سمية الصبيحي.. بين هندسة التكنولوجيا وهندسة الحروف قاسم مشترك
سمية أو كما تعرف بـ"سمراوية"، فتاة شغوفة محُبة للقراءة، تقول إن قراءتها للكتب جعلتها تكتسب مفردات جعلت منها كاتبة، كما أن وحدتها هي من جعلتها تتخذ دفتر يومياتها بمثابة الصديق الدائم لها، وتقول إن فترة الحرب واضطراب الأوضاع في عدن جعلتها تتفرغ أو تفرغ ما بداخلها من أفكار لتجسدها حروفا جميلة، فتكتب كتابها "هاجسي" ليكون أول كتاب يصدر باسمها لتعرف بين الناس بأنها كاتبة.
فتاة في الثالثة والعشرين من العمر، تتحدث عن نفسها: "تارة أُصبح عادية جدًا كعاملٍ في نطاقٍ محدودًا ومُغلق، وتارة أُخرى شغوفة جدًا كعاملٍ في فضاءٍ حُر لا توقفه إلا ظاهرة كونية غريبة".
في التواهي درست في ثانوية تمنع للبنات, وتدرس حاليا في تكنولوجيا المعلومات في كلية الهندسة، وبين هندسة التكنولوجيا والمعلومات وبين هندسة الحروف رابط أو قاسم مشترك..
منذ أن قدر الله أن يفترق والداها، تعيش مع والدها في عدن، وتنتقل للعيش مع أمها في صنعاء أثناء الإجازات، تقول: "تحملت المسؤولية منذ صغري، وهذا ما جعلني أوثق علاقتي مع الكتب أكثر من علاقتي مع الناس".
"هاجسي".. كتاب عاطفي واقعي، حزين وسعيد
تتحدث عن كتابها الموسوم بـ"هاجِسي"، لتقول: "هاجسي البداية، المولود الأول أو البِكر، فكرته بسيطة ونصوصه أبسط، كان حصيلة سنتين كتابة، فكرته شامل وليس مقصورا على فئة محددة.. عاطفي وواقعي ، حزين وسعيد، أي قارئ ممكن يلاقي ذاته بواحد من النصوص وأتميز بالنصوص القصيرة جدًا مع نصوص طويلة قِلة".
لا يكفي الكاتب أن يكون لديه الشعور والفكرة، بل لا بد له مع ذلك من ثروة لغوية، وقد أدركت سمية هذا الأمر، فلجأت إلى الإكثار من القراءة عموما، والقراءة في كتب اللغة على نحو خاص، وتقول إنها محبة للقراءة بشكل كبير جدًا، وقد قرأت روايات كثيرة قبل أن تبدأ بكتابة "هاجسي"..
"نون الذات" المولود الثاني وأنا لا أفاضل بين أبنائي
كتابها الثاني هو "نون الذات"، وهو "العمل الذي أحبه، وهو مولود ثان، والكُل يسألني من أحب إليك فأقول لهم أنا كالأم لا أُميز بين أبنائي، وبالفعل عندي ولدين أنجبتهم من رحم الحياة ومأساتها، والظروف التي عشتها، ممنونة جدًا لها، كانت سببا فيما أنا عليه الآن..".
تسترسل في الحديث عن "نون الذات": "يتميز بحوارات طويلة لطيفة وأحيانا حادة بين شخصين، نصوصه معظمها طويلة بعكس "هاجِسي".. نون الذات شخصية لا تتناسب لجنس معيّن كسُميّة لا تناسب حزبا معينا، فـ "نون" ذكر وتارة أخرى أنثى، ولأن كُل ذات لديها نون هذا ما أردت إيصاله، نون المتحدث الفصيح، والمستمع الجيّد، المحاور والمُفعم بالمشاعر، نون الذي لا تصفه الكلمة لأنه تارة مُبهم وتارة أخرى ظاهر"
رسالتي: قدّر ذاتك
تلخص سمية رسالتها بكلمات قليلة كما هو أسلوبها في الكتابة، بقولها إن "الموهبة هبة إن وجِدت لا تقف دون حراك، طورها، نمِّها، اقرأ إن كُنت تحب القراءة، اكتب إن كُنت تُجيد الكتابة، صوّر إن كُنت تعشق المناظر وتُحبذ الحفاظ عليها، أيًّا كانت موهبتك لا تقف أبدًا، ساعد ذاتك، قدّرها وقدّسها، والفشل لابُد منه بغية في النجاح".
أما الصعوبات التي واجهتها فهي انتماؤها إلى القبيلة، والقبيلة لديها تقاليد وأعراف خاصة تجاه الفتاة والمرأة.. تقول: "كوني صبيحية كانت طريفة إلى حدٍ ما.. كنت في كل مرة أتلقى رسائل من ناس ويعبروا عن حبهم وفخرهم، والبعض عن استغرابهم، وبكلا التعبيرين كُنت أسعد، لأنني ساعدت في تغيير الفكرة السائدة عنّا كقبيلة".
سيحدث هذا ولكن لا أعرف متى!!
أصدرت كتابين، وتتريث دون إصدار الثالث، تفضل أن تقضي وقتها في اتجاه آخر: "أغذّي مخزوني اللُغوي، وأصقل الموهبة على قدر المُستطاع، إذا فكرت بعمل أخر بيكون حتمًا هادف ويحمل فكرة كسابقيه، ولأني لا أكتب إلا بحالات معينة لذلك لا أعلم بالتحديد متى".
كانت أولى مشاركاتها الرسميّة في مجال الكتابة مع الكاتب "سعيد النوبان" في كتاب جماعي جمع أكثر من شغوف وشغوفة من الكتاب الشباب، وقد طُبع في دار نشر أردنية، ونُشر قبل عام وتوفر في المكتبات بعد نزول كتاب "هاجِسي" بفترة قليلة، وتأمل المشاركة بفعاليات أدبية بالمستقبل القريب.
أما طموحها فتلخصه بكلمات قليلة كما هو أسلوبها في الكتابة: "أطمح أن أكون فخرا لأهلي، لذاتي، أن أساعد في بناء الوطن ولو بشيءٍ صغير، أن يُقرأ لي وعني في صُحف كُبرى، أن لا أكُف عن كوني سمية الشغوفة، وأن أظل دومًا في أمل أن مشوار الألف ميل خطوته الأخيرة قادمة لا محالة، وأنوي كتابة قصة حياتي وإصدارها كرواية بإذن الله".
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها