هيومن رايتس ووتش:الألغام الأرضية الحوثية تقتل المدنيين وتمنع المساعدات
قتلت الألغام الأرضية المزروعة في الأراضي الزراعية والقرى والآبار والطرق 140 مدنيا على الأقل، من بينهم 19 طفلا، في محافظتي الحديدة وتعز منذ 2018، وفقا لـ موقع “مشروع رصد الأثر المدني”، وهو مصدر بيانات إنسانية وفق تقرير هيومن رايتس ووتش ” الألغام الأرضية الحوثية تقتل المدنيين وتمنع المساعدات” المنشور في موقعها الرسمي في 22 إبريل الجاري.
وقالت “هيومن رايتس ووتش” أمس الإثنين إن استخدام قوات الحوثيين الواسع للألغام الأرضية على طول الساحل الغربي لليمن منذ منتصف 2017 قتل وجرح مئات المدنيين ومنع منظمات الإغاثة من الوصول إلى المجتمعات الضعيفة.
استخدم الحوثيون والقوات المتحالفة معهم الألغام الأرضية في 6 محافظات على الأقل في اليمن منذ أن بدأ التحالف بقيادة السعودية والإمارات عملياته العسكرية ضدهم في مارس/آذار 2015. سُجل في مديريتَيْ الدريهمي والتحيتا في محافظة الحديدة أكبر عدد من الوفيات المبلغ عنها بسبب الألغام الأرضية في 2018، وفقا لموقع “مشروع رصد الأثر المدني”. لا تمثل البيانات عدد الحوادث، فالكثير منها لا يُبلَّغ عنها أو لا يبلَّغ عنها كحوادث ألغام.
أفاد “المركز اليمني التنفيذي لمكافحة الألغام”، الذي ينسق النشاط المتعلق بالألغام، أن الجيش اليمني أزال 300 ألف لغم في جميع أنحاء البلاد بين 2016 و2018. ووثقت هيومن رايتس ووتش سابقا استخدام الحوثيين للألغام الأرضية المضادة للأفراد والمضادة للمركبات بين 2015 و2018 في محافظات أبين وعدن ولحج ومأرب وتعز.
استخدام الحوثيين للألغام
في فبراير/شباط في عدن، قابلت هيومن رايتس ووتش 8 أشخاص أصيبوا بسبب الألغام الأرضية؛ 63 شخصا فروا من محافظتي الحديدة وتعز، بما في ذلك مدينة الحديدة؛ العاملون المحليون والدوليون في المجال الإنساني؛ وأعضاء “الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان” اليمنية الذين وثقوا استخدام الألغام الأرضية. كما تحدثت هيومن رايتس ووتش إلى 3 مجموعات ضالعة في الأعمال الإنسانية المتعلقة بالألغام، بما في ذلك عبر الهاتف في مارس/آذار. تلقى الباحثون صورا للألغام والعبوات اليدوية الصنع من صحفي محلي سافر إلى الساحل الغربي، وصحفي دولي سافر مع قوات الحكومة اليمنية على طول الحدود السعودية، والعقيد عبد الله علي سرحان، خبير المركز اليمني التنفيذي لمكافحة الألغام الذي أشرف على إزالة الألغام على الساحل الغربي من 2016 وحتى وفاته في الخدمة 2018. وقد كتبت هيومن رايتس ووتش إلى السلطات الحوثية في صنعاء، طالبة ردها على استخدام قواتها للألغام الأرضية، لكنها لم تتلق ردا قبل النشر.
قال سكان مدينة الحديدة الساحلية وقرى محافظة الحديدة إنه عندما كانت أحياؤهم تحت سيطرة الحوثيين، حذرهم الحوثيون من الألغام أو أن الطرق الآمنة سابقا أصبحت غير آمنة بسبب الألغام. قال “محمد” (40 عاما) من حي أبو حلفه بالقرب من ميناء الحديدة، إنه فر هو وأسرته في منتصف 2018 عندما اشتد القتال في المنطقة:
حفروا [الحوثيون] الخنادق على طول شارع التسعين، ووضعوا عبوات ناسفة، ووضعوا حاويات في الحفر…. كان هناك مسار صغير، طريق صغير جدا في المنتصف يمكنك استخدامه للخروج والدخول لم يكن ملغوما.
قال “عمر”، من حي الربصة قرب مطار الحديدة، إن مقاتلي الحوثيين جنّدوه بالقوة. وقال إنه كان على علم بالألغام التي زرعت بالقرب من شارع التسعين، ورأى ألغاما مطابقة لوصف الألغام المضادة للمركبات الموضوعة بالقرب من الميناء والمطار: “رأيت ألغاما من أنواع مختلفة. [واحد] بدا وكأنه طبق، كان لونه أخضر، بالقرب من المطار. بالقرب من الميناء، رأيت الطبق الأخضر أيضا”.
أكدت وسائل الإعلام العسكرية الحوثية استخدام قواتها للألغام الأرضية والألغام البحرية. تباهى موقع “أنصار الله” الرسمي والقنوات الإعلامية للحوثيين على “يوتيوب” وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي باستخدام الألغام الأرضية العسكرية في المناطق التي وثقت فيها هيومن رايتس ووتش الخسائر بين المدنيين، فضلا عن استخدام الألغام البحرية.
منع الوصول إلى المزارع
وأدت الألغام إلى منع الوصول إلى المزارع وآبار المياه، وألحقت الأذى بالمدنيين الذين يحاولون العودة إلى ديارهم.
وقالت بريانكا موتابارثي، القائمة بأعمال مديرة برنامج الطوارئ في هيومن رايتس ووتش: ” الألغام الأرضية التي زرعها الحوثيون لم تقتل وتشوه العديد من المدنيين فحسب، بل منعت اليمنيين المستضعفين من حصاد المحاصيل وجلب المياه النظيفة التي هم في أمس الحاجة إليها للبقاء على قيد الحياة”.
زار باحثو هيومن رايتس ووتش مدينة عدن الساحلية الجنوبية في فبراير/شباط 2019 وأجروا مقابلات مع مدنيين جرحوا بسبب الألغام الأرضية إضافة إلى مدنيين فارين من المناطق الملغومة، وعمال الإغاثة، وأحد مهندسي التخلص من الألغام من المركز التنفيذي اليمني لمكافحة الألغام؛ وحللوا مقاطع الفيديو والصور التي جمعوها في اليمن؛ واستعرضوا ما نشرته القنوات الإعلامية الحكومية والعسكرية الحوثية.
وجدت هيومن رايتس ووتش أدلة على أنه بالإضافة إلى زرع الألغام الأرضية المضادة للأفراد، زرعت القوات الحوثية الألغام المضادة للمركبات في المناطق المدنية، والألغام المضادة للمركبات المعدلة لكي تنفجر من وزن الشخص، والأجهزة المتفجرة يدوية الصنع المموهة على شكل صخور أو أجزاء من جذوع الأشجار. كما وجدت هيومن رايتس ووتش أن الحوثيين استخدموا الألغام المضادة للأفراد في حيران، قرب الحدود السعودية، وأكدوا استخدامهم للألغام البحرية على الرغم من المخاطر التي تتعرض لها سفن الصيد التجارية وسفن المساعدات الإنسانية.
قال الضحايا والشهود لـ هيومن رايتس ووتش إن المناطق التي تسببت فيها الألغام الأرضية في سقوط قتلى وجرحى كانت تسيطر عليها قوات الحوثيين سابقا، وإن المدنيين لم يتعرضوا للأذى حتى قامت قوات الحوثيين بالانسحاب منها، في الوقت الذي يفترض أن الألغام زرعت فيه. قال رجل عمره 25 عاما نزح من قرية النخيل في مديرية التحيتا، إن الحوثيين زرعوا ألغاماً في قريته تقريبا في مايو/أيار 2018: “حذرني [الحوثيون] وقالوا: ’لا تدخل هذه المنطقة، نحن نزرع الألغام فيها‘. “قالوا لي إن المنطقة ملغومة”.
قالت منظمتا إغاثة إن الألغام الأرضية في الساحل الغربي جعلت الوصول إلى 3 منشآت للمياه على الأقل غير ممكنا. بالإضافة إلى ذلك، صعبت الألغام الأرضية على الأهالي إطعام أنفسهم والحفاظ على دخلهم. قال 5 أشخاص إنهم أصيبوا، أو إن أقاربهم قُتلوا عندما انفجرت الألغام الأرضية في أراضي المزارع أو المراعي، وقال كثير من النازحين إن الألغام حالت مما حصاد المحاصيل بأمان وقُتلت مواشيهم القيمة.
الألغام تعيق المساعدات الإنسانية
قالت هيومن رايتس ووتش إن الألغام الأرضية منعت المنظمات الإنسانية من الوصول إلى المجتمعات المحلية المحتاجة على طول الساحل الغربي. وشملت هذه القرى والبلدات في مديرتي التحيتا وموزع، وكذلك مدينة الحديدة الساحلية الرئيسية. قالت 3 منظمات إغاثة إنها لا تستطيع الوصول إلى الأماكن الرئيسية أو تقديم الخدمات إلى المناطق لأن الألغام الأرضية زرعت هناك أو على طول الطريق. لا يمكن الوصول إلى العديد من هذه المجتمعات إلا عبر الطرق الترابية، وهي أكثر خطورة من الطرق الإسفلتية.
قالت هيومن رايتس ووتش إن استخدام الحوثيين للألغام الأرضية، التي تحرم الناس من مصادر المياه والغذاء، تسهم في الأزمة الإنسانية في كامل أنحاء البلاد التي مزقتها الحرب. في 9 أبريل/نيسان، وصفت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ليز غراندي اليمن بأنه يشهد “أسوأ أزمة للأمن الغذائي في العالم وإحدى أسوأ حالات تفشي الكوليرا في التاريخ الحديث”. جميع المناطق المذكورة هنا هي إما في حالة أزمة أو مستويات طارئة من انعدام الأمن الغذائي، في حين أن حالات الكوليرا في ارتفاع في محافظة الحديدة وتعز.
وقالت موتابارث: “منعت الألغام أيضا منظمات الإغاثة من جلب الغذاء والرعاية الصحية للمدنيين اليمنيين الذين يعانون من الجوع والمرض بشكل متزايد”.
قال عاملون في المجال الإنساني من 3 مجموعات إغاثة إن الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة منعت منظماتهم من الوصول إلى المجتمعات المحتاجة. قال أحد عمال الإغاثة إن “الألغام تؤثر بالتأكيد على وصول المساعدات الإنسانية. يقول بعض السكان المحليين إن [المنطقة] آمنة لأننا ´نستطيع السفر إليك´، لكن لا يمكننا الذهاب إليها بسبب التلوث المحتمل بالألغام… [هناك] كثير من الأماكن التي لم نذهب إليها بسبب الألغام”.
وقال عمال الإغاثة تحديدا إن وجود الألغام الأرضية منعهم من السير على الطرق غير المعبدة للوصول إلى المجتمعات المحتاجة في عديد من المناطق الساحلية الغربية، بما فيها موزع، والوازعية، والمخا، والتحيتا. قال ممثل مجموعة إنسانية تعمل في الجنوب: “[عندما] كنا نحاول الوصول إلى التحيتا، أحد أسباب توقفنا… كان وجود الألغام على طول طريق. لا أعرف حقا حجم انتشار الذخائر غير المنفجرة لأننا لا نملك بيانات موثوقة”.
يمكن أن يكون السفر على الطرق في المناطق الملغمة خطيرا. من بين 39 حادثة لغم أرضي أبلِغ عنها وقتلت 146 مدنيا في الحديدة عام 2018، كان أكثر من نصفها على الطرق، وفقا لموقع مشروع رصد الأثر المدني. قُتل موظف إغاثة في موزع نتيجة انفجار لغم أثناء خروجه عن إحدى الطرق الرئيسية. وثّقت هيومن رايتس ووتش 3 حالات في محافظتي الحديدة وتعز لإصابات مدنية على الطرق الترابية.
حظر استخدام الألغام
ويحظر القانون اليمني و”اتفاقية حظر الألغام” لعام 1997 استخدام الألغام المضادة للأفراد؛ واستُخدمت الألغام المضادة للمركبات عشوائيا في انتهاك لقوانين الحرب، ما شكل خطرا على المدنيين بعد فترة طويلة من توقف القتال.
وأبلغت السلطات في العاصمة صنعاء، التي يسيطر عليها الحوثيون، هيومن رايتس ووتش في أبريل/نيسان 2017 بأنها تعتبر معاهدة حظر الألغام لعام 1997، والتي صادق عليها اليمن في 1998، مُلزمة. بالإضافة إلى حظر الاستخدام في معاهدة حظر الألغام، تجوز محاكمة الأفراد المسؤولين عن استخدام الأسلحة المحظورة أو شن هجمات عشوائية على أنها جرائم الحرب.
وقالت هيومن رايتس ووتش إن على سلطات الحوثيين الكف فورا عن استخدام هذه الأسلحة والتحقيق بشكل موثوق ومعاقبة القادة المسؤولين عن استخدامها. على كل من فريق الخبراء البارزين التابع للأمم المتحدة وفريق خبراء مجلس الأمن التحقيق في استخدام الحوثيين للألغام الأرضية وتحديد الأفراد المسؤولين عن استخدامها على نطاق واسع حيثما أمكن. ينبغي لفريق الخبراء التحقيق في الأفراد الذين قد يكونون مسؤولين عن جرائم الحرب، بما في ذلك إعاقة المساعدات التي لا غنى عنها لبقاء المدنيين.
ينبغي لمجلس الأمن أن يفرض عقوبات محددة على جميع الأفراد المسؤولين عن هذه الانتهاكات، بينما فرض المجلس عقوبات على زعماء الحوثيين، لم يتخذ أي خطوات ضد أعضاء التحالف الذي تقوده السعودية، والذي كان مسؤولا عن العديد من الهجمات غير القانونية منذ بدء النزاع.
تدريب غير كافي لمزيلي الألغام
بينما تتحمل قوات الحوثيين المسؤولية الأساسية عن الإصابات بين المدنيين والأضرار المدنية المتوقعة من الألغام الأرضية، فإن التدريب غير الكافي لمزيلي الألغام وسوء التنسيق بين فرق إزالة الألغام قد ساهم في المشاكل في المناطق المزروعة بالألغام. لم تفصح فرق إزالة الألغام المختلفة كما يجب الكشف عن المعلومات حول أنواع الأجهزة المكتشفة ومواقعها.
راجعت هيومن رايتس ووتش فيديوهات لثلاث عمليات على الأقل للكشف عن الألغام وإزالتها على الساحل الغربي لليمن، والتي من الواضح أنها لم تمتثل لـ”المعايير الدولية للإجراءات المتعلقة بالألغام” وممارسات إزالة الألغام الآمنة. يظهر نازعو الألغام وهم يزيلون الألغام الحية بينما يقف الأطفال والمدنيون في مكان قريب. تعاملت وسائل الإعلام الرسمية للحوثيين مع مقتل نازعي الألغام الموالين لحكومة الرئيس هادي على أنه انتصار، رغم أن الألغام المضادة للأفراد غير قانونية واستُخدمت الألغام المضادة للمركبات بشكل عشوائي.
على جميع المنظمات الإنسانية لإزالة الألغام مشاركة المعلومات من خلال استجابة منسقة تتبع المعايير الدولية للإجراءات المتعلقة بالألغام. يجب أن تتضمن المعلومات المشتركة مواقع الألغام واستخدامها وأنواع الأجهزة، للسماح بتدريب أفضل وممارسات أكثر أمانا لإزالة الألغام. قالت هيومن رايتس ووتش إن على جميع أطراف النزاع، بمن فيهم الحوثيون والحكومة اليمنية والتحالف بقيادة السعودية والإمارات، تسهيل إزالة الألغام، بما يشمل توفير التأشيرات للخبراء والموافقة على المعدات التقنية والوقائية لنازعي الألغام.
الت هيومن رايتس ووتش إن على الحكومة اليمنية وحلفائها في التحالف تحسين جهود إزالة الألغام على وجه السرعة وزيادة المساعدات لضحايا الألغام الأرضية، وهو الأمر الذي يتعين على الحكومات المعنية أن تدعمه.
قالت موتابارثي: “على زعماء الحوثيين أن يوقفوا فورا استخدامهم للألغام الأرضية، الذي قد يحاسَبون عليه ذات يوم. على الحكومات المعنية بالآثار المدمرة للألغام الأرضية في اليمن دعم جهود إزالة الألغام، بما يشمل تحسين التدريب والتنسيق، بالإضافة إلى مساعدة الضحايا”.
عشرات الألغام تم إخراجها زرعتها جماعة الحوثي
العودة غير الآمنة إلى الديار
تمنع الألغام العائلات النازحة بسبب القتال السابق من العودة إلى ديارها. وقابلت هيومن رايتس ووتش 63 شخصا فروا من مناطق القتال الجاري، بما فيها مدينة الحديدة خلال ذروة العمليات العسكرية عام 2018، بالإضافة إلى جيوب القتال في التحيتا وبيت الفقيه والدريهمي، في محافظة الحديدة. قال ممثل عن مخيم النازحين الذي كان يضم حوالي 750 أسرة في عدن إن “الوضع هادئ في كثير من البلدات أو القرى التي تعيش فيها هذه الأسر، لكن هناك كثير من الألغام الأرضية. لذلك [لا] يمكنهم العودة إلى منازلهم. [الألغام] في المزارع، وفي الطرق، ومخبأة في أشكال مختلفة مثل الأحجار، أو الأشجار. كانت هناك حالات إصابات… بسبب الألغام، بعضهم في عيونهم، أو أجسادهم أو أرجلهم”.
فقد “فؤاد” (15 عاما) ساقه من أسفل الركبة عند محاولته العودة إلى قريته بني جمال، في التحيتا التي فرّ منها قبل شهر بسبب اشتباكات في المنطقة. توفي شقيقه البالغ من العمر 13 عاما في نفس الحادث. كان الصبيان يسافران مع 9 نساء و4 أطفال من أقاربهما في حافلة صغيرة على طريق ترابي بين النخيل والتحيتا عندما انفجر لغم في مقدمة السيارة، ما أدى إلى قلبها. توفي السائق وشقيق فؤاد، بينما أصيب فؤاد الذي كان جالسا بجوارهما بجروح خطيرة.
قال شقيق فؤاد، وعمره 25 عاما، إن منطقة الفلاح التي انفجر فيها اللغم، كانت الطريق الرئيسي إلى التحيتا، وتقع بين الحوثيين والقوات الحكومية. كان الحوثيون قد انسحبوا من التحيتا إلى الأراضي الزراعية المحيطة، بينما حاصرت القوات الحكومية المنطقة. قال إنه بعد سيطرة القوات الحكومية على المنطقة، أزال الفريق العسكري لنزع الألغام المتفجرات من المناطق المأهولة بالسكان، ولكن ليس من الضواحي أو الأراضي الزراعية. قال إنه لم يتم تحديد مكان الألغام أو نشر أي علامات تحذر من وجودها.
قال “عبد الله” (12 عاما) من قرية الزهيري الصغيرة في المخاء إنه أصيب عندما انفجر لغم أرضي قرب منزله. كان قد عاد إلى الزهيري مع جدّيه من الحديدة قبل 3 أشهر بعد سيطرة القوات الحكومية على المنطقة من الحوثيين. في أحد الأيام كان يسير إلى المنزل عائدا من الصيد مع عمه وابن عمه البالغ من العمر 13 عاما، عندما داس عمه على لغم في فناء منزل الجيران، على بعد حوالي 10 أمتار من منزله: “وقع انفجار كبير… رماني في الهواء ثم على شجرة. فقدت الوعي وعلقت في الشجرة لساعة تقريبا. نُقل [ابن عمي] على الفور في سيارة إسعاف حوالي الساعة 1 بعد الظهر، لكن لم أنقَل حتى الساعة 3 مساء، لأنهم لم يروني في الشجرة. استيقظت وبدأت في البكاء وسمعني أحدهم وأخرجني من الشجرة وأخذوني إلى العيادة”.
توفي عمه وأصيب ابن عمه بجروح. فقد عبد الله الرؤية في عينه اليسرى، وأصيب بحروق في كامل ذراعه اليسرى والجانب الأيسر من وجهه وفق روايته لـ”هيومن رايتس ووتش”.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها