(تبلغ 13.5 مليار ريال) مخصصات المشائخ باليمن..فساد مالي وعبث اخلاقي
اثار اقرار مجلس النواب المتعلق بالموازنة المخصصة لمصلحة شئون القبائل البالغة 13 مليار ونصف المليار ريال " 62.7 مليون دولار " غضبا شديدا بين الناس خاصة الثوار الذين يرون ان هذه المخصصات تتنافى مع مبدا الدولة اليمنية الحديثة التي قامت الثورة من اجلها .
ولعل مبعث الغضب نابع – كما يعتقد البعض - من عدم اهلية هؤلاء المشايخ لهذه الاموال التي كان يخصصها النظام السابق لهم بهدف شراء ولاءاتهم وذممهم .
وينتقد الناشط في الثورة الشبابية عبدالحميد عمر وجود مصلحة لشئون القبائل تتولى صرف الاموال على اناس يزعم انهم سبب جوهري في تخلف اليمن وتعميق الفساد والجهالة والاستبداد والظلم والقهر في ربوعها .
وقال عبدالحميد لـ"عدن بوست " ان تخصيص هذه الموازنة الضخمة للمشائخ يجعل الشباب من حملة المؤهلات الجامعية والعليا يشعرون بالغبن والظلم والاحتقار الذين يحلمون بوظيفة حكومية راتبها هزيل "واضاف ان 13.5 مليار ريال يمكن ان تغطي نحو 46 الف وظيفة لخريجي الجامعات الجدد ويرى ان استمرار ضخ هذه الاموال من شانه ان يقوي المشائخ الذين يتهربون من دفع ابسط الحقوق المترتبة عليهم .
نظام الاقطاع
ويتساءل المواطن عبدالله عبدالرحمن : ماهو الدور الوطني الذي كان يبذله المشائخ في عهد النظام السابق سوى تحقيق مصالحهم الضيقة وتعميق الفساد حتى لو كان ذلك متصادما مع القوانين والدستور والشرع الاسلامي .ولفت عبدالرحمن في حديث لعدن بوست الى ان احداث مسلسل همي همك مستوحاه من الواقع وليست مجرد خيال في فكر السيناريست كما يزعم اولئك المشائخ
ويضرب امثلة على فساد الكثير من المشائخ ومنها :
" تخصيص الكثير من المشائخ سجونا خاصة بهم لمعاقبة الخارجين على اوامرهم ونواهيهم واستحواذهم على اراضي الغير بقوة السلاح والقهر وتهربهم من دفع الضرائب والجمارك الواجبة على تجاراتهم ومزارعهم وتشجيع الجهل من خلال منع التعليم بين افراد القبيلة فضلا عن الامتناع عن دفع فواتير الكهرباء والمياه مع العلم ان وزارتي الكهرباء والمياه اعلنتا في وقت سابق ان مديونيتها على النافذين تصل الى 99 مليار ريال " نحو 500 مليون دولار " ويعتبر المشائخ من شريحة النافذين حد تعبيرعبدالرحمن .
وكان خطاب رئيس مجلس الوزراء محمد سالم باسندوة في ساحة الحرية بتعز في ابريل / نيسان الماضي بمثابة البلسم لعموم اليمنيين حينما قال " ان مبلغ ال 13 مليار لن تدفع لن تدفع لن تدفع للمشائخ باعتبارها فسادا صارخا كان يمارسه النظام السابق لشراء ولاءاتهم
وقد اغضبت تلك التصريحات بعض المشائخ المحسوبين على الرئيس السابق علي عبدالله صالح واعتبروها تجاوزا للحدود وتتطلب اجتماعا لمواجهة تصريحات رئيس الوزراء المثيرة للجدل وبالفعل عقد هؤلاء اجتماعا طارئا في قاعة الخيول بصنعاء مطالبين بالأموال التي كانت تصرف لهم وقد حاول بعض المشايخ التهجم على رئيس الوزراء وجردوه من جنسيته وخاطبوه بانهم ليسوا مستوردين في اشارة بانه غير يمني وفي اخر الاجتماع أصدر المجتمعون بيانا طالبوا فيه بإعادة المستحقات المعتمدة لهم وأعلنوا أنهم سيرفعون مطالبهم إلى رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي .
ثورة الفيسبوك
وقد توالت ردود الافعال على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر عقب الاجتماع حيث راى الكثير من شباب الثورة ان هؤلاء المشائخ بانهم حجر عثرة أمام الدولة المدنية .
وتسأل هؤلاء الشباب : لماذا يعتبر هؤلاء المشايخ تصريحات باسندوة إساءة لهم بينما لا يعتبرها مشائخ اخرون كذلك؟ هل لأنهم باعوا ذممهم فعلاً؟