تسونامي الجفــــاف يجتاح أغلب مناطق الأزارق بالضالع
المياه أساس الحياة ولا غنى لنا عنها في حياتنا اليومية ، وبدونها تتعطل حركة الزمن وتتحول إلى فصول من العذاب والجحيم ــــ عند ندرة وجودها ـــ وتنفر الكائنات الحية ـــ إذا لم توجد ـــ ..
نحن لا نريد طرقات ولا كهرباء مع أننا بأمس الحاجة إليها ــ فقط نريد ماء ــ ، ماء ، ماء .... !!
بهذه العبارة المختصرة كان رد أغلب أبناء مديرية الأزارق لمحافظ المحافظة اثناء لقاءه الاخير بهم رغم أن اللقاء بهذه الشخصيات لم يؤتي ثماره.
من يصدق أن تصل الأمور إلى ما وصلت إليه .. ! طوابير من النساء والأطفال والرجال على بئر سطحية .. وأين ذلك في عاصمة المديرية ..ناهيك عن مختلف مناطق المديرية وبالذات الجبلية التي وصلت إليها موجة الجفاف مبشرة بنزوح جماعي منها .. وكم يتساءل الموطن .. عن وظيفة الحكومة ممثلة بمدير المديرية والمجلس المحلي .. ؟ وكما يقول الشاب فهد محمد إن كان عند هؤلاء ذرة من المسئولية فليقدموا استقالاتهم ويتركوا المواطن يبحث عن المجهول .. !
ويقول المواطن / محسن علي محسن : كنا نخشى الموت جوعاً بسبب الغلاء المتزايد في الأسعار والآن صار همنا توفير الماء ، وتحول خوفنا من أن نموت عطشاً .. ويضيف قائلاً : تخرج النساء والأطفال عند الساعة الرابعة قبل الفجر والبعض طوال الليل وتكن الحصيلة لكل فرد لا يزيد على ( 50 ) لتر فقط بعد التقاسم بالتساوي .
ولكون المديرية تشكوا من الجفاف بشكل عام اقتصر بنا الأمر في أخذ نموذج لمنطقة ( جبل عواس) والتي تعد من القرى ذات الكثافة السكانية بالمديرية حيث وصلت مأساتهم ذروتها وبلغت القلوب الحناجر ـــ إذا جاز لنا التعبير ــ وذلك بحثاُ عن الماء .. ولأن المنطقة جبلية وذات كثافة سكانية عالية كان الناس يعتمدون على ما تجود به السماء من أمطار ولشحة الأمطار في العوام الأخيرة وجد المواطن نفسه أمام واقع يعجز الإنسان أن يعبر عنه .. وصل سعر دبة الماء سعة ( عشرون لتراً ) إلى مائتان ريال ، ولك أخي القارئ أن تتصور استحالة العيش في ظل متطلبات المعيشة والفقر والحرمان الذي تعيشه المنطقة .
في عاصمة المديرية...!!
قبل اعوام وبعد متابعات مضنية تم حفر بئر بعمق ( 190متر ) فقط رغم أن شرط المقاول يرسوا على ( 400ــــ 600) متر ، ومع هذا قبل المواطنين رغم التكتم الشديد على التقرير واستمرار ابتزاز المواطنين ، وتم دفع بشارة وجود الماء .. ولكن المفاجأة كانت بقيام جهات نافذة ومستغلة في حرمان المنطقة من المشروع والاستفادة منه .. فأحياناً يتذرع بأن التقرير أظهر زيادة الكبريت في الماء ، وأحياناً أن المشروع تابع للصندوق الدولي ، وتارة أن المضخة لم تأتي بعد .ووصل الامر الى طمر البئر والاستغناء عنها.. وهات يا أعـذار وروتين ، رغم أوامر الجهات المختصة .
فماذا يريد المحافظ طالب ياترى من أبناء الأزارق ..؟ وهل ينتظر اعتصام مفتوح ـــ وهو من حقهم ـــ على باب منزله .. ؟ أم ما ذا يريد .. ؟
وبحسب المواطنيين انه مهما كانت الأعذار والمبررات التي يتذرع بها القائمون ومسئولي مياه الريف .. لن تقبل .. ولن تكون مقبولة .. مقارنة بالحالة الكارثية التي وصلت إليها المنطقة والمناطق المجاورة .
أحد التربويين في المنطقة وهو الأستاذ / احمد مثنى السبعي يقول : إن المعاناة بلغت حداً لا يطاق ، وإننا قد بحت أصواتنا ونحن نطالب بالماء ، ولكن لا حياة لمن تنادي .
ويضيف حتى الجمعيات الخيرية حصرت العمل الخيري في بناء المساجد فقط .. فأين هذه الجمعيات وأصحاب الأيادي البيضاء .. ؟ فلماذا لا يقومون بتوفير المياه وحفر ولو بئر واحد بدلاً من بناء ثلاثة مساجد في قرية واحدة .. !! وأردف قائلاً : لا يفهم كلامنا بأننا ضد بناء المساجد ، ولكن نحن نطالب بما هو أهم .. فكيف أقوم بصلاتي وأنا لا أجد شربة الماء ، فضلاً عن الغسل والوضوء .. ؟
وعن الحكومة أيضاً .. فهي تعمل مشاريع ـــ إما فاشلة أو متعثرة ـــ ونعتبرها أيضاً مشاريع ثانوية .. وهي بالفعل ثانوية مقارنة بالماء الذي هو كل شيء .. فما فائدة مشاريع الحفاظ على التربة مع عدم وجود الماء للشرب ... ؟؟
ماذا قالت لجنة المشاريع ... ؟؟
اللجنة التي تابعت المشروع من البداية ، وهم أشخاص مختارون من أبناء المنطقة وضحوا الكثير من العقبات والصعاب التي واجهتهم ولا زالت تواجههم من قبل مسئولين نزعت من قلوبهم الانسانية والرحمة وأصبحوا متعطشين لأكل الأموال والرشوات فقط ..
همسة في أذن محافظ المحافظة ..
هل يعلم بأن المشاريع التي تنفذها ( مياه الريف ) يتم فيها جبايات غير قانونية ابتداءً بمصاريف وتحسينات العمال ونفقات .. وصولاً إلى خذ رشوات ودفع مبالغ بغرض إيصال معدات المقاولين وبشارة وجود ماء ، ومبالغ من أجل أن يظهر التقرير سليماً ... ؟؟ فهل يعلم بذلك أم أن السكوت هو بحد ذاته علامة رضا ... ؟؟؟
الخاتمة ... وبعد كل هذه المعاناة والتي رسم فصول قتامتها مسئولين ونافذين.. لم يكن في خلدهم يوم من الأيام خدمة الوطن والمواطن كما يزعمون .. وإنما كان شعارهم منذ البداية: ( أدفع ثم ادفع ثم ادفع .. ) .
ونحن بدورنا نطرح هذه المشكلة امام المحافظ وحكومة الوفاق وخاصة ان مشكلة الجفاف تعتبر تسونامي من نوع آخر متمثل بالجفاف الذي يهدد حاضر ومستقبل المنطقة برمتها .. نضعها بين يدي السلطة المحلية بالمديرية والمحافظة ...
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها