المقنع" شبح يطارد الصحفيين ويهدد حياتهم في عدن
تمكنت محافظة عدن من التخلص من وجود “الحوثي” في فترة قياسية بمساندة التحالف العربي، لكن المدينة التي أعلنتها السلطات “عاصمة مؤقتة”، باتت تحت رحمة مقنعين يسيحوون فيها ويستبيحون الدماء والبيوت والممتلكات دون حسيب أو رقيب.
حيث شهدت محافظة عدن عديد من حالات قمع حرية الرأي والتعبير، تعرّض لها العديد من المعارضين ومن ضمنهم خطباء المساجد الذين أخرست رصاصات الغدر اصواتهم واطفأت منابرهم حيث اغتالت تلك الاقنعة الآثمة والمسدسات الكاتمة أكثر من 20 خطيبا.
وتصاعدت موجة الاغتيالات واستهداف الأصوات الحرة بشكل كبير ولافت حيث امتدت تلك الايادي الى المؤسسات الإعلامية والصحفيين المعارضين وكانت عملية مداهمة مؤسسة الشموع للصحافة هي الأعنف منذ بداية إدراج المؤسسات الإعلامية والإعلاميين ضمن قوائم المطلوبين للجماعات المساحة (المقنعة).
وعجزت الحكومة الشرعية التي تطمح لتحرير كامل البلاد من الحوثيين، عن تطهير عدن من شبح الاغتيالات وفرض الأمن والأمان فيها وتوفير الحماية اللازمة للمواطنين.
إدانات واسعة
بدورها دانت نقابة الصحفيين اليمنيين، بشدة، ما وصفتها بالهجمات "الخطرة والإجرامية" ضد وسائل الإعلام في مدينة عدن، وحملت الأجهزة الأمنية والسلطات المحلية مسؤولية توفير الحماية لوسائل الإعلام والصحفيين وتوفير بيئة آمنة مطالبة الأجهزة الأمنية في المدينة "بسرعة التحقيق في هذه الجرائم التي تستهدف حرية الرأي والتعبير، وإلقاء القبض على الجناة وإحالتهم إلى النيابة لينالوا عقابهم الرادع".
من جانبها عبرت الدائرة الإعلامية لحزب التجمع اليمني للإصلاح بالعاصمة المؤقتة عدن عن إدانتها واستنكارها لما يتعرض له بعض الصحفيين من اعتقال ومضايقات والأعمال التخريبية التي تعرضت لها عدد من المؤسسات الإعلامية مطالبة وزارة الداخلية بالقيام بدورها في ملاحقة الجناة وتقديمهم للعدالة.
وطالبت إعلامية الإصلاح الحكومة ونقابة الصحفيين والقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني والرأي العام بالوقوف ضد كافة الممارسات والتعسفات التي تطال الحريات الصحفية، التي يعتقد أصحابها أنها وسيلة للاستمرار في إلغاء التنوع الطبيعي للأداء الصحفي والإعلامي وثني هذه الفئة عن قول الحقيقة وتأدية دورها الوطني.
من جهتها حذّرت منظمة رايتس رادار من مغبّة قمع حرية الرأي والتعبير وتجريف العمل الصحافي في المحافظات الجنوبية اليمنية.
وقالت رايتس رادار ان هذه الاعتداءات المتلاحقة تعد انتهاكا خطيرا لحرية الرأي والتعبير وتجريفاً كبيرا للعمل الصحافي اليمني الذي يتعرض لأسوأ حملة قمعية في البلاد، منذ بداية الحرب مع جماعة الحوثي الانقلابية في الشمال مطلع 2015، ومنذ تأسيس المجلس الانتقالي في الجنوب في أيار/ مايو 2017.
وطالبت رايتس رادار الحكومة اليمنية بسرعة التدخل للإفراج الفوري عن الصحافي المعتقل في حضرموت عوض كشميم، واتخاذ تدابير عاجلة لضمان حرية الرأي والتعبير وسلامة الصحافيين والعاملين في وسائل الإعلام في المحافظات التي تقع تحت سيطرتها وفي مقدمتها المحافظات الجنوبية التي ازدادت فيها حالات الانتهاكات لحرية الرأي والتعبير.
مخطط تدميري
وأدان رئيس مركز خليج عدن للإعلام "خالد الشودري الهجمات "الخطرة والإجرامية ضد وسائل الإعلام في مدينة عدن محملا الأجهزة الأمنية والسلطات المحلية مسؤولية توفير الحماية لوسائل الإعلام والصحفيين وتوفير بيئة آمنة.
وقال الشودري في تصريحات خاصة لـ"الصحوة نت" إن ما يحدث في عدن عبارة عن مخطط تدميري بدأ بأئمة وخطباء المساجد ويراد تكراره اليوم بحق المؤسسات الإعلامية والصحفيين وبنفس الأدوات و نفس الأبواق ومنصات التحريض والتسييس القبيح لتنفيذ أهداف سياسية لم تعد تخفى على أحد.
وأضاف الشودري إن ما يحدث عبارة عن اغتيالات سياسية مهما كان نوع الضحايا فالهدف واحد وواضح وهو إفراغ البلاد من رموزها وأصحاب الكلمة وحملة التنوير ومن يستهدف منابر المساجد ورجالها هم يستهدفون اليوم أبراج الإعلام ومؤسساتها وصحفييها.
وطالب الشودري الأجهزة الأمنية في المدينة ووزارة الداخلية سرعة التحقيق في هذه الجرائم التي تستهدف حرية الرأي والتعبير، وإلقاء القبض على الجناة وإحالتهم إلى النيابة لينالوا عقابهم الرادع
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها