استقالات جماعية تساهم في تصدع الانتقالي.. فهل يلفظ أنفاسه الأخيرة؟
في وقت يعيش فيه المجلس الانتقالي مرحلة حرجة تهدد تماسكه عقب موجة من الاستقالات عصفت به مؤخراً بسبب ما وصفها المستقيلون "سياسية الاقصاء والاحتكار والتهميش" التي تمارسها القيادات النافذة في المجلس.
يرى مراقبون أن المجلس الانتقالي يلفظ أنفاسه الأخيرة ويعيش في أوضاع حرجة بعد تصاعد البعد المناطقي في توجهات وممارسات قيادة المجلس وبعث أعباء أحداث سابقة دامية شهدها الجنوب.
وأعتبر المراقبون أن سعي المجلس الانتقالي نحو استئثار مناطق بعينها بالسلطة ساهم في تصدع المجلس وتقديم الاستقالات الجماعية.
مهمة انشاء المجلس
يقول رئيس تجمع القوى المدنية الجنوبية وعضو مؤسس الائتلاف الوطني الجنوبي عبدالكريم السعدي ان ما يعيشه الانتقالي طبيعيا وليس غريبا وان الصمود والقوة والثبات لا يتأتى من امتلاك المال والسلاح بل من عظمة الاهداف والثبات عليها.
وأضاف السعدي في تصريح خاص لـ " الصحوة نت " أن أهداف المجلس الانتقالي كانت لا تتجاوز قامات القائمين عليه ولذلك فإن وضعه الحالي طبيعيا ولا يستدعي الاستغراب.
وأشار إلى أن المجلس الانتقالي تم تجميعه بوصاية خارجية، وحدد لمهمة واحدة وهي الضغط على الشرعية لتحقيق اهداف الممول، وقد قامت عملية تجميع هذا المكون بعد دراسة مستفيضة لنفسيات مجموعه من الاسماء لا تتعدى أصابع اليد الواحدة والتي آل إليها أمر استلام التوجيهات وتنفيذها على الأرض.
وأكد السعدي أن الممّول أدرك مؤخراً أن جل أحلام تلك الأسماء هو الوصول إلى الجاه والمال وحققت لهم ذلك فهذه المجموعة التي كانت إلى عام 2016م لا تمتلك ما تستر به عوراتها باتت اليوم تلعب في مئات الملايين.
وأوضح السعدي أن المجلس الانتقالي أصبح منتهي تقريباً بعد أن وصل شخوصه إلى هدفهم الثاني بعد الاموال وهو هدف التواجد في السلطة وهو ما منحته لهم الشرعية في اتفاق الرياض الأخير.
أسباب تدهور المجلس
من جهته قال المحلل العسكري علي الذهب أن المجلس الانتقالي يمر بمرحلة حرجة تهدد تماسكه لا سيما أن عددا من قادته البارزين سياسيين وعسكريين، لم يعد لديهم القدرة على مزاولة نشاطهم على نحو ما كان قبل اتفاق الرياض.
وأضاف الذهب في تصريح خاص لـ " الصحوة نت " أن اتفاق الرياض وضع المجلس الانتقالي الجنوبي في دائرة الحظر غير المعلن، وأصبحت عودتهم إلى عدن مرهونة بتنفيذ كافة بنود الاتفاق.
وأكد الذهب أن تراجع نشاط المجلس حتى الآن مرهون بأداء السلطة الشرعية تجاهه بما يضمن ينزع منه مخالب القوة المتمثلة بتشكيلاته المسلحة العسكرية والأمنية وفقا لاتفاق الرياض.
وأشار الذهب في سياق تصريحاته إلى أن الأسباب التي اوصلت المجلس الى هذا الوضع تتمثل في تورط قادته في التمرد ما دفع إلى تقييد نشاطهم وتورطهم في جرائم بحق المدنيين من علماء وسياسيين وعسكريين، فضلا عن تورطهم في استغلال مظلومية الجنوب لتحقيق مكاسب خاصة.
وأعتبر أن تحول قيادات المجلس إلى ادوات مأجورة بيد قوى إقليمية ذات أجندات جيوساسية لا تقيم وزنا لقضية الجنوب العادلة تحت سقف الوحدة أو اليمن الاتحادي الذي توافق عليه جميع اليمنيين.
وأوضح الذهب ان تصاعد البعد المناطقي في توجهات وممارسات قيادة المجلس، وبعث أعباء أحداث دامية سابقة شهدها الجنوب قبل الوحدة عام 1990 والسعي نحو استئثار مناطق بعينها بالسلطة، في وقت يقف على رأس هذه السلطة رئيس دولة من محافظات الجنوب كان له دور كبير في ايصال المجلس الى الحال الذي يعيشه اليوم.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها