دخول قوات الشرعية لصنعاء.. إمكانات وتحديات
بعد مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح أمس على يد الحوثيين، تعلق الحكومة اليمنية الشرعية آمالا على تحرك قواتها لدخول صنعاء، لكن هذا القوات ما زالت عالقة في جبهات خارج العاصمة وتبدوا أمام مهمة صعبة.
وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أمر أمس الاثنين بإطلاق عملية عسكرية واسعة للسيطرة على صنعاء لمساندة أنصار صالح في مواجهة ميليشيات الحوثي بدعم من التحالف العربي الذي تقوده السعودية.
وقالت وكالة الأنباء اليمنية الحكومية إن هادي أصدر توجيهات إلى نائبه علي محسن الأحمر الموجود في مأرب بفتح عدد من الجبهات لدخول العاصمة صنعاء أبرزها جبهة خولان، وسرعة تقدم الوحدات العسكرية التابعة للجيش الوطني نحو العاصمة صنعاء، والالتحام بأفراد المقاومة الشعبية هناك لوضع حد لمليشيات الحوثي.
ضغوط دولية
ويرى كثير من المراقبين في هذا التحرك خطوة مهمة، لكنهم يرهنون نجاحها بمدى قدرة الجيش الوطني على تجاوز العقبات، والتقدم بسرعة نحو العاصمة قبل اكتساب الحوثيين المزيد من عوامل القوة، لا سيما بعد سيطرتهم على مناطق واسعة في صنعاء.
ويعتقد رئيس مركز أبعاد للدراسات الإستراتيجية عبد السلام محمد أن أكثر ما كان يعيق قوات الشرعية في نهم عن التحرك نحو صنعاء، هي التضاريس والألغام وقوات النخبة التي كانت تحت قيادة صالح في معسكرات محيطة بصنعاء، إضافة الى ضغوط دولية وأيضا انعدام قرار التحالف.
وقال عبد السلام للجزيرة نت إن تراجع بعض هذه العراقيل الآن بعد مقتل صالح وتحييد قواته واندلاع المواجهات داخل العاصمة، يفتح إمكانية للجيش للتوجه إلى صنعاء خاصة بعد تراجع قوة الحوثيين في جبهات القتال خارج العاصمة مع انسحاب أنصار صالح.
وأضاف "لكن في حال تأخرت عمليات تقدم الجيش سيكسب الحوثي عوامل قوة جديدة، أهمها استيعاب قوات صالح وإعادة ترتيب صفوفه، وتعزيز جبهات القتال خارج صنعاء بالمقاتلين، ودفع المجتمع الدولي إلى إعادة تفعيل الدائرة الحمراء حول اقتحام صنعاء".
لكن الكاتب والمحلل السياسي اليمني أحمد الزرقة يرى أن خيارات التحالف الداعم للشرعية أصبحت محدودة، ولم يعد أمامه سوى اتخاذ قرار بتحديد ما يريده وتصوراته لمستقبل اليمن، والمضي قدما في دعم تقدم الجيش الوطني لتحرير العاصمة صنعاء وإنهاء الانقلاب.
منطقة رمادية
وقال الزرقة للجزيرة نت "بات من الضروري في الوقت الراهن تعجيل الجيش الوطني والقوات التابعة للشرعية بفتح المزيد من الجبهات، والانتقال من حالة الجمود لحالة النشاط والعمل على خوض مواجهات حقيقية تفضي للتخلص من مليشيا الحوثي".
وأضاف أن الأمور باليمن تمضي باتجاه المزيد من التعقيد والمواجهة المباشرة بين مشروعين متضادين؛ مشروع الجمهورية والحرية ومشروع الإمامة وولاية الفقيه، مشيرا إلى أنه لم يعد اليوم هناك منطقة رمادية أو حام سياسي يحتمي وراءه الحوثيون.
بدوره أكد عضو المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية بمحافظة صنعاء عبد الكريم ثعيل أن من شأن تحرك الجيش الوطني التابع للشرعية أن يلعب دورا إستراتيجيا كبيرا في الأيام القادمة باتجاه مساندة المقاومة التي يقودها أنصار صالح ضد مليشيات الحوثي في العاصمة صنعاء.
وقال ثعيل للجزيرة نت "هناك كثير من الأمور التي يمكن أن يحدثها هذا التحرك في قلب موازين الصراع مع مليشيات الحوثي في صنعاء في حال تقدمت الوحدات العسكرية التابعة للجيش الوطني والمقاومة الشعبية نحو صنعاء، وحدث اختراق عبر جبهة صرواح وخولان".
وأضاف أنه في حال كان هناك تنسيق بين الجيش الوطني وبين الانتفاضة الشعبية المشتعلة في أمانة العاصمة، فإنه بالإمكان فتح جبهات جديدة في محيط صنعاء وعمران وغيرها من المناطق التي يوجد فيها أنصار الشرعية وكذا أنصار علي صالح الذين أعلنوا رفضهم للحوثيين.
المصدر : الجزيرة نت
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها