"واشنطن بوست" تكتب عن "الأزمة التي صدمت العالم"

وصفت صحيفة "واشنطن بوست" في مقالا لها الاستجابة الأمريكية لفيروس كورونا الجديد"بـ "الأزمة التي صدمت العالم". 

وذكر المقال أنه في الأشهر الماضية احتوت العديد من البلدان الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد، ولكن في الولايات المتحدة، خرج انتشار الفيروس عن نطاق السيطرة.

وعلق المقال على أن التعامل الاخرق مع فيروس كورونا الجديد من قبل الولايات المتحدة ليس محض صدفة. كشفت هزيمة الحكومة الأمريكية الكارثية في مكافحة الوباء الافتقار إلى القيادة في هذا البلد، والاستقطاب السياسي، ونقص الاستثمار في الصحة العامة، واستمرار التفاوتات الاجتماعية والاقتصادية والعرقية ، والتي أدت جميعها إلى إصابة الملايين من الناس ومقتل مئات الآلاف منهم .

قال خبراء الصحة العامة إن أحد أكبر الأخطاء التي ارتكبتها حكومة الولايات المتحدة أثناء الوباء هو التسرع في استئناف الاقتصاد بينما كان الفيروس لا يزال ينتشر بسرعة في البلاد.

ذكرت صحيفة واشنطن بوست أنه قبل تفشي وباء كوفيد-19، عانت مؤسسات الصحة العامة في بعض أجزاء الولايات المتحدة بالفعل من أضرار جسيمة لسنوات بسبب نقص الموظفين وخفض الميزانية.

وذكرت اللجنة الوطنية الأمريكية لمسؤولي الصحة أنها سرحت ما يقرب من 60 ألف موظف منذ عام 2008. بالإضافة إلى ذلك، تم تخفيض ميزانية الطوارئ للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها بنسبة 30٪ منذ عام 2003.وفقًا لتقرير صادر عن هيئة الإذاعة الأمريكية (ABC) في ال20 يوليو، يعتزم البيت الأبيض إلغاء عدد من ميزانيات الوباء تدريجيًا، وحتى مراكز السيطرة على الأمراض والمعاهد الوطنية للصحة ستتأثر.يقول الخبراء إن الولايات المتحدة تقترب من نقطة التحول، ومن المرجح أن يبدأ نظامها الصحي العام في الانهيار بسبب الإرهاق.وقالت وسائل الإعلام الأمريكية إن علاج الوباء متنازع في دوامة الاستقطاب السياسي الأمريكي.قلل ترامب بشكل متكرر من تهديد الوباء، معلناً أن "99٪ من حالات وباء كوفيد-19 غير ضارة تمامًا"، ولم يرتد قناعًا علنيًا حتى 11 يوليو.

وعلّقت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية على أنه تحت قيادة إدارة ترامب، اعتقد كثير من الأمريكيين أن العلماء ووسائل الإعلام الرئيسية تبالغ بشدة في انتشار الوباء حتى انها تختلقه، وتطورت مقاومة الخبراء العلميين إلى نظرية مؤامرة وأصبحت جزءًا من الأجندة السياسية.

وأفادت شبكة اخبارية تابعة لصحيفة "The Daily Beast"في تقريرها يوم 16 الشهر الجاري أن هناك وثيقة غير منشورة اقترحت أن أكثر من عشر ولايات في الولايات المتحدة يجب أن تتخذ تدابير وقائية أكثر صرامة للوقاية من الوباء ، مثل قصر التجمعات الاجتماعية على أقل من 10 أشخاص ، وإغلاق الحانات وصالات الرياضة ، ومطالبة الناس بارتداء الأقنعة دائمًا.

وكشفت الصحيفة أن هذه الوثيقة تتداول في داخل الحكومة الفيدرالية الأمريكية ولم يتم نشرها علنا، وقال أشيش جها، مدير معهد هارفارد للصحة العالمية إن بعض الاقتراحات جيدة، فلماذا تُخفي هذه المعلومات تجاه الشعب الأمريكي؟ مضيفا : اعتقد أننا بحاجة إلى تحديثها في الوقت المناسب وإصدارها كل يوم.