الصحفيون في اليمن يفقدون مصدر رزقهم جراء توقف الصحف والمجلات
منذ توقف مجلة “الأسرة والتنمية” الصادرة عن مؤسسة يمن تايمز للصحافة والطباعة والنشر الأهلية، في نهاية شهر مارس 2015، فقد 24 صحفياً وموظفاً عملهم، بحسب عماد السقاف، رئيس تحرير المجلة، واصفاً الوضع بالكارثي، نتيجة لما تعرضت له الكثير من المؤسسات الإعلامية، ومنها مجلته، وانعكست سلباً على الحياة المعيشية للصحفيين وأسرهم، لكنه يقول إنه سيتم إعادة إصدار المجلة، تلبية لرغبة قرائها، خلال الفترة القادمة.
وتوقفت، إلى جانب مجلة “الأسرة والتنمية”، 13 صحيفة ومجلة ورقية، عن الصدور، بحسب دراسة مسحية أعدها مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي، كما شهدت المواقع الإخبارية الإلكترونية انتشاراً واسعاً مقارنة بالوسائل الإعلامية الأخرى، ما بعد أحداث سبتمبر 2014.
فيما توقفت خمس صحف أهلية عن الصدور من محافظة بتعز، بينها مجلة الأسرة بحسب إفادة أحمد مكيبر نائب مدير عام مكتب الاعلام بمحافظة تعز.
المجلة المعنية بالمرأة
تُعنى مجلة “الأسرة والتنمية” التي بدأت بالصدور في 30 أكتوبر 2003، بقضايا الأسرة والمجتمع، وتهتم بالجوانب التنموية وقضايا المرأة والطفل.
وواكبت المجلة التقنيات الفنية الحديثة بأسلوب الإخراج والطباعة، مما جعلها تحظى بمتابعة واسعة في اليمن.
واستمرت المجلة في إصدارها على مدى 12 عاماً، حتى اندلاع الحرب وتصاعد المواجهات المسلحة في مدينة تعز التي يقع فيها مقر المجلة الرئيسي، وتعرض المبنى لسيطرة الجماعات المتحاربة، ونُهبت محتوياته وتم تدميره، ما أدى إلى توقفها بعد توقف الإعلانات بسبب إفلاس وتدهور الجهات المعلنة، وعدم قدرة المجلة على تحصيل ديونها، بحسب السقاف.
ويقول السقاف إن المجلة تمكنت من الانفتاح تجاه كثير من القضايا الحساسة، وكانت لسان حال المرأة اليمنية، التي تبنت قضاياها وهمومها بكل جدارة، وحظيت برواج كبير وانتشار واسع في جميع المحافظات اليمنية، مضيفاً أن مجلته سجلت رقماً مرتفعاً بالمبيعات، إذ وصلت طباعتها إلى 10 آلاف نسخة، بعد أن نالت ثقة المعلنين، والاعتماد على دخلها من الإعلانات والمبيعات كمورد وحيد خلال مسيرتها.
ويقول محمد عبده سفيان مسؤول الحقوق والحريات في فرع نقابة الصحفيين اليمنيين بتعز سابقاً أن مجلة الأسرة والتنمية هي المجلة الأولى المتخصصة في مجال الأسرة والتنمية في اليمن، وتعد واجهة أدبية وثقافية في العاصمة الثقافية، تعز.
انحراف الإعلام عن مساره
في ظل التغييب والقمع الذي لحق بالإعلام المستقل، وانحراف مسار الخطاب الإعلامي المهني حالياً، باتت الأسرة اليمنية بحاجة إلى صوت مهني مغاير لصوت الحرب والتعصب، ويعبر عن همومها وآلامها، وحقيقة ما تتعرض له من آثار ونتائج الحرب، بحسب السقاف.
وأشارت الدراسة المسحية التي أعدها مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي، إلى وجود 177 موقعاً إخبارياً، منها 34% تم إنشاؤها خلال السنوات الثلاث الماضية، في حين أن 37% من المواقع النشطة محجوبة من قبل السلطات التابعة لجماعة الحوثي، وفقاً للدراسة المسحية.
وشدد مكيبر على أهمية عودة المؤسسات الإعلامية ومنها مجلة الأسرة، للدور التنويري الذي تلعبه هذه المؤسسات الإعلامية بعد أن تحسن الوضع الأمني في مدينة تعز، وعادت معظم مؤسسات الدولة للعمل فيها.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها