السفير مصطفى نعمان معقباً على المعمري في مقال ناري ... البعض يزايدون كذباً على تعز حتى تستمر مصادر تمويلهم

قال السياسي اليمني السفير مصطفى النعمان أن أحد أهم مشكلات تعز المزمنة هو ان قرارها تجاه قضاياها المحلية صار مرتبطا برغبة صنعاء في معالجتها او تأزيمها.

وأضاف –في مقال له- أن تعز أصبحت مجالا للمزايدات من أبنائها ومن غير أبناء المحافظة، وصار الكل يذرف الدموع على ما يدور فيها.

وأشار النعمان إلى أن الرئيس السابق صالح، حرص عبر رجاله في تعز على ضمان بقائها مخزونا انتخابيا مستداما، وكان ممثلوها في صنعاء يعملون على الاستجابة لرغبته بحماسة وبطاعة وولاء، لكنهم في المقابل لم يسعوا للحصول على مشاريع للبنى التحتية مقابل ولائهم واكتفوا بأن استغلوا رضاه عنهم ليحصلوا على مزايا شخصية والبقاء الى جواره حتى مع تكرار إهانته للبعض امام الناس، لكنه قال إلى أنهم يتمكنوا من الحصول على تمويلات لمشاريع تنعكس على التنمية داخل المحافظة.

وأكد السفير إن الأمر لم يختلف بعد انتقال الرئاسة إلى الرئيس عبدربه منصور هادي، الذي جاء محملا بالشكوك منها ومن رجال صالح فيها فأهملها ولم يلتفت الى احتياجاتها التنموية في العامين الاولين من رئاسته ثم عاقبها بتركها تواجه مصيرها بعدهما.

ولفت إلى أن حزب الإصلاح استغل خروج صالح من الرئاسة للسيطرة على تعز سياسياً وادارياً، حتى جاء المعارك ضد مليشيا الحوثي القادمة من خارجها وعناصر المؤتمر لتجعل الإصلاح في واجهة المشهد كأقوى فصيل سياسي وعسكري، موضحاً أن انقسام المقاومة إلى فصائل ممولة من جهات داخلية وخارجية بعد إخراج المليشيات من المدينة جعل الإصلاح يرى أنه الأحق بالحصول على المكافأة نظير تضحيات التحرير، مستغلاً نفوذه في مؤسسة الرئاسة ما اثار انزعاج بقية القوى السياسية والاجتماعية.

وقال النعمان أن الإصلاح تمسك ببراءته من هذه السلوك، ولكنه لم يحاول التخفيف منه فبدأت حرب إعلامية بينه وبين معارضيه وعلى رأسهم التنظيم الشعبي الناصري، وخصوصا امينه العام الأخ الأستاذ عبدالله نعمان القدسي الذي لم يترك فرصة دون توجيه انتقاداته اللاذعة لقيادة الاصلاح المحلية ووجه لها اتهامات مباشرة.

وأكد السفير النعمان أن تواجد ما يسمى (حراس الجمهورية) في الساحل الغربي الذي يفترض إداريا ان يتبع محافظة تعز، مشيراً إلى حساسية عدم قبول طارق صالح عند الكثيرين حيث أنه لا يتبع أي جهة رسمية وتواجده بعيدا عن ساحات القتال، إضافة إلى أن ما يدور في المنطقة التي يسيطر عليها مجهولاً وغير مسموح لقيادة وزارة الدفاع التعامل معه.

واعتبر استدعاء الشيخ حمود المخلافي لأعداد كبيرة من أبناء تعز العودة اليها من الجبهات خارجها توترًا اضافيا، مما جعل احتمالات صراع مسلح بينه وبين طارق صالح ترتفع منذرة بدورة دماء، حيث أن كليهما يمولان أنشطتهما بتمويل خارجي له خططه الخاصة التي لا تخضع لاحتياجات تعز الحقيقية، لكنها تدور في إطار النزاعات الإقليمية.

وحذر من مزايدات البعض الذين يبدون حرصا كاذبا على تعز لكنهم في حقيقة الامر يروجون لهذا الطرف او ذاك ويريدون ان تكون المحافظة رأس الحربة لحسم الخلافات ضد الإصلاح لصالح المؤتمر الشعبي، لافتاً إلى انهم يعملون ذلك لاستمرار مصادر تمويلهم.

ورأى السفير النعمان أن بداية مسار إعادة السلم الاجتماعي الى المحافظة يقع على عاتق حزب الإصلاح لأنه الأكثر تنظيما وتسليحا، ودعاه إلى طمأنة الجميع انه لا يريد السيطرة منفردا على مفاصل الإدارات في كافة القطاعات،

ودعا قيادات الاحزاب الاخرى التوقف عن استغلال ما يدور للحصول على مكاسب مادية تحت يافطة محاربة الإصلاح، والتوقف عن البحث الساذج في تشكيل مجالس كرتونية يترزقون منها.

وحث العميد طارق صالح ان يفهم ان تعز غير مستعدة سياسيا ونفسيا لتحمل أعباء طموحاته الشخصية المغلفة بالحديث عن معركة من اجل الجمهورية بعد ان قضى ما يقارب من العامين والنصف يقاتل الى جانب من يقاتلهم اليوم رغبة في الاخذ بالثأر.

وجاء مقال السفير مصطفى نعمان، تعقيباً على مقال نشره محافظ تعز الأسبق علي المعمري، حذر فيه من عملية تجنيد من قبل قوات تابعة للإمارات لبعض أبناء مناطق الحجرية، وتوزيع أسلحة وأموال؛ تمهيدا لمعارك في تعز.

وكشف المعمري عن تحركات وأنشطة تجري في سواحل تعز الغربية ومناطق الحجرية، تستهدف ضرب تعز ببعضها بشكل عام وتمزيق نسيجها الاجتماعي والتأثير على تركيبتها الديمغرافية تحت مزاعم وأوهام مختلفة.

ودق أجراس الخطر؛ مما وصفه الوجه الآخر لسياسات الأئمة الذي يطل برأسه من جديد تحت مسمى "حراسة الجمهورية" الذين يحالون صناعة مراكز نفوذ مدعومة بالمال في مناطق الحجرية في سياق تأسيس عمل مسلح يحول ابناء هذه المناطق مستقبلًا إلى رعية.