بيان الانتقالي الجنوبي حول مقتل (أبو اليمامة) يكشف خيوط اللعبة الحقيقية مع الحوثي
حَرَفّتْ قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، مسار مؤشر البوصلة عن ميليشيات الحوثي الانقلابية، وذلك عبر بيانها الصادر على خلفية استهداف معسكر الجلاء التابع لألوية الدعم والإسناد، بصاروخ باليستي، الخميس الماضي، كونه خلى البيان تماماً عن توجيه أي كلمة تهديد أو وعيد لمليشيات الحوثي التي سارعت بدورها إلى اعلان مسؤوليتها وقوفها خلف ذلك الصاروخ، دون أن الاكتراث لأحد.
الانتقالي يخشى مواجهة الحوثي:
يتضح من خلال ذلك -بحسب مراقبون سياسيون-، إلى أن المجلس الانتقالي الجنوبي، يخشى مواجهة الحوثيين بشكل مباشر، إذ بادر الأخير (ميليشيات الحوثي) للنزول إلى حلبة القتال، داعياً الطرف الأول (الانتقالي الجنوبي) للنزول هو الأخر ومواجهته وجهاً لوجه.
وأفاد المراقبون، بأن بيان المجلس الانتقالي، رفض قبول تلك المواجهة، وإن لم يكن قد رفضها علناً، أو بشكل واضح، ولكنه رفضها من خلال توجيهه أصابع الاتهام إلى جماعات ارهابية متشددة لم يسميها، في تغاضِ جليّ وواضح عن اعتراف الحوثي الرسمي في تبنيه لاستهداف معسكر الجلاء.
واعتبر السياسيون، بيان الانتقالي فارغاً من محتواه، واصفين إيّاه بـ(الرّكيك)، الذي يوضح مدى عجز المجلس في مواجهة الحوثي، في الوقت التي لازالت بعض من المناطق الجنوبية تحت سيطرته، وفارضاً حكمه فيها، مثل منطقة (مكيراس) في محافظة أبين، وعدد من المناطق في محافظة الضالع وهي (مُريس، وقعطبة، والحشا)، بالإضافة إلى منطقة (كرش) بمحافظة لحج.
علاقة شراكة بين الطرفين:
وذهب سياسيون آخرون، بتفكيرهم حول صرف المجلس الانتقالي نظره عن اعتراف واعلان الحوثي، باستهدافه لمعسكر الجلاء، إلى وجود تفاهمات واتفاقات أُبرمت وتُبرم بين الطرفين، وبدأت تطفو إلى السطح، وذلك بإشراف مباشر من دولة الإمارات العربية المتحدة.
وأشار السياسيون إلى أنه، ثمة مؤشرات ودلائل كثيرة وواضحة حول وجود روابط علاقة بين الطرفين والتقارب بينهما، أبرزها التحولات السياسية للسياسة الخارجية للإمارات، من خلال اندفاعها مؤخراً صوب دولة إيران، وترميم العلاقة معها عبر عقد صفقات سياسية واقتصادية، وأخرى قد تكون (خدماتية).
ولفتت المصادر السياسية، إلى أن دولة الإمارات فيما يبدو تُسارع الخطى لإثبات حسن نواياها تجاه إيران، وتطمئنهم بجديّتها في إعادة جسور الود معها، وذلك من خلال تطويع المجلس الانتقالي المدعوم اماراتيّاً بشكل كامل، في خدمة المشروع الإيراني باليمن، والذي تنفذه عبر ذراعها الحوثي.
تصغير حجم (أبو اليمامة):
ردود فعل القوات الأمنية والعسكرية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، لاسيما قوات الحزام الأمني، إزاء مقتل قائد ألوية الدعم والاسناد منير اليافعي المُكنى بـ(أبو اليمامة)، في أحداث الخميس الدامي، أبانت عن أوراق اللعبة كاملةً للانتقالي الجنوبي، من خلال ترحيل المواطنين الشماليين عن العاصمة عدن، بذريعة الانتقام لمقتل (أبو اليمامة)، وما هي إلى محاولة منهم لإلهاء الرأيّ العام وإغواء الشارع الجنوبي، عن تصويب سهام غضبه، وتوحيد خطابه في مهاجمة الحوثي.
وساهمت تلك التصرفات والانتهاكات من قبل المجلس الانتقالي تجاه المواطنين الشماليين، -والتي لاقت استنكاراً واسعاً ورفضاً شعبيّاً كبيراً من قبل أبناء عدن والجنوب-، في تصغير حجم (أبو اليمامة)، كون حجم ردة الفعل، تعبّر عن مدى حجم الفعل والجُرم الذي طال منير اليافعي.
في المقابل، إذا أعلن الانتقالي، عبر بيانه إلى فتح جبهة قتال أمام ميليشيات الحوثي الانقلابية، لا تنتهي إلا بانتهاء آخر حوثي، كانتقام لمقتل (أبو اليمامة) وزملاءه من العسكر، لأختلف الأمر كثيراً هنا، ولأظهرت ردة الفعل الكبيرة بهذه الصورة، قائد ألوية الدعم والإسناد بحجم كبير.
سياسي سعودي يفضح قادة الانتقالي:
فضح السياسي والخبير الاستراتيجي السعودي سليمان العقيلي، قيادات المجلس الانتقالي، التي في كل اطلاله اعلامية لها، تتغنى وتدّعي بوجود قوات تابعة لها تقاتل إلى جانب قوات الشرعية، ضد ميليشيات الحوثي، في أكثر من جبهة شمال البلاد، ولا سيما جبهة الساحل الغربي، وهو ما نفاه العقيلي جملةً وتفصيلا.
وأفاد العقيلي، في تصريحات صحفية سابقة له، بأن: "الانتقالي، لم يعد لديه أي تواجد عسكري في جبهات القتال ضد الحوثيين، بما في ذلك قوات العمالقة التي تقاتل في جبهة الساحل الغر بي، والتي يزعم المجلس انها تتبعه".
ولفت العقيلي، إلى أن: "الجميع يتذكر موقف تلك الألوية من التمرد العسكري الذي قاده الانتقالي عبر قوات الحزام الأمني التابعة له، ضد الشرعية في عدن، أواخر شهر يناير من العام الماضي، حيث انسحبت قوات العمالقة من جبهة الساحل الغربي، وسارعت بالعودة إلى عاصمة البلاد المؤقتة، للدفاع عن الحكومة الشرعية، والتصدي لمحاولات الانتقالي في تنفيذ انقلاب كان وشيكاً".
وأشار السياسي السعودي، الى أن: "ألوية العمالقة تتبع الجماعات السلفية الموالية للشرعية ووزارة الدفاع بقيادة الرئيس هادي، ولا تمثل المجلس الانتقالي الذي لا تمثله سوى أعماله الشريرة في الجنوب -حسب وصفه-".
ووجه سليمان العقيلي، في سياق حديثه، اتهاماً صريحاً، للمجلس الانتقالي الجنوبي، من خلال منازعته الحكومة الشرعية السلطة في المناطق المحررة وتحديداً المحافظات الجنوبية، فضلاً عن مساعيه الحثيثه في عرقلة جهود التنمية التي تقودها المملكة العربية السعودية.
وطالب العقيلي، قوات التحالف العربي، بوضع آلية للتعامل مع تمرد مليشيات الانتقالي، التي تهدف لإفشال تحقيق أهداف عاصفة الحزم -حد قوله-.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها