مونودراما سأموت في المنفى لغنام غنام.. العرض المسرحي الحميمي
عدن بوست - بقلم: د. جبار خماط: الاثنين 28 أغسطس 2017 04:38 مساءً
مونودراما سأموت في المنفى للفنان غنام غنام ، حياة اسلوبية متقنة الفن ، لها نسيج موضوعي يعيش في الوجدان العربي ، أثث لها المؤلف والمخرج والممثل غنام غنانم ، بحروفيات لها وجوه كلمات تغوص في الذاكرة ، تستخرج منها الألم والنجاح على حد سواء ، كوفية وكرسي وممثل ، يؤسس معها حالات وخبرات، يتفاعل معها الجمهور ، الذي ينتقل من مجال سينوغرافي الى آخر ، ينتظره الجمهور ، وكأنه يمثله في حياته العامة ، وهنا يتحول الممثل الى قائد رأي، قابل للاتصال وانتاج رسائل بصرية وسمعيةوحركية ، نجح في صياغتها باتقان . يتحرك العرض المسرحي ، على نغمتين زمنيتين ، نغمة تسكن الماضي، وثانيهما تبني حاضراً ، تشترط من المتلقي الانتباه ، للجسر الايقاعي الرابط بين الزمنين ، وهو يتطلب مرونة في الاداء التمثيلي ، الذي يغادر التعقيد والتكلف ، ويميل الى صناعة اللحظة اليسيرة التي تسمح للمتلقي التفاعل معها ، فكرا وشعوراً ، مما يتطلب حضورا فاعلا للاتي :
1-بناء الصوت ايقاعيا
2-الابتعاد عن الافراط الحركي
3-انتاج التاريخ بالجسد وعلاماته المعروفة لدى المتلقي
هذه العناصر ، تمكن المخرج والممثل من استثمارها مسرحياً، يدفعه هدف فني، يتمثل بالجمهور ، بوصفه شريكا مراقبا ، لصناعة وحدات العرض المسرحي ، في حميمية ، تكاد تكون غائبة ، أو مترددة الحضور في كثير من العروض المسرحية . غنام غنام مبدع في إيجاد عروض مسرحية تتجاوز مفهوم النخب الثقافية ، لتتواصل مع الناس في كل مكان ، فئات عمرية مختلفة ، وطبقات اجتماعية وثقافية متنوعة ، إنه المسرح الذي يعيش بين الناس في تقديمه المسرحي الذي يتسم بالعمق والتاثير النفسي والفكري ؛ الذي يحتاجه جمهورنا العربي .
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها