إضاءة على كتاب عدن ( الامثال - الكلمات - القوافي...) للكاتب الباحث السفير جعفر اسماعيل احمد
يسعني ان القي هذه الاضاءة المتواضعة عن كتاب عدن ( الامثال - الكلمات - القوافي.. ) للكاتب السفير جعفر اسماعيل احمد ( ابو هاني ) ، الذي اتسم بخاصية فريدة بما احتواه من موروث ثقافي يحمل صبغة الموروث الثقافي الشعبي العدني ، ولم يسبق لاحد تناوله بهذه الصبغة والتبويب البحثي المنظم والتناول الشيق بناءاً على ( الحروف الابجدية ) ، لما احتواه من امثال عدنية وكلمات وقوافي ، هذه الاسلوبية جعلته شيقا ومريحا لكل من قرأ اوتناول هذا الكتاب لخصوصية هذه الامثال والكلمات والقوافي لابناء عدن وتداولها حتى الان.. وخوفا من نسيانها واندثارها ، يعد هذا الكتاب بمثابة حافظ بحثي وذاكرة تاريخية لما تمتاز به هذه المدينة المدنية من خصوصية ثقافية تاريخية شعبية مجتمعية ، وحري بنا العروج الى معرفة ماتيسر عن سيرة هذا الكاتب الباحث الدبلوماسي القدير.
هو السفير جعفر اسماعيل احمد ، ولد في مدينة عدن في تاريخ 1/ 1 / 1944 م ،الحالة الاجتماعية: متزوج من استاذة تربوية قديرة وهامة تربة علي يدها اجيالا واجيال ابا مثاليا لثلاثة ابناء ولد وبنتين ، تلقى دراسته الابتدائية والمتوسطة والثانوية في عدن ، حصل على دبلوم مركز تدريب المعلمين ، وعمل معلما ، ثم نائبا ، ثم مديرا لثانوية باذيب ، انتقل للعمل في الخارجية نائبا في سفارتنا لدى الصومال والسودان والهند وتشيكو سلوفاكيا وكينيا ، صدر قرار في تعيينه سفيرا من وزارة الخارجية ، تلقى عددا من الدورات في الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك ، اكمل دراسته الجامعية في المانيا ، احيل للتقاعد ( قسرا ) عام 1996م دون اكماله احد الاجلين.
- البعد التاريخي والاجتماعي والشعبي للكتاب :
حمل هذا الكتاب بعدا تاريخيا مجتمعيا ورسالة ذات دلالة معنوية نضالية مجتمعية بما حمله في مدخله من اهداء
لكل غيور على عدن ومن سكنت عدن قلوبهم وافئدتهم ، والى كل الذين غادروها مكرهين بحثا عن حياة كريمة وامنة.
كما استهل الكاتب السفير كتابه مبينا الخصوصية المجتمعية التي امتازت بها هذه المدينة العريقة قائلا عنها ( ظلت عدن على مدى العصور المتعاقبة مدينة مفتوحة لكل الناس والاجناس والاعراق ، وهذه كانت ميزة انفردت بها عدن لموقعها المميز الذي حباها الله به ،.وقد عاش الناس على مدى العصور من جميع الاجناس مشكلين نسيجا اجتماعيا بالرغم مِن اختلاف مشاربهم وعاداتهم وتقاليدهم ومعتقداتهم تعايشوا بسلام ، وهذا النسيج المجتمعي افرز الفاظا في عدن ، كانت ومازالت متداولة.
ومماسبق لوحظ ان الكاتب السفير جعفر قد توسع في رصد الامثال عددا ونوعا ، حيث احتوى الكتاب بابا خاصا بالالفاط العدنية المتداولة مع معانيها ومصدرها ، ورأى اهمية كتابة هذه الالفاظ و جمعها ليتذكرها شباب عدن وابناؤهم واحفادهم من بعدهم.
وبعد تشرفي بخصوصية المهداء اليهم هذا الكتاب ، واطلاعي عليه وما احتواه من النفائس الثمينة التي تعد من خصوصية الموروث الشعبي العدني ، يسعني ان اشكر لسفيرنا واستاذنا جعفر ( ابوهاني ) على هذه الثروة الثمينة التي سعدت بها كغيري من القراء الذين تناولوا هذا الكتاب وابدوا اعجابهم بما احتواه من فوائد وقلائد في ابوابه الثلاثة التي تجعل القارئ محلقا في سماء ارث تاريخي و موروث ثقافي شعبي عدني مازال متداولا في الثغر الباسم المحروسة عدن.
* مسؤولة القسم الثقافي والعلمي في مكتب التربية والتعليم - عدن
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها