خواطر عابرة ..!
في ناس تفهم وبمجرد أن تسمع الكلام ، فلا تكتفي بفهم وإدراك المشكلة ، بل ويمكنها استنطاق واستقراء ما تخفيه الكلمات أو تضمره النفوس والأذهان ، فهذه الفئة لديها قدرة خارقة لتفسير وتحليل لكل شاردة وحركة تلتقطها الحواس الخمس .
وفي المقابل في عينة من الخلق لديها مناعة ضد الفهم ، فإن أصاخت أذنها فستجدها تعاني من عصر هضم يجعلها تزفر ما يفسد فضاء المكان ، فعسرها هذا يماثل افرازات الجهاز الهضمي ، انتفاخًا واصواتًا وسمومًا لا تطاق .
كما وتوجد فئة ثالثة تتمنى لو أن الأرض تبتلعك قبل معرفتهم ، فهذا الصنف لا فائدة ترجى منه ،يستنزف جل طاقتك ، ويهدر وقتك وعمرك ، في جدل سقيم وصاخب لا صلة له البتة بحياتك ؛ فكلام قبل عامين أو عشرة تجده حاضرًا وفي كل نقاش أو مناسبة وأين حللت أو رحلت ..
والمأساة هنا ليست بوجود هذه العينة أو تلك الفئة ، فهذه من المسائل البديهية وفي أي مجتمع ومكان ، وانما المأساة بكون الغباء وعسر الفهم سمتان بارزتان ومطلوبتان في هذه البلاد ولحد الانتهاك الوقح للذكاء والعلم والمعرفة والفراسة والنظام .
تأملوا جيدًا في اسماء من يموت قهرًا وخيبة وحسرة ، وقارنوا بينها وبين وجوه من يعيش ويرتقي ويتصدر المشهد برمته !! . وصدق الشاعر المتنبي القائل : ذو العقل يشقى في النعيم بعقله ..وأخو الجهالة بالشقاوة ينعم .
محمد علي محسن
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها