عدن بين مطرقة كورونا وسندان الفوضى
عدن بوست - قناة بلقيس - سمير حسن: الأحد 12 أبريل 2020 11:08 مساءً
وقف اليمني ياسر السقاف (36 عاماً)، أمام منزله بمدينة عدن ينتظر سيارة أجرة تقله وهو يرتدى نظارة وكمّامة طبية للوقاية من فيروس كورونا المستجد، الذي تحول إلى كابوس مفزع، حصد آلاف الأرواح حول العالم.
وعلى بعد أمتار قليلة منه، في حي الثقافة بمديرية خور مكسر، تجول سيارة عليها مكبرات الصوت بين الحارات والأزقة السكنية ، لتوعية السكان بطرق الوقاية للحد من أي تفشي محتمل للوباء في هذه المدينة ، التي تعد العاصمة المؤقتة لليمن
ويمثل كورونا أزمة جديدة تضاف إلى الأزمات المتلاحقة في مدينة عدن، التي تغرق في بحر الفوضى والفلتان الأمني والاداري المستمر منذ تحريرها من قبضة جماعة الحوثي وخضوعها لسيطرة الإمارات قبل خمس سنوات، ويعاني سكانها من تردي الخدمات الطبية ويعيش معظمهم تحت خط الفقر.
ويقول ياسر السقاف - والخوف يعتصره -" إن مجرد اكتشاف حالة إصابة واحده بهذا المرض من شأنه أن يؤدي إلى كوارث صحية في عدن واليمن عموما، وهو يرى أن الخوف من تفشي هذا الوباء أمر طبيعي في ظل الظروف الصحية المزرية في البلاد.
ويزيد خوف السقاف أكثر مع استمرار الازدحام الشديد في الأسواق وعدم التزام المواطنين بإجراءات الوقاية ما يتيح بيئة خصبة للفيروس للتكاثر ، وقال لموقع قناة بلقيس:"، وهذا الفيروس سريع الانتشار ولم تستطع الدول العظمى التعامل معه".
وبالرغم من عدم وجود أي حالات مؤكدة لفيروس كورونا في عدن حتى الآن، إلا أن هناك هلع وخوف كبير في المدينة من احتمالية تفشي الفيروس ، لاسيما بعد اكتشاف اول ظهور لحالة مرضية مؤكده لمرض كورونا في محافظة حضرموت.
ويتجسد هذا القلق أكثر في حركة الشارع ، من خلال الإقبال الشديد للمواطنين في الايام الاخيرة على شراء الكمامات الطبية والمعقمات بغرض حماية أنفسهم من فيروس كورونا، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع أسعارها بشكل مبالغ فيه, ومن ثم اختفائها من الأسواق".
وسبق وأن أصدر محافظ عدن تعميما الى جميع الاجهزة الامنية قضى بإغلاق جميع المنافذ البرية للعاصمة عدن وعدم السماح بالدخول او الخروج منها واتخاذ الاجراءات الاحترازية السريعة والمشددة لمنع انتقال اي اصابة بالمرض الى المحافظة
وقبل ذلك، أعلنت وزارة الصحة والسلطات المحلية في عدن عن اتخاذ عدد من الإجراءات الاحترازية بما فيها إغلاق المدارس والجامعات والمساجد وإغلاق عدد من المطاعم المزدحمة والمحلات التجارية ومحلات الملابس في المدينة.
وقال "لموقع قناة بلقيس" وكيل وزارة الصحة والسكان علي الوليدي, إن الوزارة قامت بإنشاء مراكز عزل في عدن والمحافظات اليمنية, ووفرت عدد من الأجهزة والمعدات والمستلزمات في إطار عدد من الإجراءات الاحترازية للحد من أي تفشي للوباء
غير أن هذه الإجراءات الإحترازية لا تزال غير كافية على الإطلاق" -بحسب مراقبون - ، حيث أظهر استبيان شمل أكثر من 700 شخص أن 94 في المائة من المشاركين غير راضين عن تلك الاستعدادات الحالية لمواجهة "كورونا".
وأفاد الناشط الإعلامي عمر الشبوطي أن هناك حملات توعية في بعض المناطق وحديث في وسائل الإعلام عن استعدادات إحترازية ، لكن في المقابل هناك خوف وترقب بسبب عدم كفاية تلك الاستعدادات لمواجهة أي تفشي محتمل لهذا الوباء
وأضاف "لموقع قناة بلقيس" أن الوضع خطير جداً في عدن ، وما زال اليمن يفتقر إلى القدرة على مواجهة الأوبئة القاتلة في ظل تفشي الكوليرا وحمى الضنك وأمراض سوء التغذية والدفتيريا، وغيرها ، فضلاً عن القدرة على مواجهة أي تفشي محتمل لوباء كورونا.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها