إرتفاع جنوني لأسعار ملابس العيد بعدن "تقرير"
انتقل الجدل حول الارتفاع الجنوني لأسعار الملابس في مدينة عدن من الأسواق إلى وسائل التواصل الاجتماعي، حيث باتت الفرحة بقدوم عيد الفطر منقوصة بالنسبة لكثير من المواطنين، نظراً لارتفاع أسعار ملابس العيد هذا العام، وعدم استلام بعض الموظفين مرتباتهم، ما جعل شراء الملابس مقتصراً على «من استطاع إليها سبيلاً».
أسعار جنونية
وتشهد مدينة عدن ارتفاعاً جنونياً وغير مسبوق في أسعار ملابس العيد مقارنة بالأعوام السابقة , ويحمّل المواطنون الحكومة مسؤولية تدهور الأوضاع وارتفاع الأسعار، الذي يتزامن مع ظروف معيشية ومادية صعبة فرضتها تداعيات الحرب على السكان، وعدم استلام بعض موظفي القطاع العام في الدولة مرتباتهم والبالغ عددهم نحو مليون ومائتي موظف .. يقول المواطن عبد الناصر حليم، لـ«العربي»، إن «الأسواق هذا العام تشهد ارتفاعاً ملحوظاً في أسعار الملابس خصوصاً الأطفال، وأقل سعر لبدلة طفل رضيع باتت تتجاوز الـ6 " آلاف ريال "، بعد أن كانت لا تتجاوز الـ3 آلاف ريال، وهذا شيء لا يعقل».
أسباب اقتصادية
ويرى الخبير الاقتصادي، ياسر اليافعي، أن غياب دور الرقابة ساهم في زيادة جشع التجار، الذين ضاعفوا هامش الربح وخاصة قبل عيد الفطر. ويلفت إلى أنه خلال جولته في أحد الأسواق وجد أن الأسعار مرتفعة جداً، ولاسيما ملابس الأطفال من عمر سنة واحدة، والتي تصل إلى 8 آلاف ريال. ويدعو اليافعي التجار إلى «الخوف من الله، وعدم استغلال غياب الرقابة الحكومية، والاكتفاء بهامش ربح بسيط، لاسيما وأنهم يعلمون الظروف التي تمر بها الناس في عدن». ويرجع البعض الأسباب الرئيسة لارتفاع الأسعار إلى غياب الجهات الرقابية الحكومية على المحلات التجارية والأسواق العامة، وتراجع سعر تداول العملة المحلية، الريال اليمني، أمام العملات الأجنبية وفي مقدمتها الدولار الأمريكي والريال السعودي والدرهم الإماراتي.
الأسواق الشعبية اتهم عدد من المواطنين التجار بالجشع لاستغلالهم مناسبة العيد ومضاعفة الأسعار ، تقصد السيدة زهرة الأسواق الشعبية حيث الأسعار معقولة، وفي كل مرة تشتري مستلزمات معينة حتى تتمكن من شراء ملابس العيد لجميع أفراد أسرتها، ففي النهاية الأطفال يلبسون الجديد في مناسبتي عيدي الفطر والأضحى المباركين فقط وما دون ذلك يكون حسب الظروف المادية، بحسب قولها. ورغم أن لديها من الأبناء خمسة، إلا أنها تؤكد أن ارتفاع أسعار الملابس لن يكون عقبة أمام ظهور أطفالها بحلة العيد في صبيحة الفطر.
باعة الأرصفة
ويجد باعة الأرصفة في رمضان وعيد الفطر مناسبة ذهبية للكسب السريع، حيث لا تسمح الحالة المادية لبعض الأسر بشراء الملابس المعروضة في الأسواق والمحلات التجارية، نظراً لأسعارها التي لا تتناسب مع دخلها، لذا تلجأ تلك الأسر إلى شراء الملابس من باعة الأرصفة، فالأسعار بالنسبة إليهم معقولة، دون الاهتمام بمدى جودتها.
جشع التجار
واتهم عدد من المواطنين التجار بالجشع، لاستغلالهم مناسبة العيد ومضاعفة الأسعار، وذلك لعلمهم المسبق بأنهم سيبيعونها بأي طريقة ما دام أن أغلب الآباء والأمهات يضطرون لفعل أي شيء من أجل إسعاد أبنائهم يوم العيد، حتى ولو كان ذلك على حساب ميزانية منازلهم، بل وحتى ولو حتم عليهم ذلك اللجوء إلى اقتراض المال من الأهل والمعارف.
تجار يبررون
ورداً على التهم التي وجهت إليهم، يعتبر أحد تجار ملابس الأطفال أنه «لا يمكن لأحد أن يلومنا، لأن الكل يعي الوضع الإقتصادي الذي تعيشه المدينة، ونحن التجار جزء من الشعب، لذا فإننا نتحمل العبء الأكبر من المعاناة، يعمل لدينا عشرات العمال وكلهم محتاجونل للرواتب، أيضاً هناك التزامات ضريبية، وبضاعة تختلف عن بضاعة وموديل عن موديل آخر، وكل شخص يأخذ ما يناسبه وفق الدخل الخاص به ووفق أولوياته واحتياجاته».
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها