في منزل الشهيد "صلاح الدين أيوب"
"صلاح الدين أيوب عوض".. ولد صباح الجمعة "22 أكتوبر 1993م واستشهد صباح الجمعة 21 أبريل 2017، وبين الجمعتين حياة قصيرة لكنها مباركة..
أحد أبناء دار سعد في عدن، وأحد شباب الإصلاح، درس الابتدائية حتى الثانوية في مدارس عدن، كان من الطلاب المجتهدين في دراستهم، ومن الطلاب المتميزين بالمشاركة في الأنشطة المدرسية، وفي هذه الأنشطة برزت مواهبه في الإلقاء والخطابة والإنشاد، وعشق التمثيل على خشبات المسرح المدرسي.. ثم انتقل لدراسة الجامعة في صنعاء "شريعة وقانون"، وكان يجمع بين دراسته الجامعية وبين الدراسة في مراكز التحفيظ حتى حفظ القرآن الكريم.
عند قيام ثورة فبراير 2011م، كان صلاح الدين من المشاركين في ساحات الحرية والتغيير في صنعاء وعدن، وكان صاحب صوت خطابي وإنشادي في مسيراتها وعلى منصاتها..
وعندما نفذ الحوثيون انقلابهم المشؤوم وأشعلوا الحرب في البلاد، كان صلاح الدين من الواقفين في الصفوف الأولى لمناهضة انقلابهم، وأول المدافعين عن كرامة وطن وخيارات شعب، إذ التحق بجبهة الفيروز في دار سعد بعدن، واستمر يقاتل مع كل الوطنيين الأبطال حتى تتوجت نضالاتهم بتحرير عدن والجنوب، وكان من المشاركين في أنساق المساندة لقوات التحالف التي تمركزت في العند..
لم يتوقف همه عند تحرير عدن، بل سعى للانضمام إلى جبهة ميدي، ليخوض هناك مع زملائه أشرس معارك التحرير الأولى، إلى أن تعرض في إحدى هذه المعارك لرصاصة من قناص حوثي صباح جمعة الواحد والعشرين من أبريل 2017م.. كانت الإصابة في رأسه، وأسعف على إثرها إلى المستشفى، إلا أنه ارتقى شهيدا بعدها بساعة فقط..
والدة الشهيد: كان صلاح الدين "اسم على مسمى"
اسمه صلاح الدين، وقد أخذ من اسمه نصيبا وافرا وكان اسمه "اسم على مسمى"، إذ عرف بالصلاح والتدين.. هكذا تقول عنه والدته..
وتضيف: كان صلاح الدين مجتهدا في دراسته، يحترم معلميه ومحبوبا من قبلهم، وكان منذ طفولته محبا للمساجد، مقبلا على حفظ كتاب الله، فقد كان وهو صغير حين ألبسه ملابسه ليخرج وقت العصر ويلعب مع الأطفال يرجع سريعا ويقول لي يا أمي حفظينا القرآن حتى أذهب لحلقة التحفيظ.. كان حينما يلعب لا ينسى صلاته، وعندما يحين وقت الصلاة يتوقف عن اللعب ويذهب للصلاة..
تتحدث والدته عن مواهبه في الإنشاد والخطابة والتمثيل، وعن طموحاته التي كانت كثيرة مثله مثل أي شاب في سنه، لكن الملفت -كما تقول- أنه كان يطمح لإنشاء مخبز، وأنه سيجعل نصف مردوده للفقراء والمحتاجين.
ومن أبرز طموحاته أنه كان يطمح لحفظ كتاب الله "وعندما كان في صنعاء أثناء دراسته دائما ما يتصل بي ويقول لي: يا أمي قد حفظت هذا الجزء وهذا الجزء وبقي لي هذا الجزء.. كان مهتم أن يفرحني بحفظ كتاب الله، وقد أوفى بوعده وفرحني بحفظ كتاب الله، وفرحني باستشهاده رغم ألمي لاستشهاده".
تسنيم –أخت الشهيد: صلاح الدين رفيقي بالدنيا وشفيعي يوم الدين
أخته تسنيم الذي تليه في العمر، تعتبره رفيق دربها وأيامها الحلوة كما تقول، وتضيف: "عندما أسمع شخص ينادي باسم صلاح الدين قلبي لا يتحمل وتذهب ذكرياتي إليه فتذرف عيني دموع الحنين، نعم وأقولها بكل صدق أخي إنسان ليس بكامل ولا مثالي ولكنه إنسان جاهد نفسه على رضا الله... لم نعلم بقدره الكبير وبأثره العميق ولم نوفه حقه ولكنه علم بقدرنا ورفع من معنوياتنا واوفاء بحبه معنا ، وبحكم أنني أخته اللي بعده بالعمر فهناك مواقف كثيرة معه لا أدعي بأنها مثاليه بل توجد من المشاحنات بيني وبينه بسبب تقاربنا في السن ولكنه كان الأصبر فيها مني، وكان الأحن مني... كان يرشدني لقراءة الكتب، ودائما ينصحني بأن يكون همي كبير ويقول لي: لا تخلي الحجات التافهة تكرب على حياتك..".
وتتابع: أخي صلاح الدين نصحني دون كلام، أرشدني دون تعب، علمني أشياء كبيرة دون خسارة.. أخي صلاح الدين شفيعي يوم الدين إن شاء الله.."
أخته الوسطى: لا يمكن أن أنسى هذه اللحظة
تتحدث عنه أخته الوسطى، وتعدد مواقف من حسن تعامله معها، وتعبر عن امتنانها له بشكل خاص على رعايته لموهبتها في الإنشاد.. تقول: كان يشجعني ويشعرني بأني مبدعة، فقد كنت أنا وهو نملك الصوت الجميل ونفس الموهبة، أنشدنا أنا وهو وفي المهرجانات والساحات وكنت أفتخر بأن لي أخ مثل صلاح.. كان حنون عليا يحب أن يسعدني دائما.. كان يأخذني وأنا صغيرة ويقوم برفعي على رأسه ويدورني ليرى السعادة علي".
كنت أحب أناشيد الأطفال فحملها لي، كان يناديني ويسمعني إياها من جهازه الخاص، وفي يوم بعد ما كبرت بسنوات وأنا في ساحة بيتنا والكهرباء مقطوعة أتى وجلس بقربي وكان ينشد الأغنية التي كنت أسمعها معه في طفولتي كان يقول: "أنت أحب الناس إلي.. أنت أحب الناس.. أنت أعز الناس إلي.. أنت أعز الناس.. أختي أنت حياة الروح.. أختي أنت حياة الروح.. أنت الأغلى من عينيا.. أنت أحب الناس".. وتختتم: "لا يمكن أن أنسى هذه اللحظة.. وكلما أتذكرها أشعر بفراقه وبعده عنا".
محمد وأحمد -إخوة الشهيد: نحب صلاح ونشتي نكون مثله
كان صلاح الدين متزنا سويا في سلوكه وتعامله، قريبا من أفراد عائلته وإخوانه الصغار.. يتحدث إخوانه محمد "12 عاما" وأحمد "9 أعوام"، ويقولان: "كان صلاح الدين يودينا البحر والملاهي، كان يحفظنا القرآن الكريم، وأحسن الأوقات مع صلاح الدين كان دائما يأخذنا معه المسجد للصلاة، أخي صلاح الدين كان طيب، كان في العيد يشتري لنا حاجات حلوة ويودينا المهرجانات.. كان الشخص الوحيد اللي كلما نشتي نخرج رحلة يودينا بسرعة.. كان دائما يفرحنا ويسعدنا.. نحنا نحب صلاح الدين ونشتي نكون مثله".
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها