فشل المبادرة التموينية بحضرموت في أول أيام تدشينها
شكّلت مبادرة السلطة المحلية بمحافظة حضرموت والتي أطلقها المحافظ، اللواء فرج سالمين البحسني، في بداية أكتوبر الماضي، بارقة أمل لمواطني المحافظة والذين عانوا الأمرين جراء الارتفاع المهول لأسعار المواد الغذائية الأساسية.
توجيهات صارمة
دُشنت المبادرة في الثاني والعشرين من نوفمبر، قبل يومين من الموعد المقرر تدشينها حسب مكتب المحافظة. ووفق توجيه المحافظ لمراكز البيع ستكون تسعيرة كيس الأرز 10كيلو 6450 والسكر 10كيلو 3000 زيت الطبخ 4 لتر 1800 ليكون إجمالي مبلغ السلة 11250 ريال يمني. وحذر البحسني، التجار من أي تلاعب في أسعار المواد المدعومة، مؤكداً أن «السلطة لن تتسامح مع من يتم اكتشافه يقوم بأي تلاعب بتلك المواد».
إفشال في أول أيام المبادرة
ما إن أعلنت السلطة قرب تدشين مبادرتها التموينية، سارعت شركات استيراد المواد الغذائية الى الإعلان عن تخفيضات كبيرة في أسعار المواد، معللة ذلك بارتفاع صرف الريال اليمني أمام العملات الأجنبية. وفي هذا يقول تاجر التجزئة، محمد بافطيم، في حديثه لـ«العربي»، إن «أسعار السلة التموينية المدعومة من مبادرة السلطة، تعتبر مناسبة جداً للمواطن، فكيس الأرز 10 كليو يباع بالمحلات بـ8650 بينما السكر بـ4200 والزيت 3000ريال». وأضاف قمصي أن «تجار المواد الغذائية يحاولون ضرب مبادرة المحافظ بكل ما يستطيعون من أساليب، فقد أصدر عدد من المستوردين نشرات توضح الأسعار الجديدة للمواد الغذائية، وفيها الأرز 10كيلو 7000 ريال والسكر 10كيلو 3250 ريال والزيتحجم 4لتر 2000 ريال، وهناك أخبار عن موجة تخفيضات قادمة سيعلنها التجار، ويقولون ان هذه التخفيضات بسبب إرتفاع صرف الريال اليمني أمام العملات الأجنبية».
يؤيد المواطن صالح جود، في حديثه لـ«العربي»، نظرية محاربة التجار لمبادرة السلطة المحلية معتبراً أن «التخفيضات التي أعلنها التجار لن تستمر في حالة نفاذ الكميات المدعومة، ولو ارتفع سعر الصرف أمام العملات الأجنبية ولم تكن السلطة وفّرت مواد غذائية مدعومة لما قامت شركات الاستيراد بتخفيض الأسعار بهذه الطريقة، إذ أن جشع التجار لا حدود له».
سابقة هي الأولى من نوعها
ويرى مراقبون أن المبادرة التي أطلقها المحافظ البحسني، تعد بادرة طيبة وجادة حتى وإن فشلت نتيجة ظروف مفاجئة. «وفي كلا الأمرين، خير للمواطن»، كما يقول الناشط الصحفي جاسم السكوتي، في حديثه لـ«العربي»، مشيراً الى أن «المبادرة التي أطلقها محافظ حضرموت قوبلت بفرح وترحيب كبيرين من جميع ابناء حضرموت، بغض النظر عن ارتفاع قيمة العملة المحلية التي ساهمت في انخفاض أسعار المواد الغذائية لكن يحسب للمحافظ البحسني أنه أول من أطلق هذه ألمبادرة التاريخية على مستوى الوطن من أجل مساعدة المواطنين في ظل هذه الظروف المعيشية».
خطوات متقدمة
ويتابع السكوتي: «لم يكتفِ المحافظ بهذه الخطوة بل أتبعها بمبادرات وخطوات أخرى تمثلت بإعفاء المواطنين، من تسديد فواتير الماء والكهرباء، بالإضافة إلى تخفيض المشتقات النفطية، وغيرها، الى ما يقارب النصف من أسعارها على أن تتحمل السلطة تكاليف النقل». ويضيف السكوتي «للعربي»، انه «حري بنا نحن أبناء حضرموت أن نقف صفاً واحداً خلف قيادتنا السياسية والعسكرية ممثلة بالقائد فرج سالمين البحسني وأن نعمل معه على بناء المستقبل المشرق لحضرموت الخير والعطاء ضمن أي نظام حكم قادم وفق التوجهات السياسية للدولة».
وقد أعلنت السلطة المحلية في بداية شهر أكتوبر الماضي مبادراتها التموينية بقيمة 5000000$ للتخفيف عن مواطني المحافظة، بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية نتيجة انهيار صرف الريال اليمني أمام العملات الأجنبية.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها