مراقبون: الحديدة مفتاح الشرعية الغربي للعاصمة صنعاء
يواصل مسلحو جماعة الحوثي بسط سيطرتهم على مدينة الحديدة الإستراتيجية بعد أن دخلوها في الرابع عشر من شهر اكتوبر للعام 2014م دون أدنى مقاومة في أكبر حركة تمددية تؤشر على سعيهم للتوسع لاحقا على الشريط الساحلي حتى "باب المندب" على مدخل البحر الأحمر وخليج عدن.
وتقع مدينة الحديدة غرب محافظة صنعاء على ساحل البحر الأحمر، وتبعد عنها بمسافة تصل إلى حوالي (226) كيلو متراً، وتعد من أهم المدن اليمنية، كما انها تمثل أهمية بالغة للحوثيين كونها تضم ثاني أكبر ميناء يمني في منتصف الساحل الغربي للبلاد على البحر الأحمر.
ويعد الميناء الممر الأول إلى كافة الجزر اليمنية ذات العمق الاستراتيجي، وأهمها جزيرة حنيش الكبرى والصغرى وجبل صقر الذي يرتفع أكثر من 3700 قدم عن مستوى البحر.
وتسهل السيطرة على المدينة ومينائها من قبل الحوثيين السيطرة على هذه الجزر، كما تمثل تهديدا الملاحة البحرية في باب المندب أو في قناة السويس وفرض إستراتيجية بحرية على دول المنطقة والعالم.
تضييق الخناق
يقول أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة صنعاء د.عبد الباقي شمسان أن قرار استعادة الحديدة قرار في غاية الأهمية لاستكمال السيطرة على كل المحافظات الساحلية والممرات البحرية التي تعد خطوة إستراتيجية لاستعادة العاصمة واستعادة الشرعية.
وقال شمسان في تصريح خاص لـ"الصحوة نت" إذا أرادت دول التحالف حسم المعركة واستعادة السلطة وإضعاف الحوثيين في اليمن عليها أن تتحرك في ثلاث جبهات جبهة استعادة الحديدة واستعادة تعز وجبهة نهم باتجاه صنعاء الأمر الذي سيربك الانقلابيين ويشتت جهودهم.
وأضاف شمسان إن استعادة المحافظات الساحلية وتحرير الحديدة بالتزامن مع تحرك عسكري صوب تعز وصنعاء ستضع المليشيا في مكان جغرافي ضيق وسط صنعاء.
كما أكد شمسان في تصريحة لـ"الصحوة نت" ان الحامل الجماهيري في صنعاء رافض لمشروع الحوثي واعتقد أنهم لن يستطيعوا الصمود فيها كون صنعاء ستشهد انتفاضه شعبية في وجه الحوثيين وستجبرهم على العودة إلى العاصمة العقائدية صعدة.
بوابة صنعاء
من جهته قال المحلل العسكري علي الذهب ان الأهمية العسكرية للحديدة تكمن في أنها تمثل الركيزة الداعمة لاقتصاد الحرب، الذي ينتهجه الحوثيون، من خلال الإيرادات المختلفة، التي تجنيها من موانئها ونشاطها الاقتصادي، بوصفها مدينة تجارية وصناعية بحرية.
وقال الذهب في تصريح خاص لـ"الصحوة نت" تعد الحديدة آخر المنافذ البحرية لدخول الأسلحة والمعدات العسكرية، بأي وسيلة كانت، سواء عبر الميناء الرئيس أو الموانئ الأخرى والمرافئ الصغيرة، وفقا لتقارير التحالف، الذي رصد دخول بعض الأسلحة، بصور مختلفة.
واضاف الذهب أن محافظة الحديدة تعد الباب الأهم، جغرافيا، للوصول الى صنعاء. ولعل تجربة حصار السبعبن عام 1967، أصدق مثال على ذلك. فلو لم يبادر الجمهوريون للانطلاق منها لكسر الحصار على العاصمة صنعاء، لما تحقق ذلك.
وتابع الذهب في سياق تصريحه لـ"الصحوة نت" قد تسهم محافظة الحديدة في تحرير العاصمة صنعاء وذلك ببعض المقاتلين من أبناء المحافظة، حتى حدودها مع صنعاء والمحويت، وقد ينخرط الكثير من المقاتلين في الجيش الوطني المتقدم نحو صنعاء، لكن الدور الأبرز سيكون لأبناء صنعاء والمحافظات المحيطة بها، على نحو ما يلاحظ في معارك الساحل. كما أن محور الحديدة واحد من محاور التقدم، وأظن أن دورها الاقتصادي يتصدر بقية الأدوار.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها