صحيفة بريطانية: غياب الثقة بين الاطراف اليمنية يهدد بإخراج عملية السلام عن مسارها
قالت صحيفة الغارديان البريطانية "إن الثقة التي لاتزال منعدمة بشدة بين الأطراف المتناحرة في اليمن وتهدد بإخراج عملية السلام عن مسارها" مشيرةً "الى أن خطوة الانسحاب الحوثية الأحادية في الحديدة" جاءت قبيل اجتماع لمجلس الأمن الدولي.
وأضافت الصحيفة في تقرير إن بريطانيا والولايات المتحدة كانتا تستعدان لانتقاد الحوثيين لفشلهم في مساعدة المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، على تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها في ديسمبر في ستوكهولم.
ونقلت عن وزير الاعلام معمر الأرياني قوله بأن انسحاب الحوثيين لم يكن سوى "حيلة" تهدف إلى خداع المجتمع الدولي، في الوقت الذي أتهم فيه المتمردين الحوثيين بإحلال مسلحيهم مكان خفر السواحل المحايد وبزي الشرطة" من أجل ابقاء سيطرتهم على الموانئ.
ونقلت الصحيفة عن أحد سكان الحديدة - طلب عدم ذكر اسمه خوفًا من تعرضه لانتقام الحوثيين - قوله بأن الوضع في الحديدة "قاتمً وغير مستقر للغاية".
وأضاف "ما زلنا خائفين ولا يوجد ما يكفي من الطعام " مؤكدا بأن الحوثيون بدأوا في الآونة الأخيرة بإجبار الأطفال على القتال، وفي حال رفض والديهم... يتعرضون للتهديد بالقتل. معبراً عن آمله في أن تكون هذه نقطة تحول".
وتعد الحديدة التي تضم حوالي 600000 شخص، ثاني أكبر مدينة في اليمن من حيث عدد السكان. وميناءها الحيوي - الذي يمر عبره 70 بالمائة من تدفقات الغذاء والوقود والمساعدات لليمن - يخضع لسيطرة الحوثيين منذ عام 2015، وأصبح خط المساعدات الرئيسي في البلاد نتيجة الحصار الذي يفرضه التحالف السعودي على حدود اليمن ومجاله الجوي.
وقد تعرضت المدينة مرتين لشبح هجوم واسع النطاق من قبل قوات التحالف، على الرغم من أن وكالات الإغاثة حذرت مرارًا وتكرارًا من أن أي ضرر قد يلحق بميناء المدينة أو تأخير في إيصال المساعدات، سيقود البلاد إلى مجاعة شاملة.
في الوقت الحالي، يعتمد ثلاثة أرباع سكان اليمن البالغ عددهم 28 مليون نسمة على المساعدات للبقاء على قيد الحياة، وحوالي 8 ملايين شخص ليس لديهم ما يكفي من الغذاء.
الصحيفة البريطانية أوضحت "بأنه وبرغم التفاؤل، يستمر القتال العنيف في أجزاء أخرى من البلاد، في وقت تصاعدت فيه التوترات بين إيران التي تدعم المتمردين الحوثيين، والمملكة العربية السعودية التي تتزعم التحالف الذي يقاتل لاستعادة الحكومة اليمنية، في الأيام الأخيرة، بعد أن أعلن الحوثي مسؤوليته عن الهجمات على ناقلات النفط السعودية وخط أنابيب النفط".
ونقلت عن الدكتورة اليزابيث كيندل - الباحثة بجامعة أكسفورد - قولها بأنه لا توجد بدائل في الوقت الحالي لإنجاح اتفاق استوكهولم لافتة الى "أن هناك حاجة ملحة لإجراء مزيد من المشاورات من أجل السلام، في الوقت الذي أكدت فيه بأن الجولة القادمة تلك لن تحدث إلا بعد إحراز تقدم حقيقي في تنفيذ استوكهولم".
وأردفت بالقول "الأمل هو أنه إذا كان انسحاب الحوثي " حقيقيًا"، فسيزيل العائق أمام إجراء مزيد من المحادثات. وهذا بدوره ـ وفق الباحثة ـ سيمنح فرصة للأمم المتحدة لكي تستشعر أهمية مزيد من الإجراءات التي يمكن أن تبني الثقة وتحقق في النهاية بعض التقدم على طريق السلام الطويل ـ على حد تعبيرها.
لكن وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، أخبر الغارديان بأن الانسحاب الحوثي كان "مسرحية " وخداعًا. كما تحدى الحوثيين بالسماح للمدنيين بمراقبة الانسحاب وفقًا للاتفاقيات التي تم التوصل إليها مع الأمم المتحدة.
وقال الإرياني "نحن ندعم عمل مارتن غريفيث، لكنه يحاول فقط تحقيق أي نوع من النجاح. لكن لسوء الحظ لم يتحقق أي نجاح مع الحوثيين لقد كان "مجرد وهم".
وتابع " الحقيقة ستظهر قريبا جدا. فلن ينسحب الحوثيون، ولن يسلّموا خرائط الألغام، كما لن يكون هناك أي سحب للمظاهر العسكرية ولن يسمح الحوثيون بالتحقق من انسحاب القوات"
وأردف الارياني بالقول "وإذا سمحوا بذلك لفترة، فلن يسمحوا لذلك بالاستمرار" وقال: إن الحوثيين كانوا قاموا بذلك تحت الاكراه والخوف من اجتماع مجلس الأمن الدولي القادم.
بدورهم، ينفي الحوثيون هذه الاتهامات، قائلين في بيان لهم إن الانسحاب الأحادي الجانب من الحديدة "يدل على التزامهم بأهداف عملية السلام المحددة في استوكهولم" العام الماضي.
وقال سكان في الحديدة لصحيفة الغارديان "إن عملية إعادة الانتشار التي استمرت أربعة أيام كانت ناجحة، رغم ورود أنباء عن أعمال عنف متفرقة على المشارف الشرقية للمدينة مساء الاثنين "
ومع ذلك.. تقول الغارديان بأن الانسحاب الحوثي "يعد خطوة أولى مهمة في خطة معقدة لوقف التصعيد تم الاتفاق عليها في محادثات وقف إطلاق النار في الحرب الأهلية بين المتمردين والحكومة اليمنية التي عُقدت في السويد، نهاية العام الماضي".
ويقول الدكتور عبد المنتصر، أحد سكان الحديدة "لقد سئمنا الوضع حتى الآن. معظم الناس متفائلون، خاصة وأن هذا يحدث خلال الشهر الكريم".
وكان مايكل لوليسغارد، رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار التابعة للأمم المتحدة، قال في بيان له: إن خفر السواحل اليمني تولى مسؤولية الأمن في الموانئ الثلاثة. ومن المتوقع أن تتم عمليات إزالة الألغام وإزالة المعدات العسكرية في الأيام القليلة القادمة.
الوزير الأرياني زعم أيضًا قيام الحوثيين بنصب كاميرات مراقبة وجلب المزيد من القوات تحت ستار أنهم من خفر السواحل. وأضاف "هذه جماعة لم تحترم أي اتفاق منذ عام 2004".
يشار الى أن الحوثيين كانوا مترددين في الانسحاب في حال كانت القوة المدنية التي ستتولى القيادة هناك تضم إلى حد كبير موظفي الحكومة اليمنية.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها