وزير مقرب من «هادي» يقول إن التحالف عرقل عمل الحكومة وليس جاداً في إعادة الإعمار
أورد وزير الدولة في الحكومة اليمنية المستقيل أمس الثلاثاء، صلاح الصيادي، عدداً من الأسباب التي دفعته إلى الاستقالة أهمها، عدم تمكين الرئيس عبدربه منصور هادي من العودة إلى اليمن.
ويقيم الرئيس هادي في الرياض، مع طاقمه الرئاسي منذ ابريل 2015.
وقال في الاستقالة التي نشرها على صفحته بموقع «فيسبوك»، إن الحكومة اليمنية عُرقلت في عملها بإعادة تطبيع الحياة في المناطق المحررة، كما أُوقف الدعم عنها نهائياً منذ أكثر من عام.
وأشار إلى «انحراف بوصلة أهداف وغايات عاصفة الحزم وإعادة الأمل من قبل بعض أطراف التحالف العربي لدعم (إعادة) الشرعية إلى اليمن وأصبحت اليمن مهددة بالتشرذم الى كنتونات تتحكم بها مليشيات مسلحة مدعومة بكل ما يلزم مادياً وعسكرياً في مقابل تقليص وأحياناً منع الدعم عن المؤسسات الأمنية والعسكرية التي تتبع مؤسسة الدولة الشرعية».
وأضاف إن تأخير الحسم والتحرير، ضد الحوثيين جعل اليمنيين يتعرضون إلى ويلات ومآسي لا حصر لها اجتماعية وسياسية واقتصادية ومعيشية وصحية وتعليمية وإنسانية.
وقال الوزير المقرّب من هادي إن التحالف ليس جاداً في إعادة إعمار اليمن، كما هو مقصر تجاه اليمن، «وكان يفترض أن تقوم دول التحالف بكل ما يلزم من توفير الخدمات والمرتبات ومتطلبات الحياة الأساسية للشعب اليمني مادامت قررت أن تكون تلك الوصاية تحت ولاية دول التحالف العربي لدعم و(إعادة) الشرعية (إلى) اليمن وليس إلى غيرها».
وأضاف بأن القرار السياسي الوطني والسيادي مسلوب من اليمن، بينما العلاقة بين الدولة الشرعية اليمنية والتحالف العربي باتت علاقة غير متكافئة وغير طبيعية وانتقلت من الشراكة إلى التبعية التامة.
نص البيان:
بيان استقالة من حكومة الجمهورية اليمنية
أعلن استقالتي من منصب وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء في الحكومة اليمنية برئاسة الدكتور احمد عبيد بن دغر للأسباب المذكورة أدناه، وأريد أن أوضح قبل ذكر الأسباب أن الاستقالة جاءت لإعلاء مصلحة وطني وشعبي دون سواها من مصالح أخرى بعد صبر عظيم لعل وعسى أن يتم اعادة الأمور إلى نصابها الصحيح إلا أنه ( طفح الكيل ) والله المستعان ، وأعتذر بشدة من الجميع عن أية خطاء لم تكن متعمدة أثناء أداء عملي بالحكومة وأعتذر من كل أولئك الناس والأصدقاء الذين كانوا يأملون بي خيراً فخذلتهم أولم أستطع أن أخدمهم أو قصرت معهم .
هذه الاستقالة لا تعني التخلي عن قيم وأهداف ومبادئ شرعيتنا الدستورية والوطنية بقيادة المناضل الوطني الجسور فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي الذي سنظل نعمل تحت قيادته كمواطن وسياسي مثل ما عملنا بكل فخر تحت قيادته الفذة وثقته التي نعتز بها كثيراً كوزير للدولة أوفي مواقع أخرى وسأظل جندياً في محراب الشرعية حتى استعادة وطننا المكلوم من المليشيات الحوثية الإيرانية الانقلابية وإعادة الاعتبار لوطننا وكرامة شعبنا الصابر والصامد في وجه تلك المليشيات وآثار الحرب التي أشعلتها على كل اليمنيين بمغامرات صبيانية دفع الجميع ثمنها دون استثناء ، كما لا تعني الاستقالة التنكر لما قدمته دول التحالف العربي لدعم الشرعية من تضحيات كبيرة وعظيمة بالدماء والأرواح والأموال لنصرة أشقائهم في اليمن عندما تعثرنا ووقعنا تحت طائلة مؤامرة الأطماع الإيرانية في اليمن فلا ينكر ذلك إلا جاحد ونحن ليس ممن يجحد أشقائه واخوانه الذين ما قصروا ولبوا نداء العروبة والشهامة لنجدة إخوانهم في اليمن ، فمعركتنا واحدة عربية الهوية وواحدية الأهداف والمبادئ المشتركة ولا خلاف حول ذلك ،
كما أن استقالة مسؤول أو وزير لا تعني تفككاً أو ضعفاً للشرعية بل هي للتعبير بصوت عال عن الدعوة لتصحيح الاعوجاج والأخطاء التي رافقت عملنا خلال الفترة الماضية والعودة الى جادة الصواب والحق والمنطق لتحقيق أهدافنا وآمالنا المشتركة التي خرجنا من أول يوم لأجلها في معركة مصيرية واستراتيجية، اليمن والخليج والعروبة والإسلام.
لن أطيل عليكم وسأضع (أهم) أسباب استقالتي حتى تكون مرآة لإخواننا وأشقائنا وقادتنا بالشرعية عما يجيش في صدور وعقول اليمنين سواء صرحوا بذلك أو صمتوا لأسباب تعنيهم وما يلي هو غيض من فيض:
١-عدم تمكين فخامة رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي من العودة الى أي جزء من المناطق المحررة أو العاصمة المؤقتة عــدن مما تسبب في إضعاف حضور مؤسسات الشرعية وتقويض دورها لحساب جماعات وتشكيلات مليشاوية خارج إطار الشرعية ومشاريع تتنافى مع أهداف عاصفة الحزم وإعادة الأمل وقرارات مجلس الامن الدولي بشأن اليمن.
٢-عرقلة أعمال الحكومة وجهودها الحثيثة في إعادة تطبيع الحياة في المناطق المحررة وإيقاف الدعم عنها نهائياً منذ أكثر من عام وتعطيل كل المرافق والمؤسسات الإيرادية في معظم المناطق المحررة لحرمان الحكومة من القيام بواجباتها تجاه شعبها ووطنها في مثل هذه الظروف القاسية التي يعاني منها الشعب اليمني دون استثناء.
٣-انحراف بوصلة أهداف وغايات عاصفة الحزم وإعادة الأمل من قبل بعض أطراف التحالف العربي لدعم (إعادة) الشرعية إلى اليمن وأصبحت اليمن مهددة بالتشرذم الى كنتونات تتحكم بها مليشيات مسلحة مدعومة بكل ما يلزم مادياً وعسكرياً في مقابل تقليص وأحياناً منع الدعم عن المؤسسات الأمنية والعسكرية التي تتبع مؤسسة الدولة الشرعية.
٤-تاخير الحسم والتحرير مما يعرض اليمنين إلى ويلات ومآسي لا حصر لها اجتماعية وسياسية واقتصادية ومعيشية وصحية وتعليمية وإنسانية. الخ وهو الأمر الذي يرفع تكلفة الحرب من دماء وأشلاء اليمنيين.
٥-عدم الجدية في إعادة إعمار اليمن وهو ما تظهر مؤشراته في المناطق المحررة بعد ثلاث سنوات والتي مازالت ترضخ تحت أنقاض الدمار والخراب وعدم عودة حياة الناس إلى وضعها الطبيعي خاصة وأن التحرير لا يكتمل في المناطق المحررة دون عودة الحياة إلى طبيعتها قبل الحرب على أقل تقدير.
٦-تقصير التحالف العربي تجاه اليمن واليمنيين خاصة وأن بلدنا تحت الفصل السابع (الوصاية) وكان يفترض أن تقوم دول التحالف بكل ما يلزم من توفير الخدمات والمرتبات ومتطلبات الحياة الأساسية للشعب اليمني مادامت قررت أن تكون تلك الوصاية تحت ولاية دول التحالف العربي لدعم و(إعادة) الشرعية (إلى) اليمن وليس إلى غيرها.
٧-سلب القرار السياسي الوطني والسيادي كأدنى حق للمؤسسات الشرعية من خلال تشكيل لجنة ثلاثية تقوم مقام السلطة الشرعية اليمنية ومصادرة حقها في أبسط القرارات المناطة بالرئاسة والحكومة اليمنية.
٨-عدم وضوح العلاقة بين الدولة الشرعية اليمنية والتحالف العربي فقد باتت علاقة غير متكافئة وغير طبيعية وانتقلت من الشراكة إلى التبعية التامة.
٩-عدم التعاطي مع قضية معاناة المغتربين اليمنيين وترحيلهم والتضييق عليهم في هكذا ظرف استثنائي تمر به اليمن يثير الاستغراب والتعجب حيث ذهبت الجهود الجبارة والكبيرة التي بذلتها الحكومة وفخامة الرئيس هادي مع الأشقاء في المملكة دون جدوى وهو الأمر الذي يضاعف معاناة اليمنيين عامة والمغتربين منهم على وجه الخصوص الذين تستهدفهم تلك الإجراءات بشكل أكبر من الجاليات الأخرى وهو ما وضع قيادتنا الشرعية تحت ضغوط غير مبررة وغير مقبولة نهائياً.
١٠-القيود التي تفرض من قبل التحالف العربي على أصحاب الرأي الناقدين لبعض الاختلالات أو السلبيات التي تهدف الى تصحيح الأخطاء في الأداء العام.
١١-الرفض لما يتم خارج علم ومعرفة القيادة الشرعية لليمن من حوارات واتفاقات وتفاهمات.
أخيرا أود التأكيد بأننا سنظل حراسا يقظين لأهداف الشرعية، وسنوسع من حملتنا للمطالبة بعودة رئيسنا للوطن في مختلف المحافل الدولية، وسنضع اليمن في حدقات العيون محافظين على إرثه الحضاري والتاريخي والسيادي وهذا أقل ما يمكن أن يقدمه مواطن لوطن عظيم تكالبت عليه الحروب والأطماع والمؤامرات.
حمى الله اليمن الحبيب.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها