اغتيالات عدن... إدارة الأمن خارج التغطية
إلى اليوم، لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن عمليات الاغتيال التي طالت الأئمة وخطباء المساجد في مدينة عدن، والتي تتكرر بالأسلوب نفسه منذ ثلاثة أعوام.
وبعكس الجرائم الأخرى، لم يبتكر منفذو هذه العمليات أساليب جديدة لتعقيد المهمة على أجهزة الأمن، فمنذ العام 2016 قتل نحو 37 من أئمة وخطباء المساجد، أثناء خروجهم من مساجدهم أو ذهابهم إليها، برصاص «مجهولين» يستقلون سيارات من نوع «هيلوكس» أو درجات نارية، ويستخدمون أسلحة رشاشة وليس مسدسات كاتمة للصوت، كتلك التي تستخدمها فرق الاغتيالات التابعة لتنظيمي «القاعدة» و«الدولة».
وعلى ما يبدو، لا يشعر المنفذون بقلق يدفعهم إلى تطوير أسلوب الجريمة، التي ظلت خارج سياق تحسن وتردي الوضع الأمني في المدينة طوال الأعوام الثلاثة الماضية.
«القاعدة» و«الدولة»
وبالنظر إلى المستهدفين من عمليات الاغتيال، لا يبدو أن لتنظيمي «القاعدة» و«الدولة» علاقة بها، وهو أمر لا يحتاج إلى تأكيد، لأن التنظيمين يعلنان مسؤوليتهما عن العمليات التي يقفان خلفها، بحسب متابعين.
ويضيف المتابعون، في حديث إلى «العربي»، أن التنظيمين حددا أهدافهما بوضوح، ونفذا العمليات بناءً على هذا التحديد، في مدينة عدن وخارجها.
فلم يكتف تنظيم «الدولة» بإصدار بيانات تبنٍ للعمليات التي نفذها في عدن ضد منتسبين إلى الأجهزة الأمنية والعسكرية طوال الأشهر الماضية، بل حرص على توثيقها بالصور، من بداية إطلاق النار وحتى سقوط الضحية على الأرض. وفي هذا الإطار يشير المتابعون إلى أن عمليات التنظيمين تراجعت بشكل كبير في المدينة خلال الأشهر الماضية.
أمن عدن
وعلى الرغم من أن أمن عدن يتحدث، بشكل مستمر، عن إنجازات أمنية كبيرة في مجال مكافحة الإرهاب، والجرائم ذات الطابع الجنائي، إلا أنه لم يتحدث عن أي إنجاز في قضية الاغتيالات الممنهجة للأئمة والخطباء المحسوبين على حزب «التجمع اليمني للإصلاح» وعلى تيارات سلفية، على الرغم من أنها تتكرر بنفس الأسلوب منذ العام 2016.
إلى جانب ذلك، لم تجرِ الأجهزة الأمنية تحقيقات جادة في هذه العمليات، بل تركت الباب مفتوحاً للتحليلات المتناقضة، وتوجيه التهم لأكثر من طرف.
ومع أن صفحة «أمن عدن» على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، تنشر باستمرار إنجازات الأجهزة الأمنية وتعليقات المسؤولين الأمنيين على كثير من الأحداث والحوادث في المدينة، إلا أن عمليات الاغتيال هذه مرتْ من دون أي تعليق أو توضيح على الرغم من اهتمام الرأي العام بها، كما وأن استمرار تجاهلها يقدم هذه الأجهزة كمتواطئة وليس كعاجزة.
أبو ظبي
في السياق، تقول مصادر أمنية مطلعة، إن أمن عدن «قد لا يكون عاجزاً أو متواطئاً مع عصابات جرائم الاغتيال لأئمة وخطباء المساجد، لكنه ممنوع من القيام بمسؤوليته في هذا الجانب».
وترجِّح المصادر، في حديث إلى «العربي»، وقوف «فرق اغتيالات خاصة» تحظى بحماية على مستوى عالٍ، وراء هذه العمليات.
وتعيد المصادر التذكير بحادثة اغتيال الشيخ السلفي عبد الرحمن مرعي، وكيف سارعت الإمارات إلى نقل الجناة إلى أبو ظبي، بعد أن ألقى مواطنون القبض عليهم، إثر انقلاب سيارتهم، وتسليمهم لأمن عدن، للتأكيد على أن كل ما يتعلق بهذا الملف يُراد له أن يقتصر على دائرة ضيقة، حتى يبقى حديث الناس ووسائل الإعلام عن أن وقوف الإمارات خلف هذه العمليات مجرد تهمة لا تستند إلى أي دليل حسي، على حد تعبير المصادر.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها