مؤسسة خليج عدن ترصد تداعيات التطورات الخارجية في المشهد اليمني
صدر عن مؤسسة خليج عدن للإعلام تقرير تحليلي متضمنا سيناريوهات المشهد السياسي اليمني في ضوء التطورات الإقليمية والدولية الأخيرة.
وأوضح التقرير أن الأحداث والتطورات الخارجية أثارت عدداً من التساؤلات حول الوضع في اليمن والتداعيات والتأثيرات المتوقعة والناتجة عن تلك التطورات، وفي طليعتها ما شهدته أفغانستان مؤخراً من سيطرة سريعة ومفاجئة لحركة طالبان على البلاد، بعد عشرين سنة من الحرب التي تعرضت لها الحركة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من الغربيين والأفغان على حدٍ سواء، في أعقاب هجمات ١١ سبتمبر.
وأشار التقرير إلى أن تطورات الوضع في أفغانستان تكشف أن المقدمات لا تقود إلى نتائج مماثلة، بل ربما تؤدي إلى نتائج معاكسة، إذ أن الطرف الذي تعرض لحرب مستمرة خلال عقدين من الزمن، ولاحقته تهمة الإرهاب وضربت عليه أسوار العزلة الداخلية والحصار الخارجي، شوهد وهو يخرج من أوكاره بكامل قوته وينجح في استعادة المناطق والولايات والمعسكرات والمدن واحدة بعد أخرى، مثيراً دهشة الداخل والخارج. وعن تأثيرات ذلك على الحرب في اليمن طرح التقرير تساؤلا ما الذي يمكن أن يحدث لو أن التحالف العربي قرر- لأي سبب كان- مغادرة اليمن دون إحراز الحسم لصالح الحكومة المعترف بها أو إنجاز تسوية سياسية تشكل خارطة طريق للمستقبل؟
وأوضح أن ثمة تأثير لما جرى في أفغانستان على مجريات الصراع والحرب اليمنية، وإن لم يكن بشكل مباشر، ويرتبط ذلك بدرجة رئيسية بانشغال القوى والدول الفاعلة والمؤثرة في المشهد اليمني- ولو إلى حين- بما يجري في أفغانستان، وفي مقدمة الدول إيران والسعودية، فما تشهده أفغانستان ذات الغالبية السنية أكثر أهمية لإيران الجارة الشيعية المثيرة للقلق والمخاوف بتدخلاتها وأذرعها المسلحة، وهو كذلك للمملكة العربية السعودية الخصم القوي لإيران، والشريك المهم للأفغان في مرحلتي الجهاد ضد السوفيت وأثناء حكم طالبان (1996-2001)، ما يعني أن أغلب الدول ستكون مشغولة في الوقت الراهن بما ستؤول إليه تطورات المشهد الأفغاني، وبالتالي التعامل وفق نتائجه وبناء على مخرجاته، بمحاولة التأثير فيه للاستفادة منه قدر الإمكان أو لتخفيف اندفاعاته على أقل تقدير.
ويظهر ذلك من خلال الحضور الطاغي لأحداث كابل في وسائل الإعلام وتصريحات الرؤساء والمسؤولين وبيانات الدول والمنظمات والمؤسسات الإقليمية والدولية، بما في ذلك خطابات زعماء الدول العظمى، من واشنطن إلى باريس ولندن ومن بيجين وموسكو إلى برلين وغيرها.
وفي المقابل تظهر إيران -عبر تصريح لرئيسها – متحدثة عن ضرورة إيقاف الحرب في اليمن، مع أن الدولة نفسها هي من تقود وبطريقة فجة ومكشوفة فصول الحرب الراهنة خاصة في محافظة مأرب منذ أكثر من عامين، كما وظهرت إشارات مشتركة بين الرياض وطهران تلمح إلى توافق الطرفين على دعم الحل السلمي في اليمن، ضمن التسويات المطروحة من قبل الأمم المتحدة أو عبر التوافق على تسويات جديدة، مع أن ذلك لا يزال يواجه صعوبات كثيرة حسب التقرير.
أما في حال استمر الوضع على ما هو عليه من الحرب والتصعيد، فان التقرير يرى أن جهود الأمم المتحدة الرامية للتحقيق السلام ستبقى بدون جدوى، ولن يلتفت لها أحد، ذلك أن الأطراف المتحاربة ستسعى لتحقيق مكاسب جديدة في إطار الحرب واستمرار الصراع، وفي ظل توافر الدعم الخارجي بمختلف أشكاله.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها