القصة الكاملة لاحداث المنصورة (من أول طلقة لآخر قتيل)
لا شك أن الساحات لعبت دوراً كبيراً في دعم الثورة الشبابية الشعبية وإذكائها وإبقائها مشتعلة طيلة عام ونصف ولا زالت تؤدي هذا الدور ،، وكانت ساحة المنصورة في بدايتها إحدى هذه الساحات في محافظة عدن وهي أول ساحة سالت فيه دماء وسقوط أول شهيد في الثورة الشبابية ( محمد على شاعن ورفاقه) ، وكانت تزخر بالفعاليات المختلفة لكافة فصائل العمل الشبابي المنظم للثورة ، ومع عودة الحراك الانفصالي ومحاولته إعادة ترتيب صفوفه بعد أن سحبت الثورة الشبابية البساط عيه وأندفاع الشباب في المحافظات الجنوبية للمطالبة بإسقاط النظام بزخم شعبي كبير في 16/فبراير/2011م تفاعلا مع ثورة الشباب التي انطلقت في 11/فبراير2011م من تعز ، حاول شباب الحراك ترتيب صفوفهم بعد أن شعروا أن الثورة الشبابية سحبت البساط من تحت أقدام الحراكيين حيث قاما الشباب المنتمي للحراك الانفصالي بالتجمع في ساحة الشهداء وحولوابسط سيطرتهم على الساحة من خلال العمل على إقصاء الآخرين بكافة أطيافهم وانتماءاتهم منها وإعلان الساحة كأكبر ساحة تجمع للمطالبين بالانفصال حيث أصبحت الساحة منذ سيطر عليها هي الساحة الرئيسية للمطالبين بالانفصال وأصبحت موقع لتجمع أنصارها وإنفاذ نشاطها ... ويوماً بعد يوم ظهرت التباينات بين القائمين عليها فتمكن المتطرفين من إقصاء كل المعتدلين في الحراك الجنوبي ( وهم التيار المطالب بالفيدرالية ) و تنحيتهم لصالح التيار المتطرف المنادي بفك الارتباط ( التابع لعلي سالم البيض ) المتحالف مع إيران .ومنذ تلك الفترة بدأت تظهر الإعمال العدائية والمتطرفة وبدأت رغبات فرض الأمر الواقع بقوة السلاح هي السائدة ضد كل من يخالف رجال البيض وأنصاره وبدأت كثيراً من الأعمال الخارجة عن القانون تسطو على السطح في الساحة التي تحولت إلى وكر يمارس فيه كثير من الأعمال الإجرامية والفوضوية لا سيما بعد أن هجرها شباب الثورة وطلاب الجامعات والمواطنين الشرفاء التواقين للتغيير ، وأصبحت الساحة ملكية خاصة لفئة من الشباب المنحرفين سلوكياً ، وأصبحت منطلقاً لكافة الأعمال والممارسات التي تزعزع الأمن والاستقرار وتشكل تهديداً وخطر حقيقيا على أرواح المواطنين ,حيث بدأ أصحاب المنازل المجاورة للساحة بمغادرة منازلهم وأصحاب المحلات التجارية والمطاعم والفنادق بإغلاق محلاتهم بعد تعرضهم لعملية الابتزاز والاختلاس والنهب من قبل بعض الشباب في الساحة ,بعد قيام شباب الحراك بقطع طريق المنصورة العام من قبل تلك الفئة تحت ذرائع واهية ( حتى لا يعلم أحد بتلك الأعمال التي تتنافى مع القيم والأخلاق والتي تمارس في الساحة ) التي صارت تشكل مصدر لزعزعة الأمن والاستقرار وإقلاق السكينة في محافظة عدن ووكرا للعصابات المسلحة التي بدأت تقوم بعمليات التقطع والسلب والنهب للمرافق العامة والخاصة والسيارات التابعة للمؤسسات الحكومية والقطاع الخاص, ونهبها حيث كان حي ريمي مسرحا لمعظم عمليات التقطع الخارجة عن القانون. وأصبح وجود العصابات في الساحة وبقاء الشارع العام مغلقا يشكل تهديدًا للأمن والسكينة وأرواح المواطنين وممتلكاتهم..
بقايا النظام والبيض يسلحون شباب الحراك لعم الفوضى والانفلات الامني
ارتفعت صرخات المواطنين في كل أنحاء عدن منددة بحالة الانفلات الأمني واكتفاء قوات الأمن بالتفرج على ما يحدث من أعمال تقطع وقتل وسلب ونهب وإطلاق النار العشوائي وانتشار السلاح والحبوب المخدرة في أوساط الشباب وانتشار العصابات المسلحة المنظمة في كل انحاء وشوارع مدينة عدن التي فقدت طابعها المدني الذي عرفت به منذ (80)عاما بسبب انتشار العصابات المسلحة وقيام بعض قيادات السلطة المحلية المحسوبة على نظام المخلوع بعد تقديم المحافظ القعطبي استقالته بتوزيع اكثر من سبع مئة قطعة سلاح لشباب الحراك المسلح بعد أن شعرت بفقدان مصالحها بفعل الثورة الشبابية التي خرجت تطالب باسقاط نظام الطاغية وبالتالي وزعت السلاح والمال للشباب المتطرف في الحراك من أجل نشر الفوضى وإقلاق الأمن والسكينة في عدن وسافرت للخارج وتركت عدن تغرق في الفوضى حتى يشعر الناس في المدينة أن نظام صالح كان بردا وسلاما عليهم كي يثيروا سخط المواطنين ضد شباب الثورة السلمية هذه كانت رغبة نظام المخلوع الذي سعى للانتقام من شباب الثورة ومدنية عدن عبر التيار المتطرف في الحراك الجنوبي وهو ما لم تدركه قيادات هذا التيار في الداخل التي لم يتعدى تفكيرها حدود مصالحها المادية الضيقة حيث رأت في تدفق رزم الدولارات من بقايا النظام وحوالات البيض فرصتها لتحقيق الثراء لا بد من إغتنام فرصتها ضاربة بأمن عدن ومصالح الناس وأرواحهم وممتلكاتهم حرض الحائط وتركت الشباب يعيثون في الأرض فسادا وعملت على تسفير البعض منهم إلى لبنان من أجل التدرب على حرب العصابات في الشواع على أيدي رجال حزب الله ليعودوا لتنفيذ مشروع الهدم والقتل في عدن خاصة والجنوب عامة تلبية لرغبات رجل إيران المدلل علي سالم البيض الذي لوح وهدد بتقديم شهيد في كل شبر من أراضي الجنوب كي يعود ليحكم الجنوب على جماجم الضحايا وقد سعى البيض جاهدا لتنفيذ مشروعه الدموي في عدن خاصة والجنوب عامة, بعد أن وجد في حالة الانفلات الأمني في عدن غايته لتنفيذ مشروعه الدموي في أراضي الجنوب ,
نجاح الثورة وانتخاب هادي أول خطوة لمواجهة الإنفلات الامني في عدن
لكن نجاح الثورة الشبابية في اسقاط المخلوع صالح وانتخاب المشير عبدربه منصور هادي رئيس للبلاد في انتخابات حره ونزيه بشهادة العالم أجمع كان لابد للرئيس هادي من أن تكون خطواته الأولى في إصلاح الأوضاع لا بد أن تكون من عدن قلب المجتمع المدني في اليمن واستعادة الأمن والسكينه فيها يمثل أول التحديات التي تواجه الرئيس هادي ,لذلك كانت أول قرار اتخذه هادي هو تعيين الشهيد سالم قطن قائدا للمنطقة الجنوبية بدلا من مهدي مقولة ووحيد رشيد محافظا لمحافظة عدن وصادق حيد مديرا للأمن, وقد جاء قرار تعين هذه القيادات في مرحلة حرجة وصعبة للغاية فعمل الجميع بروح الفريق الواحد من أجل استعادة الأمن والسكينة في عدن وبذل محافظ عدن وحيد علي رشيد ومدير الأمن صادق حيد جهودا مضنية حيث كثف المحافظ رشيد من تحركاته ونزوله الميداني وألتقى بكل أبناء عدن بمختلف شرائحهم ومكوناتهم و توجهاتهم السياسية والفكرية والحزبية بهدف التعرف على مطالب الناس عن قرب فكان رد المواطنين وهاجهسهم هو استعادة الأمن السكينة وفتح الشوارع المغلقة والقضاء على العصابات المسلحة, وهذه مهمة شاقه وليس بسيطة, ولذلك بدأ المحافظ تحركاته وسخر كل وقته وجهده لتحقيق غاية مواطني المدينة في استعادة الأمن كي يأمن الناس على أرواحهم وأعراضهم وأموالهم, فالتقى بكل الشخصيات السياسية والاجتماعية والحزبية من أجل اشراكهم في تحمل مسئولياتهم في استعادة الأمن والسكينة وعمل على تشكيل اللجان من أجل الحوار مع الشباب في مديريتي المعلأ والمنصورة بهدف إقناعهم بفتح الشوارع المغلقة مقابل طرح مطالبهم الحقوقية مبديا استعداده للتعامل معها والعمل على حلها واستمر الحوار مع الشباب (107) أيام دون الوصول إلى نتيجة مع شباب لا يستطيعون العيش خارج دائرة الفوضى المتمثلة في أعمال القتل والسلب والنهب والتقطع وتكدير الحياة العامة وتهديد سلمها الإجتماعي , فكان اللجو للحل الامني بإعتباره أخر وسيلة للتعامل مع هذه العصابات المسلحة, فتم فتح شارع مدرم الرئيسي في مديرية المعلا وإعادة تأهيلة حتى عادة الحياة إلية من جديد وقوبلت تلك الخطوة بارتياح واسع وسط أبناء المعلأ خاصة وعدن عامة, وبعد فتح شارع المعلأ تعالت أصوات المواطنين في المنصورة بشكل خاص وعدن بشكل عام للمطالبة بفتح شارع المنصورة الرئيسي وأخذت الضغوط الشعبية تزداد يوما بعد يوم علي قيادة المحافظة للمطالبة بفتح شارع المنصورة الرئيسي, فكانت أولوية المحافظ هي إعطاء الفرصة الكافية للحوار مع الشباب لعلهم يعيدوا إلى رشدهم حتى وصلت كل الجهود إلى طريق مسدود, فلم يجد خيار أخر غير الحل الامني
ولذلك حاولت السلطات الأمنية في عدن فتح الطريق العام في المصورة إلا انها جوبهت بإطلاق الاعيرة النارية من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة مما حدا بالقوات الأمنية الدخول إلى الساحة لتأمين الطريق العام .. ومع انسحاب القوات من الساحة عاد المسلحون لقطع الطريق العام مرة أخرى واكدوا مراراً وتكراراً (( لن يفتح طريق المنصورة العام إلا بعد الاستقلال وطرد المحتل )).
مخالفات شباب الحراك المسلح
ومارس الجناح المسلح للحراك الانفصالي المتحالف مع الحوثيين بدعم وتنسيق إيراني كثيرًا من الأعمال من خلال تلك الساحة خلال الفترة الماضية أبرزها:
قطع الخط العام من "مصنع الغزل والنسيج" حتى جولة "كالتكس" مما ألحق ضررا وتعطيلاً لمصالح المواطنين ومصادر أرزاقهم.أصبحت ساحة المنصورة مرتعًا للمسلحين والمحببين والبلاطجة وتم تعطيل أعمال ونشاط الشركات والفنادق والمحلات التجارية في الشارع العام والشوارع المجاورة للساحة.مثلت الساحة غرفة عمليات لإعاقة وتعطيل العملية الانتخابية لانتخابات رئيس الجمهورية ومحاصرة اللجان بقوة السلاح وقتل جنديين في مدرسة خديجة وإصابة أخرين.اقتحام مبنى المجلس المحلي واحراق وتدمير محتوياته.مهاجمة عددًا من المؤسسات العامة (مؤسسة الطرق والجسور وشرطة المنصورة ومبنى الأمن السياسي).التقطع والنهب والإحراق للسيارات الحكومية والخاصة والقاطرات بصورة يومية.تفجير العبوات الناسفة بشكل واسع لمبنى الأمن السياسي وأماكن أخرى.فتح معتقل في الساحة واحتجاز عددًا كبيرًا من المدنيين والعسكريين في مقدمتهم (ثمانية جنود من الحرس الجمهوري وأبناء طور الباحة).مهاجمة سجن المنصورة المركزي وإطلاق النار عليه باستمرار.المشاركة في تنفيذ عددًا من عمليات الاغتيالات لضباط في الجيش والأمن السياسي وفي مقدمتهم (العقيد الحبيشي قائد كتيبة في المنطقة العسكرية الجنوبية).مهاجمة نقطة كالتكس باستمرار وقتل جنود الأمن العام.تفجير مدخل المنطقة الحرة وقتل اربعة جنود من اللواء 31 مدرع .قتل الضابط الجحافي قنصًا من الدفاع الجوي خلال وجوده على طقم عسكري.نهب مصنع الغزل والنسيج وقتل أحد حراساته.مهاجمة مبنى بلدية المنصورة بالتوافق مع المدعو حسن بنان القيادي الحراكي بقذائف الـ أر بي جي والمعدلات والقنابل والرشاشات في محاولة لإعلان تحرير مديرية المنصورة.نهب سيارة القنصل السعودي والمشاركة في تسهيل اختطافه.مهاجمة المحلات التجارية والبسطات التابعة لأبناء المحافظات الشمالية.مهاجمة قاطرات المواد الغذائية وإفراغها والاستيلاء على سيارات البلدية.الاستيلاء على السيارات الخاصة وقاطرات الديزل وعدم إطلاقها إلا باتاوات.الاستمرار بقطع الطرقات الداخلية للمنصورة.اقتحام المدارس الحكومية والأهلية بحجة رفع علم الجمهورية وترديد النشيد الوطني
الخطر الذي مثلته ساحة الرويشان
مثلت ساحة المنصورة وكراً لعناصر الحراك المسلح، ومعلماً للفساد الأخلاقي، ومنبراً للرذيلة، ومقصداً لبلاطجة الحراك، وأصحاب السوابق، وقطاع الطرق، ومأوى للفارين من شراسة المواجهة في أبين، حيث انتشرت فيها المخدرات، وشرب الخمور بين أوساط الشباب، وصارت مخزّنا للسلاح، وحصنا وملجأ للمطلوبون أمنياً، كما مثلث مصدر إزعاج لكل مواطن في المنصورة لأنّها قطعت عليهم أهم شوارع مدينة المنصورة التي تصلها بخور مكسر، والشيخ عثمان علاوة على أن هناك علاقة مشبوهة تربط هذه المجاميع المسلحة بالحوثيين ومناصري القاعدة وذلك من خلال:
1. سفرهم المتكرر إلى لبنان.
2. سفرهم إلى صعدة والتدريب في معسكرات الحوثيين هناك.
3. تواجد الحوثيين في ساحة المنصورة بشكل متكرر وإقامة العديد من الأنشطة في الساحة.
4. توفير ملاذ آمن لعناصر القاعدة أمثال سامي ديان المتهم بجريمة قتل اللواء الركن سالم قطن
الجهد المجتمعي المبذول لإنهاء مظاهر التوتر في المنصورة
ومع كل هذه الأعمال إلا أن هناك جهودا كبيرة بذلت من أجل تحكيم العقل وتجنيب مديرية المنصورة ومحافظة عدن عمومًا المزيد من أعمال الفوضى والقتل والحفاظ على الأمن والسلم الاجتماعي ويمكن استعراض هذه الجهود على النحو التالي:
1. عقد العديد من اللقاءات مع وجاهات وأعيان المنصورة حضر هذه اللقاءات أكثر من 300 شخصية ووجاهة اجتماعية وبوجود المحافظ وحيد رشيد وبعض أعضاء مجلس النواب مثل الشدادي ومحمد قاسم النقيب ومهدي عبدالسلام.
2. تم تشكيل لجنة من أبناء المنصورة برئاسة محمد قاسم النقيب والقاضي فهيم رئيس محكمة ألاستئناف وعاقل الحارة عثمان باصهيب وأديب العيسي وعبدالله علي جابر ومقبل القميشي ومحمد الحسني وصالح عبدالحق وعلي حسين البجيري وعوض عبدالحبيب والشيخ ياسر العزي امام مسجد محطة الرويشان وآخرين.
3. كما تم تشكيل لجان أخرى مصغرة ، لجنة قامت بمحاورة الشباب ولجنة أخرى للقاء أسر الشهداء في مديرية المنصورة.
4. تم إشراك حسن باعوم أثناء تواجده في المنصورة من أجل المساعدة على التهدئة وإقناع المجاميع المسلحة بفتح الشارع العام وإنها مظاهر الفوضى في المديرية.
5. قام مأمور المديرية بالعديد من الاتصالات بهؤلاء المجاميع من أجل الوصول إلى إنهاء مظاهر الفوضى واستمرت هذه الجهود أكثر من ثلاثة أشهر إلا أن هذه الجهود جميعها تم مواجهتها بالعنف والتعنت ومزيدًا من أعمال البلطجة والفوضى.
6. كما قام مجلس المنصورة الأهلي بجهود في نفس الاتجاه للحفاظ على الأمن والسلم الاجتماعي ومحاولة إقناع المجاميع المسلحة المتواجدة في ساحة المنصورة بالتخلي عن أعمال العنف والفوضى واستخدام السلاح وقطع الشارع العام والابتعاد عن كل المظاهر التي من شأنها تأجيج الأوضاع والدفع بها نحو الاقتتال.إلا أن جميع تلك المفاوضات بين الدولة وشخصيات اجتماعية وشخصيات من الحراك الجنوبي مع المسلحين وصلت الى طريق مسدود و باءت بالفشل بعد أن رفض المسلحون تقديم ضمانات على عدم قطع الطريق العام.
القرار بفتح الطريق العام لمدينة المنصورة
قامت قوات الأمن المركزي بفتح الطريق يوم الجمعة 15/6 بعد انتهاء مهلة فتحه طواعية، ولم تحدث غير مقاومة بسيطة من قبل بعض عناصر الحراك المسلح، أدت إلى إصابة (7)جنود بحسب التناولات الإعلامية، وقررت الجهات الأمنية الدخول الى ساحة الرويشان والسيطرة عليها نظرا لاستهداف قوات الأمن من قبل مسلحي الحراك انطلاقا من ساحة الرويشان وقد عثر أثناء الاقتحام على كميات من الأسلحة تخص عناصر الحراك منها عبوات ناسفة وصواريخ لو وقطعتين بندقية وثلاث قنابل يدوية، كما ألقي القبض على أربعة أشخاص من المطلوبين أمنياَ وقامت قناة عدن يوم 7 / 7 بعرض ما تم الحصول عليه في الساحة تلفزيونيا.
لم ترضخ عناصر الحراك للأمر، كما صنعت في المعلا، بل رأت في ذلك فرصة ثمينة يمكن استغلالها، لإحياء أنشطتها الانفصالية، وعاملاً حيوياً يمكّنهم من بث الروح الثورية الحماسية في أنصارهم، وعودة الزخم المتوقد لنشاطهم الانفصالي، بعد شعورهم أنّ الفتور قد دبّ في صفوف أنصارهم، والدعم المادي قلّ ، والملل ساد في حراكهم ، والنشاط قد خف، والخلاف بين فصائلهم يزداد اشتعالاً يوما بعد يوم، فالبيض وشلته يؤمون إيران، وحسن باعوم وأتباعه يرفضون ذلك التوجه، وقد حدث أن قام بعضهم بإحراق العلم الإيراني في ساحتي المنصورة وكريتر، ورفع العلم السعودي، كما رفعت حركتهم الشبابية بياناً للبيض، يراجعونه فيه من التوجه الصفوي الذي يسلكه بعض المقربين منه(بحسب البيان) فما كان من أولئك المسلحين سوى حمل السلاح وتكليف مجاميعهم المسلحة للقيام بإطلاق النار على القوات المرابطة في المنصورة في اوقات مختلفة من الليل بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة كما تمت محاولات عدة للدخول الى الساحة مرة أخرى ومحاولات لقطع الطريق العام. وتم الترويج الاعلامي لأحداث المنصورة وتصويرها بأنها تحت الحصار مستخدمين بعض المنابر الاعلامية المرئية والمكتوبة ومواقع الكترونية وقنواتهم مثل ( قناة عدن لايف ) .
القتلى في المنصورة منذ فتح الطريق العام فيها
أنتجت الصدامات والإطلاق العشوائي للرصاص في الأوقات المختلفة عن سقوط عدد من الضحايا والجرحى وهم بحسب المعلومات المعلنة وبحسب شهود العيان في الميدان:
1 أحمد جمال مطلق قتل في بلوك 32 بجوار صيدلية الأحلام.
2 أحمد خالد الرخم قتل في الشارع الرئيسي فوق سيارة( قضيةجنائية – شخصية )
3 معد معاذ الوصابي قتل بجوار مطعم شبوة.
4 محمود الزعيم قتل من قبل الأمن عندما حاول رمي قنبلة عليهم وهو المتهم بقتل حارس الأمن في مصنع الغزل والنسيج.
5 عثمان الرفاعي قتل ما بين بلوك 31 و32 مقابل صيدلية القاسم.
6 شادي الياقوتي قتل بجوار بريد المنصورة.
7 مهرة بن عطاف قتلت في الشارع الرئيسي وهي بجوار زوجها بالسيارة.
8 بركان الحمادي قتل في بلوك 32.
9 شرف محفوظ قتل فجر الأربعاء 11/7/ برصاص قوا الأمن بعد محاولته مقاومته قوات الأمن التي ذهبت لإعتقاله بإطلاق الرصاص عليهم وهو من المطلوبين أمنيا على خلفية قضايا جنائية عدة منها قتل أحد المواطنين في ساحة المنصورة
تشكيل لجنة تقصي الحقائق المشكلة من مجلس النواب
بفعل الضجة الاعلامية التي أثيرت حول احداث المنصورة ، تم تشكيل لجنة لتقصي الحقائق للوقوف على أحداث ووقائع ما يجري في المنصورة :
التقت اللجنة بالجهات الأمنية و محافظ عدن و وسطاء ينوبون عن شباب الحراك المسلح كما التقوا بالشباب مباشرة وقرروا النزول إلى ساحة الرويشان والتقوا عدداً غير قليل من جيران الساحة والمحلات والفنادق المجاورة . ووقفوا على كثير مما تم سرده سابقاً .
وحاولت رعاية حلول تقدم بها نائب رئيس مجلس النواب محمد الشدادي أمام أؤلئك المسلحين في سبيل عودتهم لممارسة نشاطهم في الساحة بصورة سلمية مقابل الإلتزام بعدد من الضوابط منها خروج المسلحين والتخلي عن السلاح وعدم قطع الطرقات وايقاف التداعيات والممارسات الخاطئة ودعوات الفوضى والإقلاق الأمني .. وبرغم بذل جهود لإقناعهم عبر وسطاء من قيادات الحراك وبعض الشخصيات الاجتماعية والبرلمانية إلا أن رفض المسلحين لفتح طريق المنصورة كان هو الموقف الذي أعاق كل جهود الوساطات والحلول التي وضعت من قبل نائب رئيس مجلس النواب محمد الشدادي وكتلة عدن البرلمانية وبرعاية لجنة تقصي الحقائق وهو ما دفع باللجنة البرلمانية إلى إنهاء زيارتها ومهمتها في تقصي الحقائق في أحداث المنصورة وعدت إلى صنعاء من أجل تقديم تقريرها إلى رئاسة المجلس حول حقائق الأوضاع التي توصلت إليها في أحداث المنصورة ... وحتى اللحظة ماتزال المنصورة ساحة للفوضى والعبث من قبل المسلحين .. وما تداعيات ما حدث في ذكرى (7/7) ويوم أمس الأربعاء من فوضى وقطع للطرقات التي أدت لسقوط قتيلين في 7/7 وعدة جرحى إلا نتاج لتطرف أولئك المسلحين
تضليل اعلامي لحقائق الأوضاع
لقد تم ابراز ما يحدث في المنصورة وتقديمه على أنه اعتداء على متظاهرين سلميين من قبل العديد من الصحف من خلال تناول الأحداث بطريقة بعيدة عن الموضوعية من خلال الإعتماد على الاتصالات الهاتفية ودردشات الفيس بوك في الحصول على المعلومة و استقاء الأخبار دون أن تقوم أي صحيفة بتكليف فريق صحفي بالنزول الميداني للمصورة من أجل معرفة الأحداث عن قرب من خلال الاستماع إلى مواطني الأحياء السكنية القريبة من الساحة الذين ذاقوا ذرعا من تواجد العصابات المسلحة في المنصورة وقيام تلك العصابات بأعمال مخلة بأمن الناس و إقلاق سكينتهم من خلال بث الرعب والخوف في نفوسهم حيث صار قانون الغاب هو السائد في المدينة وهو ما دفعني للنزول من أجل التعرف على الحقائق عن قرب والاستماع لمختلف الأطراف وأهمهم مواطني المنصورة الذي ينشدون عودة الأمن والاسقرار إلى المدينة وإخلائها من المسلحين بما يضمن عودة الأمن والسكينة إلى كل أحيائها وشوارعها وساحاتها وهذا حق يجب على كل صحفي مهني نزيه أن يضعه في الاعتبار أثناء تناوله لأخبار وأحداث المنصورة بعيد عن العواطف والتوجهات السياسية المؤيدة والمعارضة وهذا لا ينفي وجود تجاوزات وأخطاء من قبل قوات الأمن المرابطة هناك ولكن علينا النظر للمسببات التي جعلت من تواجد قوات الأمن ومرابطتها بالمنصورة ضرورة ملحة لتأمين فتح الطريق وحماية الممتلكات العامة والخاصة وليس من أجل ممارسة مجازر ضد أبناء الجنوب كما تحاول بعض وسائل الإعلام تصوير الأحداث بطريقة مجافية للحقيقة على ماهي في الميدان والأيام القادمة كفيلة بإثبات ذلك.