قراءة تحليلية في خروج بحاح المفاجئ !
ليست عودة نائب رئيس الجمهورية رئيس الوزراء المقال خالد بحاح الى واجهة الأحداث في اليمن هذه المرة كسابقاتها، فالرجل جاء هذه المرة – على ما يبدو - وهو يحمل في جعبته كثيراً من الملفات والحسابات التي لم تتم تصفيتها بعد مع قيادة الشرعية.
وبدأ الرجل مؤخراً في شن هجوم كبير على الشرعية اليمنية، متوعداً بكشف كثير من الملفات والوثائق التي توضح حجم الفساد والنهب الكبير للمال العام الذي تم بإشرافها ورعايتها – بحسب ما يزعم - خلال الفترة الماضية.
وتضمنت آخر تغريدة كتبها الرجل، والتي حملت الرقم (4)، اتهامات خطيرة للشرعية بنهب مبلغ 700 مليون دولار من عائدات نفط المسيلة بحضرموت خلال عام واحد، مضافاً لها مبلغ 400 مليار ريال يمني، مشيراً الى ان الوثائق التي تثبت صحة الاتهامات بحوزته.
كما أنه اتهم في تغريدة سابقة حملت الرقم (3) الشرعية بسرقة مليارات الريالات شهرياً عبر تزوير كشوفات المجندين في قوام الجيش اليمني وإضافة آلاف الأسماء الوهمية الى الكشف، مدعياً أن قوام جيش "الشرعية" يبلغ اربعمائة وخمسة وعشرون ألف عسكري، وهو عدد ضخم، يناهز عدد جيش كامل.
كما لم يخف الرجل امتعاضه من قرارات الرئيس هادي التي قضت بإقالة عدد من المسئولين في عدد من المحافظات جنوب اليمن، واصفاً تلك القرارات بالنزقة، في تطور لافت لحدة الخطاب الذي بدأ بحاح ينتهجه ضد الشرعية بعد أن كان سابقاً يغلف مواقفه بقوالب دبلوماسية وغير صريحة.
وكان بحاح قد حط رحاله في اليمن مجدداً بعد غربة طويلة قضاها في عدد من العواصم العربية والأجنبية منذ إقالته قبل عام ونصف، حيث وصل الى مطار الريان بالمكلا أواخر يونيو الماضي، وهي عودة وصفت بـ "المفاجئة" حينها.
ماذا يريد بحاح؟
الظهور اللافت والقوي في الساحة الإعلامية لبحاح دفع كثيرين ومن ضمنهم السكرتير الصحفي السابق للرئاسة اليمنية مختار الرحبي للتساؤل عن سر هذا الظهور ، وسبب اختيار بحاح هذه الفترة بالذات لشن هجوم كبير على الشرعية والنيل منها.
ولعل أكثر الآراء انتشاراً في فضاءات النقاش بين ناشطي مواقع التواصل الاجتماعي حول الأسباب الحقيقة التي دفعت بحاح للتحرك في هذا الوقت بالذات، هو أن هجومه جاء رداً على التحركات الميدانية المؤثرة التي يقوم بها رئيس الوزراء الحالي الدكتور أحمد عبيد بن دغر في عدد من المحافظات اليمنية الجنوبية، والتي حققت نجاحات باهرة في إطار تمكين السلطة الشرعية من فرض نفوذها عليها، بحسب ما يراه ضالعون في المشهد المحلي.
ويرى أصحاب هذا الرأي أن بحاح كان ينتظر سقوطاً مدوياً للشرعية في مدن الجنوب، لكن ما جرى في الآونة الأخيرة من مكاسب لها، وبالأخص نجاحها في تنظيم احتشاد جماهيري كبير بمدينة أبين يدعم توجهاتها، دفعت رئيس الوزراء المقال الى الخروج عن صمته والتصريح بما يحمله من أهداف سياسية خارج إطار المنظومة الشرعية.
ولعل من الجدير ذكره هنا هو أن أول تغريدة لبحاح ضمن مسلسل تغريداته المرقمة من 1 وحتى 4 نشرت تباعاً في صفحته عقب تصريح الشرعية عبر "بن دغر" اعتزامها دمج القوات الأمنية والعسكرية الحالية، والتي تشكلت تحت أطر مناطقية، بشكل أوسع بحيث لا يمكن معه توصيف أي تشكيل عسكري بانتمائه لمنطقة جغرافية معينة.
وأبدى كثيرون علامات استفهام حول الإشارة التي يمكن أن تفهم في الداخل من موقف التحالف العربي من قيادة الشرعية الراهنة، خاصة وأن هجوم بحاح عليها يأتي وهو متواجد في العاصمة السعودية الرياض.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها