هيئة العميد النوبة (مؤسس الحراك) تؤكد قبولها بالمشاركة في الحوار وتشترط ضمانة الدول الراعية

أكدت الهيئة الوطنية العليا لاستقلال الجنوب انها تقبل بالمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني الشامل لمناقشة القضية الجنوبية بصورة تفاوضية ندية، وتحت رعاية دولية وإقليمية، وأن تكون هذه الدول الراعية ضامنة لتنفيذ ما يتم التوصل اليه والتوافق عليه..
جاء ذلك في اجتماعها الاستثنائي الذي عقد أمس برئاسة العميد ناصر النوبة– رئيس الهيئة الوطنية العليا لاستقلال الجنوب وبحضور قياداتها.
واعتبر الهيئة في بيان صادر عنها أن الوحدة بين دولتي الشمال والجنوب، قد فرضت بالقوة على شعب الجنوب من قبل قيادة حزب بمفردها دون الرجوع لشعب الجنوب, مشيراً الى أن الحزب الاشتراكي اليمني قد أهمل هذه الشرعية المتمثلة في استفتاء شعب الجنوب، وذهب إلى التوقيع على الوحدة بمفرده ,مستنتجاً من هذا أن الوحدة تعد باطلة لأن ما بُني على باطل فهو باطل، وأنكى من ذلك أن حرب صيف 1994م التي اجتاحت الجنوب قد أفشلت تلك الوحدة وتحول الجنوب بفعل هذه الحرب إلى أرض محتلة ترتب عليها نهب وتدمير مقومات الدولة الجنوبية وبالتالي فإن إزالة أثار هذه الحرب وتداعياتها يعد واجب أخلاقي تتبناه وتتمسك به كل الأطراف الجنوبية حسب البيان الذي حصلت اخبار اليوم على نسخة منه.
واشار البيان الى أن الشريك الجنوبي في التوقيع على اتفاقية الوحدة، كان إقصائياً لمختلف المكونات السياسية والاجتماعية والفكرية والثقافية الجنوبية في الجنوب أو خارجه، وبالتالي فأنه لا يعبر إلا عن نفسه على اعتبار أن شعب الجنوب لم يفوضه نيابة عنه في التوقيع على اتفاقية الوحدة، وبالتالي ليس له حق التمثيل بدلاً عن شعب الجنوب وأن تؤمن كافة الأطراف الجنوبية بالاستقلال أو ما يؤدي إليه وحق شعب الجنوب في تقرير مصيره بنفسه، وإن تقبل كافة الأطراف الجنوبية بهذا المبدأ كمبدأ إنساني عام ، وكهدف رئيسي لشعب الجنوب على أن يتم تحقيق هذا المبدأ عبر الحوار، بوصفه الوسيلة المثلى والحضارية لحل الخلافات بين الفرقاء (63)والاعتراف بالقضية الجنوبية كقضية ارض وشعب وهوية، وبحق شعب الجنوب في الاستقلال وتقرير مصيره بنفسه ورفض الوصاية علية من أي مكون داخلي أو خارجي وفقا للبيان.
ورحبت الهيئة بالمنضمين إليها – تيار المستقبل الجنوبي وعدد من الاكاديميين بجامعة عدن مشيرة الى أن الهدف الرئيسي من قيام الهيئة الوطنية العليا لاستقلال الجنوب هو نصرة شعب الجنوب، وحشد طاقاته السلمية بمختلف أشكالها نحو تحقيق استقلال الجنوب، كما تناضل الهيئة من أجل تجسيد مبدأ التصالح والتسامح وترسيخ الوحدة الوطنية الجنوبية بين أبناء الجنوب، وتتبنى اتخاذ المواقف الإيجابية نحوها ,مؤكدة أنها على استعدادها التام للتفاعل الإيجابي مع مختلف تيارات الفكر الاجتماعي – الإنساني الجنوبي ومنظمات المجتمع المدني ومكونات الحراك السلمي الجنوبي الأخرى التي تؤمن بنفس منطلقاتها وثوابتها الوطنية وحق شعب الجنوب في تقرير مصيره بنفسه وبما يؤدي إلى نيل استقلال الجنوب وبناء دولته العصرية الحديثة الحاضنة لكل أبناء الجنوب دون استثناء
ودعت كافة الفئات والشرائح الاجتماعية والأحزاب والتنظيمات السياسية ومكونات الحراك الجنوبي كافة، والشخصيات الاجتماعية المستقلة وذلك لرص صفوفها وتوحيد جهودها، والتوافق على وضع الأشكال المناسبة للعمل السياسي المشترك من أجل تحقيق المهام الوطنية المشتركة وفي مقدمتها استقلال الجنوب وتقرير مصيره،
وقال البيان ان الهيئة تدرك أنه بهدف الوصول إلى هذه الغاية النبيلة لابد أن نواجه جملة من التحديات الداخلية والخارجية التي يتطلب من جميع الأطراف تقديم تنازلات قد تبدو مؤلمه، لكننا عندما نخضعها لمعيار مصلحة الوطن العليا واعتبار خيار الشعب الجنوبي القاسم المشترك لرفض الوصاية عليه أو فرض عليه مشاريع الإقصاء والتهميش فإن ذلك يُعد إنجازاً تاريخياً ووطنياً هاماً، لأنه يلبي تطلعات وآمال الشعب الجنوبي لتقرير مصيره بنفسه.
وأوضح البيان ونتيجة لتطور الأزمة السياسية بين طرفي الصراع في صنعاء، وبالتدخل الفاعل للمنظومة الإقليمية والدولية جاء التوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة، وقرار مجلس الأمن رقم (2014) لحل تلك الأزمة السياسية ليصبح الشمال والجنوب من تاريخه تحت الوصاية الدولية، وحيث وأننا واقعون تحت الوصاية ,فإن الوضع القائم الآن يستدعينا إلى التعاطي معه بعقلانية، حتى لا نقع بحجج ذرائعية تحت بنود العقوبات الدولية، لتفرض علينا قيوداً إضافية داخلية وخارجية، مؤكدة على التعاطي العقلاني مع المتغيرات السياسية الإقليمية والدولية أو ما أفرزته جهودهما المشتركة .
وأكد البيان التمسك بالخيار السلمي في نضالنا والتأكيد على نبذ التطرف والعنف، ورفض كافة أشكال الإرهاب وتوحيد الجهود مع المجتمع الدولي لمواجهته بوصفه خطر دائم يقوض الاستقرار السياسي للشعوب ويهدد الأمن والسلم الدوليين.
وناشدت الهيئة في بيانها المجتمع الإقليمي والدولي وممثل الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص السيد/جمال بن عمر بالضغط على السلطات اليمنية، لإطلاق كافة معتقلي الحراك الجنوبي من السجون .