الجنوبيون يتشتتون في ثلاث ساحات إحتفالية بمناسبة ذكرى اكتوبر في عدن
تحول الاحتفاء بذكرى ثورة 14 أكتوبر 1963م، ضد الاستعمار البريطاني، في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، الى استعراض للقوة العسكرية للاطراف المتصارعة في، لارهاب حلفائها بالامس وخصومها اليوم، ضمن محاولة كل طرف تصدر المشهد وازاحة الاخر.
ثلاث ساحات، شهدتها مدينة عدن في ذات اليوم ونفس المناسبة، وكانت على وشك التحول إلى مواجهات مسلحة بين قوات عسكرية تابعة للحكومة الشرعية وقوات ما يسمى الحزام الامني المؤيدة للانفصال، لكن تم نزع فتيل التوتر وتاجيل موعده ليس اكثر.
الحكومة الشرعية تصدم دعاة الانفصال
مثل الحدث الابرز في الاحتفاء هذا العام بذكرى ثورة اكتوبر في عدن، العرض العسكري الكبير والاول من نوعه منذ تحرير المدينة عام 2015م، والذي نظمته الحكومة الشرعية بحضور رئيس الوزراء احمد بن دغر، بمشاركة وحدات من فصائل الجيش الوطني، ارتفع فيها علم الوحدة اليمنية ونشيدها الوطني، وهو ما شكل صدمة كبيرة لانصار الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال، والمؤيدين لما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة محافظ عدن المقال عيدروس الزبيدي.
ووجه بن دغر في كلمته بالعرض رسائل تحذير مبطنة وشديدة اللهجة الى دعاة الانفصال.. محذرا من العنف أو مجرد التفكير في الاستيلاء على السلطة بالقوة كما فعل الحوثيين في صنعاء، في إشارة إلى تجمع ممثل لأنصار ما سُمي المجلس الانتقالي الجنوبي والذي حدث في شارع المعلا.
وأكد إن الدولة الاتحادية هي الحل الوحيد والمقبول على نطاق وطني وإقليمي ودولي واسع لوقف العنف، وهي المشروع المنطقي لوقف الدمار.
وتعبيرا عن صدمة انصار الحراك الانفصالي من العرض العسكري للشرعية، حاول جنود تابعين لما تسمى قوات الحزام الامني، وعقب انتهاء العرض افتعال اشتباكات باطلاق النار صوب معسكر صلاح الدين الذي اقيم فيه العرض، لكن القوات العسكرية الحكومية ردت عليهم ما اجبرهم على الانسحاب.
خيبة أمل كبيرة لمؤيدي مجلس الزبيدي
استبق عيدروس الزبيدي، فعالية اليوم في المعلا، بالحديث عن انه سيعلن خلالها عن مفاجاة، لكن خيبة الامل الكبيرة اصابت انصاره الذين كانوا يترقبون ويتكهنون بنوعها لساعات، وتركزت اغلب التوقعات على اعلان الانفصال وتشكيل مجلس عسكري وحكومة جنوبية.
لكن الزبيدي خيب آمالهم، واعلن عن تأسيس الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي من (303) أعضاء من كافة محافظات الجنوب وشرائحه المجتمعية. مضيفاً أن الجمعية هي أعلى سلطة مشرّعة (برلمان) في المجلس الانتقالي الجنوبي، مشيرا إلى أنها ستدشن أعمالها في نوفمبر/تشرين الثاني القادم.
وأكد على ما وصفه التصعيد الشعبي ضد حكومة بن دغر، متهما إياها بالفشل في الخدمات وممارسة العقاب الجماعي ومحاولة إعادة ما أسماها القوات الشمالية.
وذهب مراقبون، الى ان الزبيدي هدف من وعده باعلان مفاجاة حشد اكبر عدد من الجمهور، لكن مع ذلك جاءت الحشود أقل بكثير مما كان متوقع او تلك التي خرجت يوم الإعلان عن المجلس في مايو الماضي، ما يدل على ان انصاره اصيبوا بالخذلان واليأس من ان يقدم لهم مجلس الزبيدي أي جديد غير الوعود واستخدامه كاداة في الصراع القائم مع الشرعية اليمنية.
المقاومة والحراك الجنوبي
الساحة الثالثة كانت ساحة العروض في خور مكسر وكانت هذه الساحة مكاناً طوال السنوات العشر الماضية لجميع فعاليات الحراك الجنوبي الذي يطالب بالانفصال عن الشمال، وبالرغم من أنَّ الذين تواجدوا في هذه الساحة يتفقون من المجلس الانتقالي بخصوص الانفصال إلا أنهم يرفضون المجلس ويرفضون الدعم الإماراتي المُقدم لقيادات.
وقال بيان صادر عن هذه الساحة: إلى جانب الحراك الجنوبي لم تسلم المقاومة الجنوبية التي انبثقت من رحمه من محاولات تعطيلها عن دورها الوطني في تحصين ثورة الجنوب والذود عن حياض الوطن وهي محاولات مستمرة وستبوء بالفشل أيضا: ذلك أن الحراك والمقاومة اليوم صنوان لوجه الثورة الجنوبية الحقيقية.
وجدد البيان تأكيده على الاستمرار في هدفه بتحقيق الانفصال. كما أكد على العلاقة مع دول التحالف العربي الذي تقوده السعودية ودعا التحالف إلى تعزيز الخدمات الاجتماعية والأمنية في المحافظة، مجدداً التأكيد على دعم الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها