أعلام دولة الجنوب السابقة تعلو المنازل وترسم على الجبال في الضالع وسط مخاوف يمنية من اتساع هيمنة ونفوذ الحراك الجنوبي
تثور مخاوف في اليمن من اتساع هيمنة الحراك الجنوبي في جنوب اليمن، إذ بات يسيطر على كثير من المناطق، خاصة في محافظتي الضالع ولحج، حيث رُفع علم دولة جنوب اليمن السابقة، واستبدل النشيد الوطني.
وبينما يقلل مسؤولون محليون من تلك المخاوف، ويرى محللون أن الحراك لا يستطيع إدارة شؤون تلك المحافظات إذا دانت له؛ يؤكد قياديون في الحراك عزمهم على المضي في الهيمنة على المناطق واحدة تلو الأخرى، حتى استعادة السيطرة على كافة المناطق الجنوبية.
وقال محافظ لحج أحمد المجيدي للجزيرة نت إن الحراك الجنوبي "موجود بكثرة في المحافظة، وخاصة في المديريات البعيدة عن مركز المحافظة، ولكن ذلك لا يعني أن تلك المديريات قد سقطت بيده، فالسلطات المحلية هناك لا زالت تمارس عملها وتقدم الخدمات للمواطنين".
وقلل من المخاوف المثارة بشأن هيمنة الحراك على محافظات جنوبية، مشيراً إلى وجود حوادث أمنية تحسب عليه في لحج والضالع، إلا أن قادة الحراك ينفون ذلك.
وعن قضية رفع أعلام دولة الجنوب السابقة واستبدال النشيد الوطني بنشيد جديد في بعض المدارس، قال المجيدي "إن تلك الممارسات تتم في إطار ضيق وفي المديريات البعيدة، ولذلك لم نتمكن من السيطرة عليها".
وبشأن مضايقة أبناء المحافظات الشمالية ونهب ممتلكاتهم، أكد محافظ لحج أن من يقومون بتلك الأعمال "عناصر خارجة عن القانون ومطلوبة أمنياً، وتلك الممارسات لاقت إدانات واسعة من كل الأطراف في الجنوب".
وطالب المجيدي السلطة في صنعاء بسرعة تعزيز الأمن في لحج والضالع بما يساعد على حفظ الأمن والاستقرار فيهما، "لا سيما في المديريات البعيدة التي أصبح الأمن فيها شبه منعدم".
مخاوف ومحاذير
من جهته قال رئيس مجلس الحراك الجنوبي بمحافظة الضالع شلال علي شائع "إن سيطرة الحراك على المديريات في الضالع ولحج هي خطوة أولى على طريق إسقاط المحافظتين وبقية محافظات الجنوب، وفرض سيطرة الحراك على كل الأرض الجنوبية لتحقيق الحرية والاستقلال للجنوب".
وقال للجزيرة نت "من حق أبناء الجنوب تحرير أراضيهم بأي شكل من أشكال النضال"، معتبرا أن السلطة المحلية "لا تسيطر إلا على أمتار محددة بمناطق معينة في الضالع، فيما بقية مناطق المحافظة تحت سيطرة الحراك".
وبشأن قيام بعض المدارس برفع علم الجنوب وترديد نشيد جديد غير النشيد الوطني اليمني، قال شائع إن ذلك بمثابة "إعلان خروج تلك المناطق عن سيطرة السلطات اليمنية"، مضيفا أن الحراك سيشكل لجانا لإعادة صياغة المناهج الدراسية التي قال "إن السلطات اليمنية حرفتها عن مسارها وغيرت كثيراً من الحقائق فيها".
من جانبه يرى الكاتب محمد علي محسن أن الحراك "ليس بالمستوى الذي يؤهله لإسقاط المحافظات الجنوبية، رغم الضعف الأمني وغياب سلطة الدولة في كثير من مناطق الجنوب، خاصة الضالع ولحج".
ويضيف "هناك أطراف تعمل على العبث بالأمن، فيما المواطن يريد أي جهة تعيد له الأمن والاستقرار، سواء أكان الحراك أو غيره. ولحج والضالع تعيشان فراغاً كبيراً في الجانبين الإداري والأمني، الأمر الذي يسهل لأي جهة أن تسد ذلك الفراغ. وهناك تواطؤ أمني مع العناصر المسلحة التي تعبث بالأمن والاستقرار".
وأكد محسن أن بمقدور الدولة أن تعيد الأمن والاستقرار للمحافظتين من خلال فرض هيبتها وتفعيل النظام والقانون، وتقديم رسائل اطمئنان للمواطنين الذين يبحثون عن الأمن والاستقرار ويحلمون بشكل جديد للدولة، وإلا فإنهم سيتجهون نحو الحراك والمطالبة بالانفصال.
واعتبر محسن أن طرد أبناء المحافظات الشمالية ومضايقتهم في بعض المناطق "جاء نتيجة لزرع ثقافة الكراهية والحقد في نفوس الشباب، مما جعلهم يرون أنه لا خلاص ولا مخرج لهم إلا بطرد أبناء الشمال من الجنوب".
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها