هل تحاول إيران تضخيم العملة اليمنية كـ"أداة حرب"؟.. موقع أمريكي يجيب
يعتقد موقع (Lawfare) الأمريكي المعني بالدراسات والبحوث المتعلقة بالقانون والأمن القومي الأمريكي أنَّ الجمهورية الإيرانيَّة قامت بتضخيم العملة اليمنية لاستخدامها في استهداف اقتصاد البلد الذي يعاني من حرب أهلية طاحنة.
وأشارت كاتبة الموضوع ميغان ريس وهي زميلة رفيعة المستوى في مجال الأمن القومي في معهد " R Street Institute" إلى أنّ مكتب الحزانة الأمريكي لمراقبة الأصول فرض عقوبات يوم 20 نوفمبر/تشرين الثاني على أفراد وكيانات مرتبطين بعملية نفذتها قوة "قدس" الإيرانيَّة لطباعة عملة مزيفة من الريال اليمني تقدر قيمتها بمئات الملايين من الدولارات الأمريكيَّة، مستخدمة معدات أوروبية.
ولفتت الكاتبة في تحليلها، الذي ترجمه "يمن مونيتور" إلى أنَّ الخزانة الأمريكيَّة لم تصدر سوى معلومات محدودة عن المؤامرة، ولكن من المرجح أن تحفز العقوبات صناع القرار على تحليل تحركات إيران التالية بعناية.
إنَّ هذا التطور المهم يفرض أمرين مهمين -تقول الكاتبة- الأول يجب على الولايات المتحدة أن تولي اهتماما وثيقا لماذا كانت إيران تريد استخدام الحرب الاقتصادية لزعزعة استقرار اقتصاد الخصم، وكيف يمكنها ذلك؟ ثانيا، تمكنت "قوة قدس" من إدخال أوروبا إلى أفعالها، ما يتطلب استجابة من الاتحاد الأوروبي للمشكلة؛ إذا فشلت أوروبا في الاستجابة بشكل كاف، فإنها قد تشجع الحرس الثوري الإيراني للمزيد من العمليات المماثلة.
لماذا اختارت العملة اليمنية؟!
وقالت الكاتبة إنَّ الإشارة إلى أنَّ "قوة قدس" الإيرانيَّة، كانت تطبع الريال اليمني تدعو للسؤال: لماذا اختارت إيران تزوير العملة اليمنية على وجه الخصوص؟
وتشير الكاتبة إلى أنَّ اليمن كانت في خضم حرب أهلية منذ2015، وهذا يعني أنَّ الحكومة ضعيفة ولا تملك الموارد لوقف خُطَّة التزوير واسعة النطاق. لذلك ينبغي أن ينظر صناع القرار أيضا في الأثار والدوافع لاختيار إيران العملة اليمنية المزيفة. ربما - وهذا لا يزال تخمينيا - قد تحاول إيران تعميم العملة المزيفة من أجل زعزعة استقرار الاقتصاد اليمني من خلال التضخم. والبنك الدولي يقدر أن اقتصاد اليمن انكمش بنسبة 37.5 في المئة منذ 2015 مع ارتفاع متزامن في معدل التضخم. وتدعم إيران حاليا التمرد الحوثي ضد الحكومة اليمنية، وترسل أسلحة فتاكة على نحو متزايد إلى المنطقة، وبالتالي لديها مصلحة في إضعاف الحكومة واقتصاد البلاد.
ولفتت الكاتبة إلى أنَّ هذه ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها طهران التزوير كأداة للحرب الاقتصادية: فقد ارتبطت إيران بمخطط تزييف يستهدف الاقتصاد العراقي في عام 1992. حيث غمرت الاقتصاد العراقي بأموال مزيفة من أجل زيادة التضخم وزعزعة استقرار الاقتصاد. وقد يشير إعلان التزوير الأخير لهذا الشهر إلى أنهم ينفذون خطة مماثلة لزيادة التضخم في اليمن.
استهداف أوروبا
وتشير الكاتبة إلى أنَّ وزارة الخزانة كشفت أنه بالإضافة إلى طباعة مئات الملايين من الريال اليمني، استخدم الإيرانيون بجرأة المعدات الأوروبية لمتابعة خططهم. واستخدمت قوات قدس الشركات في ألمانيا للتحايل على ضوابط التصدير الأوروبية والحصول على معدات لطباعة الريال اليمني.
وقالت الكاتبة إنَّ الكشف بكون "قوة قدس" استخدمت الشركات الألمانية للحصول على معدات التزوير يجب أن تعطي الأوروبيين وقفة في جهودهم لإعادة الإدماج مع إيران، بعد الاتفاق النووي الإيراني. وأوضحت هيلغا شميد، مديرة الخدمات الدبلوماسية في الاتحاد الأوروبي، أن هناك زيادة بنسبة 94٪ في التجارة الإيرانية الأوروبية في النصف الأول من عام 2017 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. ومن المؤكد أن تلك المليارات من الدولارات في التجارة الجديدة ستحفز الشركات الأوروبية للضغط على حكوماتها لتجنب فرض عقوبات إضافية على إيران. ومع ذلك، بما أن إيران تستخدم الأموال النقدية لمتابعة أنشطتها المزعزعة للاستقرار مثل دعمها الموثق جيدا للإرهاب، بما في ذلك الهجمات الإلكترونية ضد النظام المالي الأمريكي، فإن استخدام الشركات الألمانية من المرجح أن تزيد من ثقل نداءات وزير الخارجية ريكس تيلرسون للحكومات الأوروبية بفرض عقوبات على الحرس الثوري الإيراني.
وقالت الكاتبة إنَّ على الولايات المتحدة أنَّ تتابع تأثير العقوبات في إيران بعناية إلى جانب الضغط من أجل عقوبات أوروبية ضدها. مشيرةً إلى أنَّ فشل أوروبا في وضع عقوبات قد يشجع الحرس الثوري الإيراني، الذي من المرجح معرفته بكون أوروبا تريد تجنب إيذاء التجارة مع إيران مرة أخرى خوفاً من خسارة العائدات الناتجة.
واختتمت الكاتبة تحليلها بالقول: "وفي نهاية المطاف، فإن أي مناقشة للعقوبات الاقتصادية ضد المجموعة "التي تزيف العملات" في إيران ينبغي أن تخدم غرضا أكبر من مجرد وقف ومعاقبة منظمة ملتزمة منذ وقت طويل بأعمال غير مشروعة؛ يجب أن تدفع الولايات المتحدة وحلفائها إلى التفكير في كيفية الحد من سلوك إيران السيئ الآن والتفكير في كيفية قيام إيران بوضع الاستراتيجيات لتحقيق أهدافها الجيوسياسية المستقبلية".
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها