الأمن في عدن: رهن أجندة «التحالف» وتبعية «الشرعية»
أثارت سلوكيات المسلحين من أبناء يافع، الذين قاموا بقطع خط الجسر وجولة كالتكس، موجة غضب كبيرة لدى سكان مدينة عدن، الذين اعتبر بعضهم أن ما قامت به تلك العناصر «أعمال خارجة عن النظام والقانون»، مؤكدين أنه نجم عنها «ازدحام خانق في حركة المرور، ضاعف من معاناة المواطنين، وأحدث حالة من الفوضى في شوارع المدينة».
وقال موظفون يمرون من خط الجسر، الذي يربط معظم مديريات عدن ببعضها، إن «تصرفات المسلحين أعاقت عملهم وتحركاتهم وتنقلاتهم من أجل مزاولة أعمالهم المنوطة بهم».
استمرار مسلسل الموت
وتشهد مدينة عدن، انفلاتاً أمنياً، بالتزامن مع وجود الرئيس عبدربه منصور هادي، وبعض من وزراء الحكومة في المدينة، دخل مرحلة خطيرة باستمرار الاغتيالات التي طالت قيادات أمنية وجنود وأئمة مساجد وعلماء دين.
وقال المحلل السياسي سامح جواس، في حديث لـ«العربي»، إن «الانفلات الأمني بعدن ليس صدفة أو وليد اللحظة، بل هو مخطط ممنهج، وتقف خلفه قوى ظلامية لا تريد لعدن الاستقرار والأمن والأمان والنماء والبناء».
وأضاف «لا أستبعد أن هذه الخلايا الإرهابية التي نشطت مؤخراً تقف خلفها مليشيات الإرهاب كونها المستفيد الأول من هذا الانفلات الأمني والاغتيالات».
ويرى جواس في حديثه أن «الحكومة تستطيع أن توقف مسلسل الاغتيالات والانفلات الأمني وضبط الأمن خاصة بعد التفاهمات الأخيرة لها مع قيادة التحالف، وإنشاء غرفة عمليات مشتركة للأجهزة الأمنية خاضعة لوزارة الداخلية»، معتبراً أن ذلك قد يتم سريعاً من خلال «توحيد العمل الأمني والرفع من مستواه وفاعليته، وكذلك بمساعدة الشرفاء من أبناء الوطن».
تواطؤ إمارتي
الناشط السياسي أدهم فهد، يقول في حديث إلى «العربي»، إن «ما تشهده عدن والمحافظات الجنوبية من انفلات أمني، إنما هو نتيجة طبيعية للانقسام الحاصل في المؤسسة الأمنية، قبل أن يكون عائداً إلى الأشخاص الموكلة إليهم مهام قيادة تلك الأجهزة»، ويرى أن «مدير أمن عدن على سبيل المثال ليس لديه ما يؤهله ليكون مدير قسم شرطة».
وأضاف أنه «عند الحديث عن مسلسل الاغتيالات والانفلات الأمني بعدن، تبرز لنا جملة من المعضلات أبرزها التدخلات الإماراتية، ودعمها لتشكيلات أمنية وعسكرية تتبعها بعيداً عن وزارة الداخلية».
وهو ما أكده الناشط الحقوقي سيف أحمد، بقوله «إذا لم يتم توحيد الأجهزة الأمنية، ويكون لوزارة الداخلية الصلاحيات كلها دون تدخل من التحالف، وبالأصح دولة الإمارات، ذات النفوذ الأكبر بعدن، ستبقى الاغتيالات مستمرة والانفلات سيد الموقف».
وأضاف «يمكننا القول إن ما تشهده عدن يجري برضا تام من الإمارات ومنظومة التحالف على وجه العموم فمنذ أن تحررت المدينة قبل 3 أعوام وهي تعيش في فوضى منظمة والهدف على ما يبدو التضييق على الحكومة، وإظهارها بمظهر العاجز فضلا عن استغلال هذا الوضع لتصفية الخصوم».
وحول الأطراف المستفيدة من مسلسل الاغتيالات والانفلات الأمني، يقول سيف إنه «في المقام الأول تأتي دولة الإمارات التي تسعى إلى عرقلة جهود الحكومة، ومحاولة خلق كيان مواز بديلاً عنها، وما يجري في الحديدة من دعم لطارق عفاش، ليس ببعيد، فمن غير المعقول أن تعجز دول بحجم الإمارات و السعودية وما يملكونه من إمكانات، تأمين بعض مديريات في مدينة هي الأصغر على مستوى المحافظات اليمنية».
ويرى سيف أن «الحكومة الشرعية، لا تستطيع أن توقف مسلسل الاغتيالات والانفلات الأمني». الأمر الذب يؤكده صحافيون وناشطون وحقوقيون نظراً إلى «حالة الاستلاب التي تعيشها الحكومة والارتهان لأجندات التحالف التي تسعى من وراء ذلك إلى السيطرة على ثروات البلد وموانئه وحقوله النفطية الغنية».
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها