يتآمر على تعز مقابل حفنة من المال الحرام.. البركاني في مهمة البطولات الزائفة والمواقف الصادمة
فيما يشبه أداء البطولة التمثيلية، لم يكد يصل إلى مسامع رئيس مجلس النواب سلطان البركاني، نبأ إزالة منزل تم بناؤه بالمخالفة، بأمر القضاء في مدينة تعز، حتى خرج الرجل ممتشقاً هاتفه ليجري اتصالاً مع أرملة ظهرت في مقطع فيديو تدعي امتلاكها للمنزل.
وحسب وسائل إعلام يمنية فقد أجرى سلطان البركاني، اتصالًا هاتفيًا بالمرأة التي قيل أن المنزل يعود لها، وزاد أن وثق المكالمة بالصوت والصورة، ووعدها بإعادة بناء المنزل ومحاسبة المعتدين، حد تعبيره، كما وجه بالبحث عن شقه لها وتجهيزه وتأثيثه بالضروريات.
تمكن البركاني وشلته من إشغال مواقع التواصل الاجتماعي لأيام بمظلومية مزيفة لأرملة جعلت الرجل ينتفض من نومته، قبل أن تتكشف الحقيقة.
لم يمض أسبوع حتى كشفت محكمة استئناف تعز عن مسرحية تراجيدية بطليها الأرملة والبركاني، وظهر رئيس المحكمة في مؤتمر صحفي ليؤكد على عدة حقائق أهمها إن قرار الإزالة بني على إجراءات سليمة ومتفقة مع احكام الشرع والقانون، وان الإزالة تمت على المنزل محل القرار، والأهم أن القرار كشف ان المرأة (الأرملة) لا علاقة لها بالمنزل الذي تم إزالته، ولا بالأرضية محل النزاع، وتبين بأنها تسكن في حي آخر بالمدينة، ولديها منزلان ملك خالص لها هي وأولادها، وضاعت صحوتك يا بركاني.
هذه القصة أصبحت محل تندر للناشطين اليمنيين في وسائل التواصل الاجتماعي، الذين استحضروا مواقف مشابهة لسلطان البركاني.
عام من البحث عن بيت الوصابي
قبل عام تماماً وتحديداً مع نهاية أبريل 2019 اندلعت اشتباكات بين قوات الأمن في مدينة تعز، ومليشيات تتبع القيادي المتهم بالإرهاب والمدعوم من الامارات "أبو العباس" التي أحدثت فوضى عارمة في أحياء بالمدنية.
يومها خرج رئيس البرلمان الشيخ سلطان البركاني مدبجاً بكائية شهيرة، أدعى فيها إبادة أسرة بكامل أفرادها هي أسرة "بيت الوصابي" وقال إن قذيفة أطلقتها قوات الأمن سقطت على منزلهم، وتحدث البركاني في رسالته متباكياً لتهييج الشارع ضد قوات الأمن التي أبادت أسرة "ليس لها وجود"، وحاول تبييض صفحات مليشيات أبو العباس الخارجة عن الدولة والنظام والقانون، الذي يمثل البرلماني رئيساً للسلطة المشرعة للقوانين والحامية لنظام الدولة.
لم تطل مسرحية البركاني طويلاً، وخلال ساعات خرجت شرطة محافظة تعز لتؤكد أن قصة إبادة أسرة الوصابي "ملفقة" وأنه لا وجود لهذه الأسرة من الأساس، ليعود البركاني إلى كمونه والاستعداد لفصل آخر من بطولاته الزائفة.
موسم الكمون المشبوه
هذه الممارسات التي تصدر من رأس السلطة التشريعية أثارت غضب واستياء وسخرية في آنٍ واحد، من قبل رواد التواصل الاجتماعي، الذين تذكروا صمت القبور الذي التزمه البركاني، إبان قصف الطيران الاماراتي لقوات الجيش اليمني في محافظتي عدن وأبين في سبتمبر من العام الماضي، واسفر عن سقوط المئات من الجنود والضباط قتلى وجرحى في مجزرة مروعة، في إطار دعم الامارات لمليشيات متمردة على السلطة الشرعية.
ورغم خروج أبرز قيادات الدولة وعلى رأسهم الرئيس عبدربه منصور هادي بإدانات لهذا الفعل الذي اعتبروها طعناً للشرعية وللتحالف، إلا أن سلطان البركاني التزم الصمت، وفضل إخفاء مهاراته في تدبيج البكائيات التي لا يجيدها إلا في الأحداث الوهمية والزائفة التي تشوه الشرعية وتسيء للدولة.
واتضح لاحقاً أن سلطان البركاني رفض صدور بيان باسم مجلس النواب يؤيد الحكومة تجاه تصعيد الامارات ضد الجيش اليمني، بل إن نائب رئيس البرلماني عبدالعزيز جباري أكد أن البركاني رفض إدانة استهداف الجيش رغم مطالبات أعضاء المجلس بذلك.
وربط مطلعون موقف البركاني المتخاذل في الأحداث الحاسمة، مقابل إبراز عنترياته في أحداث لم تحدث إلا في مخيلته، بزيارة كان قد أجراها إلى أبو ظبي في يوليو 2019، والتقى فيها محمد بن زايد، وأهداه صورة قديمة، تجمع "البركاني والراحل زايد بن سلطان" أثناء زيارة الأخير لمأرب مطلع ثمانينات القرن الماضي، واعتبرها مطلعون تعبير عن موافقة البركاني على ارتهانه للمشروع الاماراتي في اليمن، والذي يدعم مليشيات متطرفة لفصل جنوب اليمن عن شماله، وعرقلة معركة تحرير اليمن من مليشيات الحوثي الانقلابية، وتجميع مليشيات مختلفة لإعاقة الجيش الوطني.
وينسى البركاني أنه رئيس مجلس النواب الذي يمثل مصالح اليمنيين ويقزم نفسه كشخص قروي يظهر الاهتمام الزائف بتعز محرضا عليها وحائلًا دون حسم معركتها ضد الانقلابيين فقد رفض البيان الذي صدر بالأمس معبرا عن موقف كل القوى السياسية بتعز من المليشيات الخارجة على الدولة وحاول الحيلولة دون صدوره بينما تجده سباقا لتدبيج البيانات باسم البرلمان في قضايا وهمية كقصة الأرملة الزائفة وعائلة الوصابي غير الموجودة.
ويقف البركاني مع مجموعة من عيال تعز العاقين لها وراء فكرة تشكيل ما عرف بمجالس الحجرية، وهي خطوة لتفخيخ تعز من الداخل بإنشاء هذه المجالس المسلحة والممولة من قبل الامارات لإطالة امد أزمة تعز وديمومة وجعها وإشعالها وتفجيرها من داخلها مقابل حفنة من الدولارات الحرام.
وأعاد مراقبون إلى الذاكرة الموقف المتهور لسلطان البركاني الذي دفع الرئيس السابق علي عبدالله صالح لإدخال اليمن في مأزق سياسي وأخلاقي، مهد لثورة شعبية في 2011، وذلك حين أكد البركاني في أحد اللقاءات التلفزيونية في 2010 أن الحزب الحاكم (المؤتمر) مصمم على "قلع العداد" الرئاسي لتصفير المدة الرئاسية لصالح وخرق الدستور والإرادة الوطنية الجمعية، فكان قالع العداد هو مشعل فتيل الأزمات السياسية ومحرك طواحينها.
وبين كل فترة وأخرى يبرز ناشطون في وسائل التواصل الاجتماعي في نقد لاذع لمواقف رئيس البرلمان الصادمة في مختلف القضايا والأحداث، ولا ينسوا أن يشنوا هجوماً لاذعاً على القوى السياسية التي مكنته من الوصول إلى منصب رئيس مجلس النواب.
كما أن الناشطون يذكرون بموقف البركاني الصامت منذ الانقلاب الحوثي في العام 2014 وتواريه عن المشهد وعدم الخروج بموقف واضح يؤيد الشرعية، إلا حين حصل على وعد بترشيحه لرئاسة البرلمان مطلع العام 2019.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها