الكرة العدنية ما بعد «الجيل الذهبي»: من ينقذ الأندية؟
شهدت كرة القدم العدنية العريقة، تدهوراً مريعاً عقب قيام الوحدة اليمنية في العام 1990، بعد أن ظلت لعقود من الزمن صاحبة الريادة، وأسهمت في تفريخ أكثر المواهب والنجوم، التي لاقت صدى واسعاً من النجومية والشهرة محلياً وخارجياً. تساقطت جميع الأندية من دون استثناء، بما فيها «التلال» و«وحدة عدن» و«الشعلة» و«شمسان»، لدوري المظاليم، بعضها لمرات عديدة، ليعيش معها الشارع الكروي العدني، حقبة سيئة، كانت سبباً وراء عزوف الجماهير الغفيرة التي تتمتع بها هذه الأندية، عن مشاهدة الكرة، ويرجع نجوم كرة قدم عدنية تحدثوا إلى «العربي» ذلك، إلى أن فقدان هذه الأندية لميزة الدعم الحكومي، الذي كانت تجده قبل قيام الوحدة من قبل السلطات الحكومية، بالإضافة إلى حصر الدعم على أندية الشمال من دون غيرها، كان وراء التراجع المزري في مستوى كرة القدم العدنية في السنوات التي أعقبت قيام الوحدة.
دعم الحكومة الجنوبية
في هذا السياق، يقول الغزال الكابتن وجدان شاذلي، إن الأسباب التي أدت إلى تدهور الكرة في عدن، خصوصاً بعد الوحدة اليمنية كثيرة، حيت كانت الأندية في الجنوب، تعتمد على الدعم الحكومي وعلى الحب والانتماء، بينما المادة كانت ثانوية حينها، وبعد الوحدة، حصلت المركزية وتركت أندية عدن تبحث عن دعم مادي وموارد تجارية، ما أخذ منها من الوقت الكثير، بينما كانت أندية الشمال، تعتمد على التجار، وعلى موارد تجارية خاصة بأنديتها، وتأثرت الكثير من الأندية في الجنوب، لأن الكثير من نجومها تركوا أنديتهم، سعياً لمصدر رزق أفضل، «وللأسف، نحن ينقصنا القيادات المؤثرة التي تستطيع بعلاقاتها، جلب موارد وتجار لدعم أنديتهم إلا من رحم ربي، وهم قلة للأسف».
وأشار الشاذلي، إلى أن ما ينقص الكرة العدنية، التخطيط والإدارة الاحترافية، التي تعد خططاً مستقبلية، بالإضافة إلى حاجتها إلى نشاط رياضي مستمر ومبرمج ومخطط له، يعرف الجميع متى يبدأ ومتى ينتهي، كما «نحن بحاجة إلى بطولات للناشئين والشباب، وإلى أكاديميات تنافس الأندية وتخرج لاعبين صغار، وتصقلهم». كل هذا، يحتاج إلى قيادات احترافية وموارد ومال، خصوصاً أن كرة القدم خاصة، والرياضة عامة، أصبحت احترافاً ومالاً.
حصر الدعم
من جانبه، يقول رئيس نادي «وحدة عدن»، الكابتن وسام معاوية، إن «كرة القدم العدنية بعد الوحدة، أصبح الدعم فيها محصوراً لأندية محددة، ما أدى إلى عدم اهتمام كافة أندية عدن بلاعبيها، لعدم قدرتها على صرف رواتبهم وتدريبهم». وأضاف معاوية «في المقابل، شهدت الفترة التي أعقبت سنوات الوحدة، تقديم عروض كبيرة لأفضل اللاعبين في عدن من أندية الشمال، وهذا سبب رئيسي لعدم ثبات التشكيلة في الأندية العدنية، فكل لاعب يبرز، يتم إغراؤه وخطفه، كما أن حصة لاعبي أندية عدن في المنتخبات الوطنية كانت قليلة، على الرغم من وجود عدد من المواهب التي تستحق أن ترتدي فانلة منتخب الوطن، وأهم شيء، الوضع العام الذي نعيشه في عدن، والمستوى المعيشي ودخل الفرد، وهي عوامل جعلت من الرياضة شيئاً ثانوياً».
شح المواهب
ويتفق الكابتن عمر البارك، نجم «التلال» السابق، وسلطان الكرة، كما يطلق عليه عاشقوه، على أن الأندية في عدن والجنوب، كانت تحظى سابقاً باهتمام ودعم حكومي كبير، وهو الذي ساهم في إيجاد قاعدة كروية قوية، تمكنت من خلالها الأندية، من تفريخ الجيل الذهبي، الذي لم يتكرر بعد، ناهيك عن الولاء للنادي، الذي اتسم به اللاعبون سابقاً. وأضاف البارك «في الحقبة التي أعقبت قيام الوحدة، كانت الأندية في عدن، تعاني من ضعف اهتمام الدولة بالكرة وشح مواردها، ناهيك عن قلة المواهب التي كانت نادرة الظهور في هذه الفترة، وجميع الأمور هذه، ساهمت في تراجع الرياضة العدنية وأنديتها خلال الفترة الماضية، لمرحلة أصابت جميع محبي كرة القدم العدنية وأنديتها العريقة بالإحباط والعزوف عن متابعة المستديرة».
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها