الزراعة في خورة بشبوة القطاع الجريح
يقف في المكان نفسه الذي وقف فيه العام الماضي لكن المشهد أمامه قد تغير تماما، لم يعد في مزرعة المزارع عبدربه الا بقايا شجيرات متناثرة من شجرة الليم الحامض على أرض مخددة قد ازيلت حواجزها وتناثرت الاسلاك الشائكة التي كانت تحيط بها في الوادي المجاور لها.
يقول عبدربه عبدالله لحتك مالك احدى المزارع الصغيرة في وادي خورة " أن فيضانات الوادي قد قضت على زراعتنا ودمرت كل شيء يمت للزراعة بصلة".
في كل موسم زراعي يحصد (لحتك) محاصيل زراعية تقدر قيمتها بمبلغ يصل الى خمسمائة الف ريال يمني من مزرعته احدى المزراع التي تضررت من فيضانات 26 – 27 يوليو الماضي التي اجتاحت محافظة شبوة.
وتفيد تقارير حكومية ان الفيضانات طمست معالم السواقي (العبارات) واتلفت المحاصيل الزراعية في الوادي وجرفت عشرات الفدانات من الأراضي الصالحة للزراعة في وادي خورة الذي يقع ضمن مديرية مرخة السفلى غربي المحافظة.
تتكاثف الهموم والاعباء فوق كاهل المزارع عبدربه لحتك فإعادة اصلاح مزرعته سيكلفه مبلغا يتجاوز مليون ريال يمني وهو مبلغ لا يستطيع مزارع ميسور الحال مثل (لحتك) أن يوفره.
في وادي خورة تلقى القطاع الزراعي ضربة مركبة وقاصمة فألى جانب الأراضي الزراعية والصالحة للزراعة المجروفة دمرت الى حد كبير الابار وهي المصدر الرئيسي الذي يغذي الزراعة بالمياه وتضررت السدود الزراعية التحويلية في الوادي.
وتعرضت الأراضي الصالحة للزراعة الى السحب والتجريف بصورة ابلغ في بلاد ال محفوظ وبلاد ال حريشي وبلاد ال طريش في الوادي.
وفي منطقة (ظرف) احدى مناطق وادي خورة يتفقد الشيخ رامي باحسن ومعه مجموعة من الأهالي البئر الذي يغذي المنطقة بالمياه بعد ان صار بئرا معطلة جراء الفيضانات.
يستقي من البئر حوالي ثلاثة الاف نسمة يسكنون منطقة ظرف ويستخدمون مياهه للشرب وللاستخدام المنزلي ولسقي أراضيهم الزراعية وليس لديهم مصدرا بديلا عنه بحسب الشيخ باحسن.
وفي الوادي تضررت عشرات الابار التي تغذي الزراعة تضررا كليا أو جزئيا مما سيجعل من موسم حصاد هذا العام موسم حصاد خاسر.
كان أهالي الوادي يستبشرون خيرا بجهوزية بعض السدود الزراعية التحويلية لكن يبدو أن الفيضان قد قطع على أهالي الوادي فرحتهم بعد أن تحولت بعض السدود الى بقايا من الحجارة والحديد والخرسانة.
ويقول عبدالقادر لزنم المشرف الزراعي في الوادي أن هناك سدود كبيرة في الوادي قد تضررت أو دمرت ومنها سد ( امقيد) وسد (امعضيبة) وسد المتنة.
وأضاف " ان تكلفة انشاء سد (امقيد) مثلا قد وصلت الى مليون وثلاثمائة دولار والان ذهبت هذه الأموال كلها سدى ولم يستفد الوادي منها شيئا".
وعندما وصلنا الى الوادي لتغطية اضرار الفيضانات تجمع حولنا عددا من المزارعين لنقل شكواهم الى من يهمه الأمر فمصادر عيشهم قد دمرت وحالتهم المعيشية ستسوء بكل تأكيد.
وعقب حدوث الفيضانات شكل محافظ المحافظة محمد صالح عديو لجنة لحصر الأضرار الناجمة عنها يقع على رأس اللجنة وكيل محافظ شبوة الدكتور عبد القوي لمروق.
احدى الأراضي الزراعية في منطقة (ظرف) في وادي خورة تحولت الى ترعة مملوءة بالمياه وجدها أطفال المنطقة مكانا مناسبا للعب والسباحة غير ابهين بما يحيط بهم من فوضى الدمار الذي الحقه الفيضان بمنطقتهم.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها