شاهد .. مليشيا “الانتقالي” تربط المحتجين المعتقلين كالبهائم في الشوارع العامة بعدن
عدن بوست -متابعات: الجمعة 17 سبتمبر 2021 08:01 صباحاً
اقدمت مليشيا ما يسمى “المجلس الانتقالي الجنوبي” على ممارسة اساليب مهينة وغير مسبوقة في اذلال شباب الاحتجاجات الشعبية المتواصلة (انتفاضة عدن) ضد استبداد وفساد سلطة “الانتقالي” ومليشياته وتدهور الاوضاع وتردي الخدمات وغلاء المعيشة والانفلات الامني.
ونشر ناشطون جنوبيون على مواقع التواصل صورا ومقاطع فيديو، للحظة اعتقال مليشيا “الانتقالي” عددا من شباب عدن المحتجين، وكيف تعاملت معهم المليشيا باساليب تمتهن كرامتهم على نحو لا يخطر على بال ولم يسبقها إليه احد في الامعان بالاذلال والاهانة.
أظهرت مقاطع الفيديو والصور التي نشرها ناشطون جنوبيون، اقدام مليشيا حزام “المجلس الانتقالي” التابع للامارات، على تقييد الشباب المعتقلين وربطهم كالبهائم إلى اعمدة النور (الكمبات) في الشوارع، مع كيل الركل والصفع والضرب المبرح لهم على مرأى ومسمع الاشهاد.
وقال الناشط بحساب مرور الكرام بديل (@sI3RAlpzpeAAjjv) معلقا على صورة ربط المعتقلين: “اليوم يربط ابناء #عدن على اعمدة الكهرباء في شوارع عدن بدون اي ذنب ارتكبوه الا انهم قالوا كفى لقيادات الارتزاق الاماراتي من يافع والضالع التي تسعى لاذال الناس”.
كما اظهرت مقاطع الفيديو والصور، إقدام مليشيا “المجلس الانتقالي” على اعتقال عدد من شباب انتفاضة عدن المتواصلة، وتقييد ايديهم خلف ظهورهم على متن اطقمها المسلحة وحشر المعتقلين داخل اطارات السيارات، في مشهد لم يحدث مسبقا، حسب افادات الناشطين.
وقال الناشط سامي حروبي (@SamiHarubi) معلقا: “حكم الشماليون عدن مايقارب ٢٥سنة لم يضعوا كفر على رأس عدني واحد!. الفيديو أمامكم لمتظاهرين عدنيين خرجوا للمطالبة بأبسط حقوقهم فقامت ميليشيا الإنتقالي بأعتقالهم ووضعوا الكفرات على رؤوسهم وتصويرهم!”.
إلى ذلك، أصدر رئيس ما يسمى “المجلس الانتقالي الجنوبي” التابع للامارات، عيدروس الزُبيدي، اتهاما وحكما، بحق مئات الآلاف من المحتجين على فشله وفساده وتدهور الاوضاع وتردي الخدمات، واعلن عقوبة صارمة بحقهم بدأت تنفيذها مليشيات “الانتقاالي”.
الزُبيدي، قال الاربعاء، في خطاب متلفز القاه مرتديا الزي العسكري والدشداشة الاماراتية، بثته قناة “عدن” التابعة للمجلس واصفا ما يحدث: “أمام ما يواجهه شعبنا الجنوبي وعاصمتنا التاريخية عدن على وجه الخصوص من تآمر لا يقل خطورة عن العدوان الحوثي”.
متهما المواطنين والمواطنات المشاركون في الاحتجاجات الشعبية في عدن لليوم الثالث على التوالي متآمرون على الجنوب، باعتبارهم يشاركون في ما سماه “التآمر على شعبنا الجنوبي وعاصمته عدن”. ما يجعلهم ليسوا من اهالي المحافظات الجنوبية بل مندسين.
ووصف عيدروس الزُبيدي في خطابه المتلفز عشرات الآلاف من المواطنين المحتجين في مديريات عدن، بأنهم “عناصر مندسة”. محذرا مما سماه “تجيير الاحتجاجات لأهداف غير وطنية وحسابات سياسية أو افتعال الفوضى والتخريب”. التهمتان الجاهزتان للقمع.
الزُبيدي، في الوقت نفسه، اصدر حكما عاما على جميع المشاركين في الاحتجاجات، تضمنه توجيهه الصريح والمباشر لمليشيات المجلس قمعهم، بقوله: “نهيب بقواتنا الأمنية للضرب بيدٍ من حديد على كل من تسول له نفسه زعزعة الأمن والاستقرار، وإثارة البلبلة والقلاقل”.
ومن جانبها، سارعت مليشيا “الانتقالي الجنوبي” لتنفيذ الحكم والعقاب، بتصعيدها قمع المحتجين وتكثيف اطلاق الرصاص الحي الذي استخدمته منذ اليوم الاول في مواجهتهم، لتوقع 3 قتلى وعشرات الجرحى في محصلة اولية، حسب ما أفاد محتجون وأكدته مصادر طبية.
مصادر طبية أكدت مقتل شابين مساء الاربعاء عقب خطاب الزُبيدي، هما “خلدون العبدلي” و “زياد زاهر” فيما جرح آخرون، برصاص مليشيات “المجلس الانتقالي”، وجرى نقلهم إلى “مستشفى بابل”، ومساء الثلاثاء، قتل شاب في مديرية الشيخ عثمان برصاص المليشيا.
كما لحقت مليشيا “الانتقالي” المحتجين الجرحى إلى المستشفيات، واعتقلت مساء الثلاثاء 7 جرحى من المستشفى الذي أسعفوا إليه، يضافون إلى 5 مواطنين محتجين اعتقلتهم المليشيا من شارع أروى بمديرية كريتر، ولا يعرف حتى اللحظة ما مصيرهم أو مكان اعتقالهم.
وأكد محتجون أن فصائل مليشيا “الانتقالي” تواصل الانتشار الواسع في جميع حارات واحياء مديريات العاصمة المؤقتة عدن، واعتقال من تشتبه في مشاركته أو نيته المشاركة في الاحتجاجات، وتعرضهم لضرب عنيف تسميه “تأديبا”، فيما لا تتورع عن اطلاق النار عليهم.
يأتي هذا في اليوم الثالث لتظاهرات شعبية غاضبة، تتواصل في عدن منذ ساعات الليل الأولى ليوم الإثنين، احتجاجا على تدهور الاوضاع وتردي الخدمات وغلاء المعيشة والانفلات الامني و”سياسة التجويع والاذلال” للتحالف بسيطرته على الموانئ ومنشآت النفط والغاز.
وامتدت رقعة الاحتجاجات في العاصمة المؤقتة عدن من مديرية كريتر، لتمتد إلى مديريات صيرة والمنصورة والمعلا والشيخ عثمان، والممدارة وجولة كالتكس والعريش، وتشهد الاحتجاجات احراق الاطارات واغلاق الشوارع داخل كل مديرية، وقطع الطرقات بين الشيخ عثمان ودار سعد.
المحتجون يرددون هتافات تناهض المجلس الانتقالي وزيف وعود التحالف العربي لدعم الشرعية، وتحمل الاخير مسؤولية تدهور الاوضاع المعيشية والخدمية والاقتصادية والامنية في المحافظات المحررة بدعمه المليشيات والعصابات المسلحة وتجفيف الموارد الاقتصادية للدولة.
وطالب المحتجون بتوفير مقومات العيش الكريم والخدمات الاساسية وعلى رأسها الكهرباء والمياه، ووقف انهيار العملة وغلاء اسعار السلع والخدمات والوقود، وانهاء حالة الانفلات الامني وانتشار المليشيات والعصابات، وعودة الحكومة إلى عدن واداء واجباتها وتحمل مسؤولياتها.
كما علت في لافتات وهتافات المواطنين المحتجين عبارات “لا تحالف ولا مليشيات.. نشتي حكومة وخدمات”. منادية برحيل مليشيات “المجلس الانتقالي” ومغادرة التحالف العربي، الذي عمد المحتجون لانزال ريات اعلام دوله وصور حكام قيادته ممثلة بالسعودية والامارات.
يشار إلى أن العاصمة المؤقتة عدن وعدد من مدن جنوبي البلاد، الخاضعة لسيطرة مليشيا “الانتقالي”، تعاني من انهيار عام للخدمات والأوضاع المعيشية، والعملة الوطنية، وانفلات امني تصاعدت معه الاعتداءات ونهب الممتلكات والاغتيالات والتفجيرات، من دون ضبط الجناة.