الانتقالي الجنوبي يهاجم السعودية من بوابة الشرعية باليمن
شكلت الاحتجاجات والمظاهرات بمحافظتي لحج والضالع -معقل ما يُسمى بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي" المدعوم من الإمارات جنوبي اليمن، تصعيدا خطيرا للخطاب العدائي ضد السعودية، وذلك في ضوء الشعارات المعارضة التي رددها المحتجون، والتي طالت التحالف السعودي الإماراتي وملك السعودية سلمان بن عبد العزيز.
وشهدت الضالع -وهي المحافظة التي ينتمي لها رئيس المجلس الانتقالي اللواء عيدروس الزبيدي- أمس خروج العشرات من أنصار المجلس في مظاهرات غاضبة على الحكومة الشرعية والتحالف، كما شهدت منطقة ردفان بمحافظة لحج مظاهرات مماثلة.
وأظهرت بعض الفيديوهات التي بثت في مواقع التواصل الاجتماعي متظاهرين يرددون هتاف "لا تحالف بعد اليوم"، وأخرى "برع برع (اخرج اخرج) يا سلمان يا عميل الأمريكان"، على غرار "برع برع يا استعمار" الذي أطلق ضد الاحتلال البريطاني عندما كان مسيطرا على جنوب اليمن لأكثر من 140 عاما.
وهذه هي المرة الأولى التي يرفع فيها موالون للإمارات شعارات ضد المملكة والملك سلمان، رغم أن المظاهرة خرجت للتعبير عن الاحتجاج على تردي الأوضاع الاقتصادية في البلاد، وجاءت في سياق مظاهرات شعبية شهدتها عدة محافظات ومناطق خاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية.
أسباب التصعيد
ومنذ الأحد الماضي، اتسعت دائرة الاحتجاجات في محافظات لحج والضالع وعدن (جنوب) وتعز (غرب)، ضد الحكومة اليمنية والبنك المركزي اليمني والتحالف بقيادة السعودية، للتنديد بارتفاع الأسعار وللمطالبة بوقف تدهور العملة المحلية بعد انهيار الريال إلى مستويات قياسية، إذ بلغ سعر الدولار 640 ريالا.
ويقول الكاتب الصحفي عبد الرقيب الهدياني -وهو من أبناء الضالع- إن الاحتجاجات التي تصاعدت في اليومين الماضيين بالمحافظات الجنوبية كان بعضها عفويا، وبعضها تمت تغذيته من قبل المجلس الانتقالي الذي أصدر قبل أيام بيانا يؤيد هذا السخط الشعبي.
وقال الهدياني في حديث للجزيرة نت إن تصعيد المجلس الانتقالي ضد الشرعية والسعودية عن طريق احتجاجات الضالع ولحج سببه الخسارات المتلاحقة التي مني بها مؤخرا في لقاءاته بمبعوث الأمم المتحدة لليمن مارتن غريفيث، وعدم مشاركة المجلس في مشاورات السلام بجنيف نتيجة رفض الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي مشاركة وفد المجلس فيها.
وأضاف الكاتب اليمني أن "المجلس الانتقالي هو أداة الإمارات التي ترى أن نفوذ السعودية أصبح يترسخ على الأرض في الجنوب كما في سقطرى والمهرة وحضرموت، بينما ينحسر نفوذ الإمارات في ظل حالة من السخط تهدد وجودها في اليمن ومطامعها في الجنوب، وبالتالي هي تعبر اليوم عن هذا الضيق وتبعث برسائل للمملكة من خلال الانتقالي".
معاناة مفتعلة
ويفسر مراقبون تحرك أنصار المجلس الانتقالي وجماهيره ضد السعودية بهذا الوضوح والقوة، بكونها الطرف الذي يملك القرار الحقيقي والمؤثر على الرئيس اليمني الذي يخوض صراعا مع الإمارات وحلفائها من أجل السيطرة وبسط النفوذ في جنوب البلاد.
ويرى رئيس تجمع القوى المدنية الجنوبية عبد الكريم السعدي أن ما يحدث في الجنوب بشكل عام "ردة فعل شعبية نتيجة لمعاناة مفتعلة من قبل الإمارات"، ويوضح أن أبو ظبي "تعمل وبشكل مستمر على تعطيل الحياة في عدن خاصة والجنوب عامة، منذ أن نشأت بوادر خلافاتها مع الشرعية ممثلة بالرئيس هادي".
وقال السعدي في حديث للجزيرة نت إن الحالة التي وصل إليها الجنوب اليمني اليوم من معاناة لم تكن لتحصل لولا أن الإمارات وجدت لها أدوات طيعة على الأرض الجنوبية تنفذ كل مطالبها بالتزام شديد ودون اعتراض، تحت تأثير وعد الإمارات بتسليم الجنوب يوما ما لتلك الأدوات، وهو وعد لا ضمانات له.
وأضاف المتحدث نفسه "من المؤكد أن الخروج الشعبي الذي أراه مبررا تعرض لعملية اختطاف من قبل مليشيات الإمارات، وتم توجيهه إلى الفوضى وتعطيل الحياة في عدن، ولدينا معلومات تؤكد ممارسة أساليب غير إنسانية وتهديدات بالقتل والحرق للمحلات التجارية وملاكها بغرض إرغامهم على إغلاق المحلات وفرض العصيان المدني".
المصدر : الجزيرة
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها