إسرائيل وسوريا.. سلاح يقصف ودبلوماسية تناور
بوجهين ولسانين تتعامل إسرائيل مع سوريا، لسان يهدد ويتوعد ويقصف بالطائرات والصواريخ، ولسان آخر دبلوماسي يدعو إلى التهدئة ويناشد موسكو وواشنطن التدخل من أجل احتواء المواقف ووقف التصعيد.
بدأت الحكاية فجر اليوم عندما أعلنت إسرائيل أنها أسقطت طائرة استطلاع إيرانية اخترقت الأجواء الإسرائيلية قادمة من الأراضي السورية، وعلى الفور شنت طائرات إسرائيلية غارات جوية على أهداف عسكرية داخل سوريا قالت إنها سورية وإيرانية، لكن مقاتلة إسرائيلية من طراز أف 16 أسقطت بصاروخ سوري أثناء الغارات.
وفور سقوط الصاروخ أعلن الجيش الإسرائيلي أنه نفذ 12 غارة جديدة ضد منظومة الدفاع الجوي السورية وأهداف إيرانية في سوريا، وقد استهدفت الغارات الجديدة مطار تيفور العسكري (وسط سوريا) الذي تعتقد إسرائيل أن الطائرة الإيرانية خرجت منه، إضافة إلى موقع للحرس الجمهوري جنوب دمشق لاعتقادها أن الصاروخ الذي أسقط المقاتلة الإسرائيلية انطلق منه.
وبينما كانت أسلحة إسرائيل تدك أهدافها في سوريا خرج الجيش الإسرائيلي ليعلن أنه لا يسعى إلى التصعيد، متهما سوريا وإيران بأنهما تلعبان بالنار، وذلك قبل أن يعلن في بيان آخر أنه مستعد بشكل كامل لاستمرار العملية حسب القرارات والحاجة.
التناقض الإسرائيلي لم يقتصر على الجيش، فبينما قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن "إسرائيل طلبت تدخل روسيا وأميركا عاجلا لاحتواء الموقف ووقف تدهور الأوضاع " طالب سفير إسرائيل لدى موسكو بخروج حزب الله والمقاتلين الموالين لإيران من منطقة خفض التصعيد جنوب سوريا، وأكد أن إسرائيل مستعدة لمنع تحول سوريا ولبنان إلى جسر عسكري إيراني.
وفي ظل تضارب الموقف الإسرائيلي بات السؤال: ماذا تريد إسرائيل على أرض الواقع، هل تريد التصعيد وطرد مقاتلي حزب الله والحرس الثوري من حدودها مع سوريا؟ أم أنها اضطرت للرد على اختراق الطائرة الإيرانية لحدودها بقصف مواقع إيرانية لكن إسقاط مقاتلتها دفعها لتكرار القصف؟
قد تصعب حاليا الإجابة عن هذه الأسئلة لكن إسرائيل عبرت عن قلقها عدة مرات من تصاعد نفوذ طهران في سوريا، ولا سيما في المناطق الجنوبية المحاذية لحدودها، وتخشى أن تتحول تلك المنطقة إلى جنوب لبنان آخر مع انتشار عناصر لحزب الله في تلك المنطقة.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي أجرى مشاورات أمنية مع كبار أجهزة الأمن وأعضاء المجلس الأمني السياسي المصغر بشأن الأحداث الأخيرة وصدق شخصيا على الغارات الإسرائيلية اتهم إيران قبيل أيام بأنها تعمل ليل نهار لتحويل سوريا إلى قاعدة عسكرية تتمركز فيها بغية "استخدام سوريا ولبنان جبهات حرب لإزالة إسرائيل من الوجود".
ويبدو أن مخاوف إسرائيل أو رغبتها في رسم وافق جديد هو الذي دفعها إلى هذا التصعيد، يؤكد ذلك تصريحات رئيس مجلس الأمن الإسرائيلي مئير بن شبات الذي اعترف صراحة بأن إسرائيل استغلت دخول الطائرة الإيرانية لأراضيها من أجل استهداف مواقع سورية وإيرانية.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها