الاغتيالات في عدن .. شبح يطارد أئمة المساجد (تقرير)
باتت حوادث الاغتيال التي يسودها غموض حول الجهة المنّفذة لها، عنواناً متكرراً في مدينة عدن، مع تصاعد وتيرتها في الفترة الأخيرة، وسط انفلات أمني متصاعد في المحافظات الجنوبية بشكل عام.
وقد توسعت بشكل لافت دائرة عمليات الاغتيال تلك، بعد أن كانت تستهدف رجال المؤسسة الأمنية والعسكرية، وأفراد «المقاومة الشعبية»، لتطال العلماء والشيوخ والمصلحين، والذين ينتمون إلى التيار السلفي المعتدل، أو إلى حزب «التجمع اليمني للإصلاح»، آخرها محاولة اغتيال إمام وخطيب مسجد ساحة الشهداء في مديرية المنصورة، ياسر العزي، وحتى اللحظة، لا يوجد أي تصريح من قِبل الأجهزة الأمنية في المحافظة، يوضح من يقف وراء تلك الجرائم، التي خلقت حالة من الأرق والقلق لسكان المدينة.
- خلل أمني
وكشفت عمليات الاغتيالات المتكررة، التي لا يزال يكتنفها الغموض، عن مدى التشظي الذي يشوب التشكيلات العسكرية والأجهزة الأمنية في عدن، والتي تعاني هي الأخرى اضطراباً ناتجاً عن انقسام الولاءات بين قوى تابعة لـ«الشرعية»، وأخرى تابعة لـ«المجلس الانتقالي الجنوبي».
ويرى مراقبون، أن اتهام جهة بعينها بالوقوف وراء تلك الاغتيالات، نوع من المكايدة السياسية، وأن تعدد اللاعبين في الساحة المحلية، وكثرة الراغبين في خلط الأوراق، لا يساعد على تحديد هوية من يقفون خلف تلك الاغتيالات، التي تستهدف الحلقة الأسهل والأضعف في المجتمع اليمني.
ويقول البعض الآخر، إن مشايخ الدين مدنيون غير محصنين أو محميين أمنياً، ومن السهل تصفيتهم، لا سيما في ظل عدم الاستقرار الكلي للأمن في المدينة الخارجة من حالة حرب.
- مغادرة عدن
وأمام تزايد عمليات الاغتيال تلك، ناشد وزير الأوقاف والإرشاد، القاضي أحمد عطية، وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية، التحرك السريع لإنقاذ علماء ودعاة عدن.
وقال عطية في صفحته بموقع «فيس بوك»: «كل يوم نصحو على جريمة اغتيال لإمام أو خطيب أو داعية، نناشد وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية بالتحرك السريع لإنقاذ ما تبقى من الخطباء والعلماء»، معتبراً ذلك جريمة بحق الدين والوطن والإنسانية.
كما أكدت مصادر مطلعة في مكتب الأوقاف في محافظة عدن، أن مساجد المدينة، باتت تفتقر إلى خطباء وأئمة بعد مغادرة أكثر من 123 إمام وخطيب مسجد، خلال الأشهر الماضية، في محافظة عدن، نتيجة تزايد أعمال الاغتيالات التي طالت أئمة المساجد فيها.
- إحصائيات:
وتشير إحصائيات، إلى تنفيذ 20 عملية اغتيال في مدينة عدن، قتل فيها 16 شيخاً وخطيباً وداع، ونجا منهم ثلاثة، وسُجّلت حالة اختطاف، من مطلع العام 2016 وحتى مطلع العام 2018، ويبعث هذا التسارع في العمليات، المخاوف من أن يكون هذا العام أكثر دموية من سابقيه.
وفيما يلي، رصد لعمليات اغتيال الأئمة من مطلع العام 2016 وحتى مطلع العام 2018:
- 4 يناير 2016م | اغتيال الشيخ علي عثمان الجيلاني، إمام وخطيب مسجد القادرية.
- 31 يناير 2016م | اغتيال الشيخ سمحان الراوي، إمام وخطيب مسجد ابن القيم.
- 28 فبراير2016م | اغتيال الشيخ عبد الرحمن العدني.
- 29 ابريل 2016م | اغتيال الشيخ مروان أبو شوقي.
- 5 يوليو 2016م | اغتيال الشيخ عابد مجمل، خطيب مسجد الفاروق.
- 21 يوليو 2016م | اغتيال الشيخ فائز الضبياني.
- 23 يوليو2016م | اغتيال الشيخ عبدالرحمن الزهري، إمام وخطيب مسجد الرحمن.
- 15 أغسطس 2016م | اغتيال الشيخ صالح حليس، إمام وخطيب مسجد الرضا.
- 10 أكتوبر 2017م | اغتيال الشيخ ياسين الحوشبي، إمام وخطيب مسجد زايد.
- 18 أكتوبر 2017م | اغتيال الشيخ فهد اليونسي، إمام وخطيب مسجد الصحابة.
- 28 أكتوبر 2017م | اغتيال الشيخ عادل الشهري، إمام وخطيب مسجد سعد بن أبي وقاص.
- 5 ديسمبر 2017م | اغتيال الشيخ عبد الرحمن العمراني، إمام وخطيب مسجد الصحابة.
- 12 ديسمبر 2017م | اغتيال الشيخ فائز فؤاد، إمام وخطيب مسجد عبدالرحمن بن عوف.
- 5 يناير 2018م | نجاة الشيخ صلاح الشيباني، إمام وخطيب مسجد الفرقان.
- 18 يناير 2018م | اغتيال الشيخ أيمن بايمين، أحد أئمة جامع العادل.
- 24 يناير 2018م | اغتيال الشيخ عارف الصبيحي، إمام وخطيب مسجد الرحمة.
- 13 فبراير 2018م | اغتيال الشيخ شوقي كمادي، إمام وخطيب مسجد الثوار.
- 14 فبراير 2018م | نجاة الشيخ جلال المارمي، إمام وخطيب مسجد آل البيت.
- 28 مارس 2018م | نجاة الشيخ ياسر العزي، إمام وخطيب مسجد ساحة الشهداء.
- 28 مارس 2018م | اختطاف الشيخ نضال باحويرث، إمام وخطيب مسجد الذهيبي.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها