تحقيق استقصائي... العقاقير المخدرة وحبوب الهلوسة "تغزو" الضالع!
في ظل الواقع المزري الذي تعيشه الضالع وبالذات عاصمة المحافظة منذ تحريرها من قوات صالح والحوثي في مايو 2015م، إلا أن انتشار الظواهر السلبية بشكل مضطرد جعل المواطن يضع يده على صدره خوفاً من المستقبل المجهول الذي ينتظره أبنائهم مع غياب تفعيل دور السلطات المحلية والأمنية والرقابية.
فلم تعد شجيرة القات وجلسات مضغه بسلبياتها التي تعد مهلكة للصحة والمال كافية لسد حالة الفراغ الذي يعيشه الكثير من الشباب في مناطق محافظة الضالع ومديرياتها المترامية الأطراف، ليتجه بعض شبابها لإدمان حبوب "مخدرة" تستخدم بالتوازي مع مضغ القات أو بدونه في حالات نادرة عند بعضهم.
من أين كانت البداية؟!
محمد. م. م 22عام يؤكد تعاطيه لمثل هذه الحبوب بعد ان تناول الشيشة والمعسل بعيدا عن رقابة والديه ليصل بعدها لهذه الحبوب لأول مرة قبل ثلاث سنوات تقريبا، عبر جلسات قات مع زملائه كدافع للنشوة والبحث عن الخروج من الملل والرتابة التي يعانيها كما يقول في حياته..
ويضيف محمد في حديث خاص عن الفضول الذي دفعه لتناول مثل هذه الحبوب -التي يراها غير مخدرة ولاتسبب اي ضرر بالجسم أو بالمجتمع حسب قوله - كونها لاتخرج الشخص الذي يتناولها عن المألوف او عن جادة الصواب مشيرا إلى أن أصناف أقوى ومشروبات خطيرة يتناولها أخرين كان الأجدى منع دخولها الضالع بدلاً عن الحبوب العادية التي يتناولها هو وزملائه..
وعن سبب الإستمرار في تعاطي مثل هذه الحبوب" التي يحذر منها المختصين وتقود متعاطيها لأعمال منافيه مع الشرع والعرف والعقل قال محمد.. فقط هو شعوري براحة تامة وكأني حزت الدنيا ومافيها ، وتجاوزت كل المنغصات والمشكلات المالية والمادية والحياتية بشكل عام وهو مايجعلني أفكر بتعاطيه مرة أخرى ومرات.
من جهته الشاب احمد. غ يبدي اعتراضه على تصنيف هذه العقاقير بكونها مخدرة مستدلا ببيعها وإستخدامها بشكل علني بكل اريحية -حسب قوله- إضافة إلى كونها غير مكلفة ماديا ولاتخرج الانسان عن طوره الا في حالات نادرة جدا كما يقول.
وفيما يخص ندمه من تعاطيها كشف احمد، عدم تفكيره بالإقلاع عن تعاطيها كونها أصبحت ضروري من ضروريات "الخرمة" عند تعاطي القات في الجلسات اليومية ،مشيرا إلى أن هذه العقاقير مثلها مثل السيجارة عند البعض الذين لايجدون نشوة القات الا بشربها.
الشابان الضالعيان محمد ،وأحمد يتعاطان مثل هذه العقاقير بشكل شبه يومي وربما اسبوعي مع زملاء لهم منذ مابعد الحرب الأخيرة في الضالع مع الحوثيين كظاهرة فرضتها لتي تتعاطى «ظروف مابعد الحرب ، والفراغ الاداري والتعليمي وغياب الخدمات والمتنفسات والحدائق العامة... "
انتشار وتوسع..!!
يرجع عدد من الشخصيات المعتبرة إلى أن السبب في توسع وانتشار هذه الظاهرة حالات الفراغ الناشئة في ظل غياب غياب الجهات المختصة والرقابة الأسرية والهروب من المحاضن التربوية والتعليمية إضافة لترك الحبل الأمني والضبطي على غاربه وبالتالي ظهور عصابات بيع وترويج مثل هذه المخدرات وصارت ظاهرة تتوسع أفقياً ورأسيا وفي متناول الجميع.
ولم تقتصر هذه الظاهرة على محافظة بعينها في ظل تسجيلها أرقام مخيفة في المحافظات المحررة الاخرى ، وتنتشر بشكل أكبر في المحافظات الواقعة تحت حكم قوات صالح والحوثي.
إلا أن محافظة كالضالع تغيب الرقابة بشكل كلي سواء رسمية أو مجتمعية إضافة لغياب المنظمات والمراكز التوعوية والأنشطة المدنية والرياضية والمتنفسات العامة لإنتشال الشباب من فراغ كبير يجعلهم عرضة لتعاطي مثل هذه العقاقير، وفوق هذا كله فالعائد المادي من تجارة المخدرات كبير، وغياب القيم والوازع الديني لدى كثير من الأشخاص الذين استغلوا فترة ما بعد الحرب لممارسة أنشطتهم الهدامة والمدمرة للمجتمع.
الرقابة الغائبة..
جهة أمنية بالمحافظة كشفت مؤخرا عن أرقام مهولة من العقاقير التي تدخل الضالع عبر عصابات منظمة وبعلم السلطات والقيادات بالمقاومة وأغلبها يصل من مدينة قعطبة الملحقة بالضالع ولدى سكانها تعايش وتقارب ومصالح تجارية بمحافظة إب الواقعة تحت حكم المليشيات الحوثية منذ أكثر من ثلاثة أعوام تقريباً وشككت هذه الجهة الأمنية في أن يكون الأمر تجارة في إدخال مثل هذه المخدرات للضالع مؤكدة على أنها ضمن خطة ممنهجة لافساد شباب الضالع وجزء من الإنتقام المخطط ضد أبنائها خاصة بعد الانتصار الذي تحقق في الحرب وهزيمة قوات الحوثيين وصالح.
مدير إداري بمكتب صخة المحافظة يشكك في جدية الجهات المختصة بالمكتب ويقول أن مكتب الصحة بالمحافظة لم يحرك ساكنا بل هو الأخر يرى في الامر حرية شخصية بدليل بيع مثل هذه العقاقير في صيدليات باحة مستشفى النصر الحكومي وعلى بعد أمتار من مكتب الصحة ذاته..
وربما أن المكتب ينظر لغياب الأمن والانفلات الحاصل مبرر كافٍ لعدم منع بيع وتخزين مثل هذه العقاقير المخدرة فضلا عن محاسبة ملاك هذه الصيدليات التي تسمح ببيعها دون أي اعتبارات مهنية اوصحية لمتعاطيها.
وغالباً ماتدخل مثل هذه المخدرات عبر المنافذ البرية، قادمة عبر سماسرة دوليين وإما عبر مسؤولين في وزارة الصحة وبتواطئ جهات امنية ورسمية في الحكومة والمقاومة بشقيها الشمالية والجنوبية..
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها