الكَلَب ينتشر في اليمن
تنتشر الكلاب الشاردة في شوارع وأحياء صنعاء وعدد من المدن اليمنية بصورة متزايدة وخطيرة، ما أدى إلى تعرض عدد من المواطنين لهجمات شرسة منها في أحياء سكنية، في الوقت الذي لا تتوفر فيه الأمصال الخاصة بعلاج داء الكَلب في كلّ من المستشفيات الحكومية والخاصة. ويسجل أنّ السلطات تلجأ إلى تسميم الكلاب الشاردة، ما يطرح علامات استفهام على هذا الإجراء أيضاً.
السكان في صنعاء باتوا يخشون الخروج ليلاً بعدما تزايدت حالات الإصابة، ما يثير الرعب من احتمال انتشار المرض إلى جانب أمراض أخرى. من هؤلاء الطفل عبد الله لطف (11 عاماً)، الذي أصيب بعضة كلب بالقرب من المدينة السياحية في منطقة سعوان بصنعاء. تقول أم عبد الله إنّ طفلها خرج من المنزل كالعادة بعد المغرب لشراء الخبز من الحانوت المجاور للمنزل: "أثناء ذلك هاجمه كلب شارد وعضه في رجله قبل أن يهرب باتجاه المنزل وينقل إلى المستشفى".
تضيف أم عبد الله لـ"العربي الجديد": "شعرت بالخوف كثيراً على ابني، خصوصاً بعد سماعنا أخباراً أخيراً عن وفاة طفل نتيجة عضة كلب، وإهمال أسرته علاجه، فأخذته إلى المستشفى الحكومي مباشرة، لكنّ الدواء الخاص بالكلب لم يكن متوفراً لديهم". وتشير إلى أنّها عانت كثيراً في عملية البحث عن علاج في الصيدليات الخاصة بعدما قرر الطبيب إعطاء ابنها أربع جرعات من الدواء حتى لا تسوء حالته. توضح أنّ ثمن العلاج كان باهظاً وهو ما صعّب عملية الحصول عليه، إذ وصل سعر الجرعة إلى 24 ألف ريال يمني (52 دولاراً أميركياً).
عبد الله ليس آخر ضحايا اعتداءات الكلاب الشاردة التي تخلّف وراءها أضراراً نفسية وصحية، فأحمد ناصر، أحد سكان شارع النصر بصنعاء، تعرض هو الآخر لهجوم مماثل أثناء عودته إلى المنزل ليلاً، وكانت من نتائجه الإصابة بعضة نقل إثرها إلى المستشفى. يقول لـ"العربي الجديد": "ينتشر في منطقتنا كثير من الكلاب الشاردة التي باتت تشكل خطراً على الكبار والصغار على حدّ سواء. سبق أن تعرض ثلاثة أطفال في الحي لهجوم من الكلاب الشاردة، وأحدهم ما زال يعاني من تشوه في الوجه ويتلقى العلاج". يناشد الجهات المعنية المبادرة إلى "حملة للتعامل مع الكلاب الشاردة بعدما أصبح الخروج من المنزل أو العودة إليه ليلاً مغامرة محفوفة بالمخاطر"، بحسب قوله.
تتصدر محافظة ذمار (100 كلم جنوب صنعاء)، قائمة المحافظات اليمنية الأكثر ضماً لكلاب شاردة والمرض الذي تتسبب به. شنت السلطات المحلية حملة لمكافحة الكلاب الضالة المنتشرة في أحياء المدينة، لما تشكله من مخاطر على الأطفال والمواطنين بعد تزايد حالات الإصابة بداء الكلب في الآونة الأخيرة.
يقول الناشط في المجال الإنساني، مبروك القبيسي، إنّ السلطة المحلية "تنفذ حملة للقضاء على الكلاب الشاردة التي تنتشر بشكل كبير ومخيف في المدينة وتسببت في إصابة المئات من الأطفال والمواطنين بشكل عام".
يؤكد أنّ السمّ الخاص بالقضاء على الكلاب وصل أخيراً بعد معاناة كبيرة وصعوبة في استيراده من الخارج. يضيف لـ"العربي الجديد": "حصلنا على ثلاثة كيلوغرامات من السمّ، وهو عبارة عن بودرة توضع في الطعام الذي يوزع على الكلاب في الشوارع والحارات".
يشير إلى أنّ الحملة قضت حتى الآن على أكثر من 550 كلباً. يؤكد القبيسي أنّ عدد الوفيات بداء الكلب في ذمار خلال عام 2017 بلغ 15 حالة، فيما بلغ عدد الإصابات 2024 حالة. وهو فارق كبير عن وفيات عام 2006 بالكَلَب التي بلغت ست حالات.
بدوره، يؤكد الدكتور عبد الرحمن الصبري، الطبيب في مستشفى الكويت بصنعاء، أنّ داء الكلب باعتباره التهاباً فيروسياً دماغياً حاداً يشكل خطورة كبيرة على الأهالي، لأنّ معدل الوفاة فيه مرتفع إلى أقصى حدّ إذا لم تتخذ الإجراءات الطبية في الوقت المناسب. يقول الصبري لـ"العربي الجديد"، إنّ الأعراض الأولى لداء الكلب تتشابه مع أعراض الأنفلونزا، وتشمل الحمى والصداع والتعب العام، وإذا لم تؤخذ الأمصال فإنّ المرض يتطور ويؤدي إلى موت محقق.
وكان تقرير صدر عن البرنامج الوطني لمكافحة داء الكلب بوزارة الصحة العامة والسكان قد أكد تسجيل 14.522 حالة عض لكلاب، في عشر محافظات يمنية، منها 38 حالة أدت إلى الوفاة حتى نهاية العام 2016.
وبحسب إحصائيات صدرت أخيراً عن مركز مكافحة داء الكلب في المستشفى الجمهوري بصنعاء، فإنّ 45 حالة جديدة تأتي إلى المركز كلّ يوم من مناطق مختلفة. وجرى رصد 17 حالة وفاة بالداء في المستشفى منذ مطلع العام الجاري.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها