الغارديان: هذا ما كشفته الأزمة الأخيرة بمدينة عدن
نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية مقالا تحليليا لمراسلها سعيد كمالي دهقان، يعلق فيه على التطورات الأخيرة في اليمن، وسيطرة الانفصاليين المدعومين من الإمارات العربية المتحدة على مدينة عدن.
ويشير دهقان في مقاله، إلى أن تحالف المصلحة الذي جمع الأعداء السابقين في اليمن، يتمزق، فيما تبنى علاقات جديدة بين الأطراف المتحالفة.
ويقول الكاتب إن “سيطرة المقاتلين التابعين للمجلس الانتقالي الجنوبي على الميناء الجنوبي، ومحاصرتهم للقصر الجمهوري، وتحضير رئيس الوزراء للهروب، هي دليل على أن التحالف الغريب بين الانفصاليين الجنوبيين وحكومة عبد ربه منصور هادي انتهى”.
ويلفت دهقان إلى انهيار آخر في العلاقة بين المتحالفين على الساحة اليمنية، التي أدت إلى اغتيال الرئيس السابق علي عبدالله صالح، حيث دفع الرئيس السابق ثمن تحوله عن الحلف مع الحوثيين، الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء، فقتلوا حليفهم الذي فتح المدينة لهم عندما تبين أنه يقوم بمفاوضات مع التحالف الذي تقوده السعودية ضدهم.
ويجد الكاتب أن “التشرذم في تحالف الحوثيين مع صالح في الشمال، وتحالف هادي مع الانفصاليين في الجنوب سيجعل من أفق الحرب أكثر انسدادا”.
وتنقل الصحيفة عن الزميل الزائر في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية آدم بارون، قوله: “هناك نظرية تقول إن الحوثيين سيقدمون تنازلات في حال استمرت الحرب وطالت.. لكن ما نراه هو تشرذم أضعف الأطراف كلها”.
ويذهب دهقان إلى أن ما يزيد الحرب تعقيدا هو الحسابات الجيوسياسية، وحروب الوكالة بين السعودية وإيران، لافتا إلى أن السعودية تقود منذ عام 2015 حملة تدعمها الولايات المتحدة وبريطانيا ضد الحوثيين، الذين تقول إن الإيرانيين يدعمونهم بالسلاح والصواريخ، وهي تهمة تنكرها طهران.
ويستدرك الكاتب بأنه رغم النكسات التي تعرض لها الحوثيون، إلا أنهم عززوا سيطرتهم على مناطق في صنعاء، كما يقول بارون.
ويورد دهقان نقلا عن الخبير في الشؤون اليمنية بيتر سالزبري، قوله في تقرير نشره معهد “تشاتام هاوس” في لندن، إن الحرب “تحولت إلى دمار براغماتي واقتصادي”.
ويختم الكاتب مقاله بالإشارة إلى قول سالزبري إن “الحرب في اليمن تشبه منطقة ذات دول صغيرة تقاتل بعضها، بدلا من كونها دولة واحدة تخوض حربا مع دولة أخرى”.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها