاور مع جميع الأطراف "لا أن يقوم السفير الأميركي ومبعوث الأمم المتحدة وسفيرة الاتحاد الأوروبي بتحديد المواعيد الزمنية واختيار أعضاء اللجنة الفنية، وكأن اليمن بات تحت الوصاية الدولية".
وأكد الصبري أن هذه القرارات تبدو كأنها تريد إعادة إنتاج نظام الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح, وهو ما يهدد بردود فعل "كبيرة وخطيرة".
من جانبه قال عضو اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية حبيب العريقي في حديث للجزيرة نت "إن أولوية شباب الثورة ليس المشاركة في الحوار، بل استكمال أهداف الثورة وإسقاط بقايا عائلة الرئيس المخلوع من مؤسسة الجيش والأمن".
وشدد على ضرورة تلبية مطالب شباب الثورة، واعتبر أن من الصعب تعاطيهم مع مؤتمر الحوار الوطني في ظل بقاء نجل الرئيس المخلوع في منصبه قائدا لقوات الحرس الجمهوري، أو بقاء أقاربه وأعوانه في الأجهزة الأمنية والمؤسسة العسكرية.
وقال العريقي إن المطلوب من الرئيس هادي الذي خرج شباب الثورة للتصويت له في الانتخابات المبكرة، أن يكون مع الإرادة الشعبية, ويتخذ قرارات شجاعة, أو يعلن عجزه عن ذلك ويترك للشعب استكمال ثورته.
وأضاف أن قرار تشكيل اللجنة الفنية التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني لم يشر إلى الثورة، ولم يعترف بشباب الثورة، فضلا عن عدم إشراكهم في تكوين اللجنة، واكتفى بالإشارة إلى ما سماها "الحركات الشبابية", وجاء بأسماء أشخاص ليس لهم علاقة بثورة الشباب.
المصدر:الجزيرة نت