الأضحية في الأسواق اليمنية (لمن إستطاع إليه سبيلاً)!

الأضحية في العيد هم آخر يضاف إلى هموم الأسرة اليمنية لتأدية سنة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم وشعيرة من شعائر المسلمين في عيد الأضحى المبارك .

الأضحية في اليمن تحمل هذا الموسم سعار ( من استطاع إليه سبيلا) بعد عام كامل من انقطاع المرتبات وتضاعف الحالة السيئة لدخل الأسرة اليمنية وسط انهيار مستمر للعملة اليمنية والمعيشة الاقتصادية .

يقول ” أحمد صالح ” يخرج بشكل شبه يومي إلى سوق ” الماشية ” في منطقة ” نقم ” – شرق العاصمة صنعاء لينظر في حال السوق وأسعاره وحالة المتسوقين الذين يجدهم زائرين لا أكثر .

أكثر من يدخل سوق الماشية من ذوي الجيوب الفارغة أو شبه الفارغة عله يجد أضحية تناسب وضعه المالي إلا أن الغالب يبوء بالفشل كما باءت جهود السلام بالفشل في إنهاء الحرب القائمة .

يجري ” أحمد ” مفاوضات مع المتسوقين ويجد أغلبهم يعيش بأريحية كاملة رغم العوز التي يعيشها المواطن والبعض ربما يتبادل معه النكت والضحكات ليهزم بها ألم الفقر ويلجم دموع الحسرة .

أسعار الأضحية تتجاوز مبلغ 30 ألف ريال بما يقارب 100دولار بسعر صرفها الحالي مقابل العملة اليمنية .

30ألف ريال هي راتب الجندي اليمني تزيد قليلاً أو تنقص إلا أن الجندي لم يرا ذلك الراتب منذ سنة كاملة .

هناك أغنام و” أخرفة ” مستوردة من بلدان أفريفية ويتم بيعها في السوق المحلية اليمنية وتصل إلى غالبية المدن اليمنية وتكون أقل سعراً من الماشية اليمنية ويلجأ الكثير لشراء هذا النوع من الأضحية الأقل قبولاً لدى الأسرة اليمنية .

” أين الأضحية ياعيد وبأي حالة عدت ياعيد ” لغة متداولة حالياً بين أرباب الأسر اليمنية في الأيام الحالية التي تمتلئ فيها الأسواق بالأغنام والماشية بأسعار مرتفعة مقابل مواشي أخرى قادمة من أرض الصومال وإثيوبيا بأسعار أقل .

متوسط أسعار الماشية اليمنية تصل إلى 30 ألف ريال بينما متوسط سعر الماشية من الأغنام القادمة من بلدان أفريقة تصل إلى 18 ألف ريال بمايقارب 50 دولاراً .

حسب تقارير الأمم المتحدة فإن قرابة 20 مليون يمني بحاجة إلى مساعدات إغاثية عاجلة بعد وقف المرتبات منذ سنة كاملة خصوصاً في مناطق سيطرة الحوثيين وسط وضع صحي سيء يعيشه الإنسان اليمني خصوصاً الأطفال وضحايا مرض الكوليرا من جهة وارتفاع درجة الحرارة وحالات سوء التغذية في عدد من المدن الساحلية اليمنية .

يضيف ” أحمد ” أن عدد من مرتادي سوق الأغنام في ” نقم ” يخرج والحسرة تكفكفه بدموع جافة يدخل إلى السوق متسللاً ويخرج منها كما دخل كي لايراه أحد ولايعرف لماذ جاء إلى السوق .

يتردد الكثير إلى السوق لأيام متواصلة أو بشكل شبه يومي منذ أسبوعين قبل يوم العيد عله يجد ما يناسب ذلك المبلغ من المال الذي يملكه أو أخذه سلفة من موظف في القطاع الخاص ’ أو حوالة مالية من قريب مغترب خارج اليمن , وهذا حال الكثير من الأسر اليمنية .

المزارعون ومالكي تلك الأحواش الكبيرة من المواشي في الأسواق اليمنية لم يراعوا حالة الأسرة اليمنية وفق ” أحمد ” بل زاد جشعهم إلى جانب تجار الأغنام الذين يذهبون إلى القرى لشراء تلك المواشي وإدخالها إلى السوق وبيعها بأسعار خيالية تفوق سعر شراءها ربما إلى الضعف .

أربعة أيام فقط تفصلنا عن عيد الأضحى المبارك وملايين الأسر اليمنية بلا أضحية بعد أن تحول هذا الحدث الديني إلى حدث تجاري بالمقام الأوّل.

يقول تجار المواشي بإنه خلال العشر الأوائل من ذي الحجة تشهد أسواق المواشي ارتفاعا كبيرا في أسعارها، وخاصة المواشي البلدي كون معظم أصحاب تهامة يعتمدون على تربية المواشي ويعتمدون طول العام على ما يبيعونه في العيد .

لا تزال حالة الفقر المنتشرة في الوسط اليمنية تلعب دورا أساسيا في مظاهر استقبال عيد الأضحى حيث يلجأ الكثير من اليمنيين إلى شراء اللحوم بالكيلو ليوم أو يومين فقط، أو الشراكة بين مجموعة أسر في أضحية واحدة.

تشهد أسواق الماشية اليمنية ركوداً كبيراً ويحمل سببين رئيسيين هما انعدام المرتبات وقلة الدخل وارتفاع أسعار المواشي ثانياً .