5 سنوات من التجريف في عدن بعد سيطرة التشكيلات المسلحة
أصدرت مؤسسة خليج عدن للإعلام تقريراً شاملاً عن الأوضاع في العاصمة المؤقتة عدن، تضمن عدداً من المحاور والمجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والخدمات، مع أهم التغيرات التي شهدتها المدينة خلال السنوات الخمس الماضية منذ تحرير عدن وبقية المحافظات الجنوبية.
وأوضح التقرير أنه خلال الفترة (2016- 2020) شهدت عدن تغييراً كبيراً شمل معالمها وآثارها التاريخية، كما شمل أبرز السمات التي ظلت عدن تتميز بها لعشرات السنين، كالتعايش بين مكوناتها الاجتماعية والسياسية رغم الفروق والاختلافات الدينية والمذهبية والطائفية وتنوع الأصول العرقية لأبناء المدينة. مشيراً إلى أن التجريف ظهر كفعل مقصود ومتعمد في استهداف عدن، وامتدت أياديه وأدواته إلى المنافذ الجوية (مطار عدن الدولي) والبحرية من موانئ وسواحل ومنطقة حرة، فضلا عن إحكامه السيطرة على المنافذ والمداخل البرية، وانعكس على واقع عدن في ممارسات يومية خلفت آثارا سلبية على حساب المدينة وأبنائها.
وسلط التقرير الضوء في محوره الأول على مظاهر التجريف وآثاره وتداعياته، وفي طليعتها تجريف السكان الأصليين وإحلال كتل سكانية جديدة، وتجريف الحقوق ونهب المساكن والممتلكات العامة والخاصة، وتجريف المعالم التاريخية ونهب الأراضي وتشويه المنظر الجمالي لعدن، بالإضافة إلى تجريف الحق في الحياة بالاغتيالات والاختطافات والاعتقالات ضد علماء الدين ورموز المجتمع وقيادات المقاومة، وما تعرضت له الحياة المدنية من تجريف تمثل باستهداف المجتمع المدني وملاحقة النشطاء والإعلاميين، كما تناول التقرير التجريف الذي تعرض له أبناء عدن في المرافق الحكومية لصالح الوافدين المدعومين بالقوة والمال والنفوذ.
وجاء المحور الثاني تحت عنوان (مواكب الموت في عدن) وركز على القطاع الصحي في العام 2020، وما شهده من تدهور ملحوظ بالتزامن مع انتشار جائحة كورونا وعدد من الأمراض والأوبئة في أعقاب الأضرار الناتجة عن سيول الأمطار الغزيرة التي شهدتها عدن في أبريل 2020، وظهور عشرات المستنقعات المائية الراكدة التي وفرت بيئة خصبة لانتشار بعض الأمراض، ودفعت تلك الأوضاع الحكومة لإعلان عدن مدينة منكوبة.
وتناول التقرير عدداً من الحقائق والبيانات والأرقام التي تعكس صعوبة الوضع وانهيار الخدمات الأساسية سيما بعد ظهور الحالات الأولى من الإصابة بوباء كورونا، وما تبعها من حالة إرباك كبيرة شهدها القطاع الصحي، أدت للانهيار الفعلي المتزامن مع تضاعف حالة الاضطراب السياسي والأمني بعد إعلان المجلس الانتقالي "الإدارة الذاتية" لعدن ومحافظات جنوبية أخرى.
وخصص التقرير المحور الثالث والأخير للحصاد الاقتصادي لعدن 2020، واستعرض فيه معالم المشهد الاقتصادي في ظل غياب الدور الحكومي بعد المواجهات المسلحة مع قوات المجلس الانتقالي نهاية العام 2019، وسيطرة الأخير على موارد الدولة ومن ثم استيلاؤه على أكثر من 300 مليون دولار تحت لافتة "الإدارة الذاتية" التي أعلنتها قيادة المجلس أواخر شهر أبريل 2020.
وسلط التقرير الضوء على أوضاع مصافي عدن وما آلت إليه من توقف جراء الحرب وتداعياتها، وكذلك حركة موانئ عدن التي كانت على رأس قائمة المتأثرين بجائحة كورونا، من خلال تراجع الحركة بسبب الجائحة، وارتفاع أسعار الشحن إلى ميناء عدن إلى ضعف ما كانت عليه قبل ظهور الوباء. موضحاً أن الأوضاع تدهورت بصورة مأساوية كما تراجعت الخدمات الأساسية وارتفعت أسعار المواد الغذائية وتدهور سعر العملة المحلية أمام العملات الأجنبية في العام الماضي بشكل غير مسبوق.
ومؤسسة خليج عدن للإعلام، منظمة مدنية تأسست في عدن عام 2013، وتهتم بمتابعة المشهد المحلي والإقليمي عامة والإعلامي على وجه الخصوص، وتقوم برصد وتغطية التغيرات التي تشهدها الساحة اليمنية سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، كما تسلط الضوء على مجالات حقوق الإنسان والحريات العامة والتحول الديمقراطية والتعددية السياسية.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها