صحيفة بريطانية تتحدث عن «تعميق الانقسام» بين أبوظبي والرياض.. بسبب انقلاب عدن
أفردت صحيفة " الإندبندنت" البريطانية مساحة تحليلية حول أمكانية تأزم الوضع بين الحليفين الكبيرين في التحالف العربي " الرياض وأبوظبي " خاصة فيما يتعلق بحرب اليمن وتحديدا الإحداث الأخيرة التي شهدتها عدن , نعيد نشر تلك القراء التحليلية للصحيفة البريطانية.
حيث قالت الصحيفة " أن الأحداث التي تشهدها عدن عبر انقلاب الانفصاليين الجنوبيين المدعومين من الإمارات على الحكومة الشرعية في اليمن المدعومة من السعودية تعمق الانقسام بين أطراف التحالف العربي وتضعفه أمام الحوثيين الذين تدعمهم إيران، وذلك بعد ثلاث سنوات من التدخل العسكري في اليمن.
وأشارت الصحيفة إلى إفادة مسؤولين طبيين محليين أمس بأن عددا من الأشخاص قتلوا في صفوف القوات المسلحة اليمنية المتحالفة مع السعودية والإمارات في مدينة عدن الجنوبية، مما أدى إلى تعميق الخلاف بين القوات التي كانت على نفس الجانب، لا سيما بعد أن اتهم رئيس الوزراء اليمني الأحد القوات الانفصالية الجنوبية التي تدعمها الإمارات العربية المتحدة بتنفيذ "انقلاب" بعد أن استولت على عدة مكاتب حكومية خلال مواجهات دامية في عاصمة البلاد المؤقتة عدن. وهو الاتهام الصريح الأول من قِبل رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر الذي ذكر الإمارات صراحةً بكونها صاحبة قرار إيقاف الحرب في المدينة.
وذكرت الصحيفة أيضا أن أسوأ اشتباكات بين الانفصاليين الجنوبيين المدعومين من الإمارات والقوات الموالية للحكومة السعودية تهدد بعرقلة جهودهم الحربية الموحدة ضد حركة الحوثيين الموالية لإيران بشمال اليمن.
ورغم ما تبع مقتل المخلوع صالح من تطورات أبرزها اللقاء الذي جمع كلاً من محمد بن سلمان ومحمد بن زايد مع قادة حزب تلإصلاح اليمني بترتيب سعودي أوحت باحتمال تغير في سياسة أبوظبي في التعاطي مع قادة"الإصلاح" اليمني والكف عن ملاحقتهم والتضييق عليهم غفي سبيل توحيد الصفوف في مواجهة الحوثيين، إلا أن الوقائع أكدت استمرار أبوظبي في سياساتها في اليمن ولجوءها لتشكيل ميليشات"جيش الشمال" بقيادة طارق صالح والاستعامنة برموز النظام السابق للقتال في صنعاء.
وقالت الصحيفة إن المغامرة العسكرية التي شنتها الدول الخليجية، الحذرة عادة، ضد جارتها اليمن الأكثر فقرا والأقل استقرارا سياسيا ليس لها مثيل وإنها كانت تهدف إلى إرسال إشارة حاسمة بأنها ستعارض التوسع الإيراني في عقر داره. لكن اليمن مزقته ثلاث سنوات من الصراع كما أن القتال بين الفصائل في الجنوب يزيد المعاناة.
وأشارت إلى تنديد رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر بتحركات الانفصاليين الجنوبيين بأنه انقلاب، قائلا إن الوضع يتجه نحو "مواجهة عسكرية شاملة.. وهو ما يعتبر هدية مباشرة للحوثيين وإيران".
وذكر شهود عيان أن مسلحين تم نشرهم في جميع أنحاء عدن أمس، كما كان هناك إطلاق نار كثيف وانفجارات.
وقد استولى الانفصاليون المسلحون على قاعدة عسكرية رئيسية والعديد من المباني الحكومية من جنود موالين للرئيس عبد ربه منصور هادي، حيث أفاد السكان بأن مئات المتظاهرين المؤيدين للمتظاهرين الجنوبيين قد تجمعوا في ساحة رئيسية.
وقالت الصحيفة إن هذه المواجهات تأتي بعد انتهاء المهلة النهائية التي فرضها الانفصاليون على الحكومة للاستقالة أمس، وكانوا قد اتهموا حكومة هادي الأسبوع الماضي بالفساد وعدم الكفاءة وطالبوا باستقالتها.
وأشارت إلى قول محمد علي المقدشي (كبير المستشارين العسكريين للرئيس هادي) إن أي تحرك نحو تمرد سيجعل الجنوبيين أعداء. وقال المقدشي "لا يوجد فرق بين الحوثيين وأي شخص آخر متمرد على الحكومة الشرعية، بغض النظر عن من هم يسار، يمين، جنوب، شرق".
وحذر العديد من الكتاب والمحللين من خطورة تداعيات ما يجري في عدن، حيث اعتبر الكاتب السعودي جمال خاشقجي أن "ما يجري في عدن اليوم ضد المصلحة الاستراتيجية للمملكة، مثلما كان الانقلاب بمصر، والتخلي عن الثورة السورية، وأزمة الحريري، والعلاقة مع قطر، وتركيا والسودان"، حيث طالب بموقف حاسم للرياض لوقف ما وصفه بالمؤامرة.
وأضاف خاشقجي أن "انهيار دولة الوحدة الآن، وفِي ظل ظرف الحرب والتشرذم اليمني لا يعني انفصال الجنوب كما كان قبل الوحدة، وإنما تشظيه إلى أقاليم شتى تريد هي الأخرى الاستقلال وذاك لا يخدم المملكة".
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها