تقرير استخباراتي أمريكي يكشف مستقبل الأزمة اليمنية ومصير تحالف «الحوثي» و «صالح»
نشر المعهد الاستخباراتي الأمريكي الشهير «ستراتفور» تقريره الخاص بتوقعات الربع الرابع من العام الحالي 2017م، والذي يتنبأ فيه بمسار الأحداث السياسية حول العالم، حيث أفرد المعهد كعادته مساحة خاصة للحرب في اليمن ومسار التسوية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة.
موقع «مأرب برس» تابع توقعات «ستراتفور» بخصوص الشأن اليمني، حيث أشار التقرير الى ان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مفترق الطرق في العالم. وتشمل شبه الجزيرة العربية، وجبال إيران، وسهول تركيا، وصحارى بلاد الشام، والأراضي الواقعة شمال الصحراء، وجميع السواحل بينهما.
وتتلخص قصة المنطقة، كما هو الحال في كثير من الأحيان، في الأماكن العالقة بين اللاعبين الأجانب، وقصة التبادل التجاري والصراعات.
والقوى التقليدية في المنطقة حاليا هي تركيا وإيران، والمملكة العربية السعودية ومصر هي القوى البارزة، وتتنافس جميعها للتأثير على الدول الضعيفة في المنطقة، الأمر الذي يجعل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ساحة للعنف وعدم الاستقرار.
ومن الحرب في سوريا والعراق واليمن إلى استفتاء الاستقلال في كردستان العراق، سيكون لإيران يد في كل قضية ملحة تقريبا في الشرق الأوسط هذا الربع. وهكذا، سنراقب المنطقة عن كثب لنرى كيف تتفاعل طهران مع العالم، خاصة في الوقت الذي يكون فيه اتفاقها النووي مع القوى العالمية أكثر هشاشة من أي وقت مضى. وفى محاولة للحد من نفوذ طهران المتزايد في الشرق الاوسط، يضغط العديد من المسؤولين الأمريكيين لإعادة النظر في تطبيق بعض العقوبات ضد إيران، تلك التي تم تجميدها وفق خطة العمل الشاملة المشتركة.
ولن تكون الاتفاقات التجارية الأخيرة لإيران مع أوروبا آخر محاولاتها لتطبيع دورها في المجتمع الدولي. وبينما يتصاعد الضغط من واشنطن، ستسعى طهران إلى الحصول على المساعدة في أماكن أخرى، من خلال إعادة الروابط تدريجيا مع السعودية وتركيا. ومن شأن العلاقات الأقل عدائية مع هذين المنافسين أن تمكن إيران من إبقاء منافسيها على مقربة، من أجل تحقيق أهداف معينة، بما في ذلك إصلاح سمعتها.
الحرب في اليمن
وبحسب ستراتفور سوف تصطدم مصالح السعودية وإيران في ساحة أخرى في الشرق الأوسط، وهي ساحة الحرب الأهلية اليمنية. ومع عدم وجود نهاية في الأفق للصراع الذي طال أمده، بدأت التصدعات تنتشر داخل تحالفات البلاد الشمالية والجنوبية.
أما في الشمال، فإن التحالف العملي بين الحوثيين وأتباع الرئيس السابق علي عبد الله صالح قد تعرض لضغوط متزايدة حيث حارب أعضاء الفصيلين بعضهما البعض. ومع ذلك، فسوف يستمر تحالف المتمردين طالما لا يزال الحل السياسي للحرب بعيد المنال.
ومع كل محاولة جديدة يقوم بها المتمردون الحوثيون لإطلاق الصواريخ باتجاه السعودية، ستصبح الرياض أكثر اقتناعا بأن إيران تهرب لهم الأسلحة، الأمر الذي يؤكد التهديد على حدود المملكة.
ومن ناحية أخرى، سيسعى الجنوب إلى كسب مزيد من الحكم الذاتي من دول الخليج والحكومة التي تتخذ من عدن مقرا لها.